التوسُّل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[17 Jan 2006, 06:43 م]ـ
أجاب عليه: سلمان العودة
السؤال:
لقد أشكل علينا كلام لابن كثير - رحمه الله - في تفسيره لسورة النساء آية (64) قوله - تعالى -: " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً " الآية.حيث قال:" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه (الشامل) الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالساً عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي، فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً"، وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي. ثم أنشأ يقول: يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في النوم فقال: يا عُتبي! الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له ".
الجواب:
نعم. ذكر هذا ابن كثير في التفسير كما ذكر السائل، وذكره أيضاً ابن قدامة في (المغني) في كتاب الحج، زيارة قبر النبي - صلي الله عليه وسلم - (3/ 298)، وذكره النووي في (المجموع 8/ 256)، وقال:" ومن أحسن ما يقول، ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له ".وقال العز بن عبد السلام:" ينبغي كون هذا مقصوراً على النبي - صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه سيد ولد آدم .. "وانظر فيما ينسب للفقهاء (الموسوعة الفقهية) , مادة (توسّل).وقد اختلف العلماء في التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - على قولين مشهورين أحدهما: الجواز , وفي مثله تساق القصة السابقة. والثاني: المنع، وهو منقول عن أبي حنيفة، وأحمد، وغيرهما. قال ابن تيمية - رحمه الله – " .. لم يكن الصحابة يفعلونه، في الاستسقاء ونحوه، لا في حياته ولا بعد مماته , لا عند قبره, ولا غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعة وموقوفة، أو عمن ليس قوله حجة ".وقد أطال ابن تيمية - رحمه الله - النَّفَس في مسألة التوسل والوسيلة. وصنف فيها كتاباً خاصاً مشهوراً، وساق الخلاف ,ورجح ما سبق, ثم بين أن المسألة خلافية وأن التكفير فيها حرام وإثم؛ لأنها مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة. وبالذي اختاره الشيخ من منع التوسل إلى الله بالرسول - صلى الله عليه وسلم – أقول؛ لأن سد هذا الباب أصفى للتوحيد , وأبعد عن الغلو , خاصة مع ما رُكّب في نفوس العامة من الميل إلى التعلق بالحسيات والتذرع إلى الوقوع في الشرك. مع ملاحظة ما ذكره - رحمه الله - من الاختلاف في المسألة عند أحمد وغيره، وعند المتأخرين. والقصة المذكورة ليس لها إسناد, ولو فرض أنها صحيحة فلا حجة فيها، والله أعلم.
الرابط / http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content.cfm?id=2726
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[28 Jan 2006, 03:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. إن التوسل بات من المسائل المعروف حكمها لدى العامة والخاصة وفي هذه البلاد على الوجه الخصوص. فأعتقد أنه لا يخاض في هذه المسألة مرة أخرى إلا بإضافة جديدة، أو من باب التذكير ولكن يراعى في التذكير أن يوفى حق الموضوع ولا ينبغي للكاتب أن يترك القارئ في غموض وإشكال. ومن المفترض أن يحال على كتب العلماء المعتبرين ممن لهم عناية بالعقيدة الإسلامية السنية عناية كبيرة. وأحيل القراء هنا على كتابين في موضوع التوسل: وهما معروفان ومتداولان:
1 - التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية بتحقيق الدكتور/ ربيع المدخلي.
2 - التوسل أحكامه وأنواعه: لمحدث الديار الشامية العلامة الألباني بعناية الشيخ العباسي.
كما أحيلهم على مقالي في الموقع بخصوص حديث مالك الدار. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.