[من يا محمد في الورى ساواك]
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[25 Jan 2006, 03:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم
من يا محمد في الورى ساواك ومن الذي حفظ الحقوق سواك
أعليت شأن العدل في كل الدنا فأتى إليك مسلّما يهواك
حاربت أضداد العدالة فانحنوا برءوسهم بل أولعوا بهداك
أوصيت خيرا بالنساء تكرما وتلطفا سبحان من رباك
أوصدت باب الرق لم تترك له بابا عدا من حاربوا مولاك
من ياحبيب الله ينسى فضلك والله من أعلى العلى رباك
الله أولاك العناية كلها دون الورى فمن الذي ساواك
أوضحت دربا للسعادة أورقت والزهر فوق غصونها حياك
رمت الهدى للناس في كل الدنا ما عذر من جافاك أوعاداك
لا يعرف الجهد الذي كُلِِّفته غير المجدّ تعمّقا بهداك
قل للذي يهذي ويهرف بالأذى هلا وعيت بما تخط يداك
إن كنت غرا جاهلا أو غافلا فاصمت فخير من ظهور هراك
أو كنت مغضوبا عليه من السماء فاطلب إلى رب السماء شفاك
أي منقذ للبشرية مثله صلى الله عليه وسلم، أرسل إلى البشرية كافة، وجاء بمنهج شامل كامل للحياة والأحياء إلى أن تقوم الساعة ... أحب للجميع الخير، تألَف لأسلوبه القلوب المقفرة، وتحبه النفوس الجامحة بعد أن تعرفه ومنهجه، بلغ من حرصه على هداية الناس أن يهون عليه رب العزة بقوله {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} في قوله تعالى {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} [1]
لشدة حرصه على هدايتهم، وجموح بعضهم عن الهدى؛ فيتألم لذلك؛ وليس تألمه لعرض من الدنيا فات عليه، أو سلعة تجارية راجت عنده، لم يرد من أحد أجرا على بذل الهدى له {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)} [2]
كان الرجل يسمع عنه فيكرهه أشد الكره، بسبب الدعاية المضادة لدعوته من مغرض؛ فإذا رآه أحبه أشد الحب؛ لما يلمسه منه من حسن استقبال،وحلاوة أسلوب، وعلو خلق، وطيب تعامل ومنهج سامٍ كامل شامل صالح لكل زمان ومكان.
طالما أساء إليه الآخرون فيعفو عنهم ويصفح، مهما كانت الإساءة بالغة؛ كذبه قومه وحاربوه وقتلوا من أقربائه وأصحابه من هم في السويداء من قلبه وفي أعلى الصفوة في الأمة؛ ولما انتصر عليهم وأضحوا أسرى بين يديه قال لهم {ماذا ترون أني فاعل بكم}؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم! قال لهم: {أذهبوا فأنتم الطلقاء} [3].
وكان أعتى الرجال يحاربه أشد الحرب وأقساها فإذا أتى إليه تائبا مسلما فرح بمجيئه، وعفا عنه، وحلم عليه. وحسب تتبع الجامحين عن الهدى في بداية الأمر فقد كانت أ سباب جموحهم لا تخرج عن كونها ناتجة عن تقليد للكبراء، أو نظرة سطحية غير متعمقة، أو كبر وحسد مع وضوح الحق والحقيقة وجلائها لكل متأمل منصف.
جاء من عند الله بميزان تفاضل لكل البشر؛ يستطيع الوصول إليه كل أحد، ومن أي مكان كان –ميزان التقوى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [4]
وذابت تجاهه الموازين الجائرة القاصرة المتعنصرة، بسط الخير والهدى مع أتباعه بأقل الخسائر، وأقصر الأزمنة، وتحولت البلاد المستقبلة إلى متبعة ومناصرة، واستجابت بلاد شاسعة بأهلها له، حبا واقتناعا بداعي القدوة في أتباعه؛ الذين صاغتهم تربيته المتسلسلة عظيما عن عظيم.
جاء بدين صالح متوافق مع الفطرة؛ لا يصطدم معها البتة، أرحم الفاتحين بمن فتح أرضهم، ففتحت نفوسهم تبعا.
¥