[دعوة للتفكر ... للاستشعار والتأمل. دعوة للاعتبار.!]
ـ[الموحد 2]ــــــــ[30 Dec 2005, 02:07 ص]ـ
... *** ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم، إنها دعوة للتفكر .. للاستشعار والتأمل. دعوة للإعتبار ... ودعوة أيضاً للشكر والحمد والثناء والتمجيد ..
فهل من مشمر؟
تعالوا لننشط ونتعاون سوياً على التفكّر .. ! نريد أن نشكر الله جل وعلا سويَّاً.
نريد من كل واحد أن يدلَّ أخيه وصاحبه على خالقه ومعبوده .. !
لقد ملَّت القلوب من التأمل والتفكر في قضاياها الدنيوية ... وحاجاتها الشخصية .. ! حتى بلغت درجة الوسواس .. !
هلاَّ كان للمنعِم جل وعلا نصيبٌ من هذا التفكر والإستشعار؟ أليسَ هو الأحقُّ والأجدرُ بأن تعمل جميع جوارحنا فيما يرضيه؟
قال تعالى:
((أيود أحدكم أن تكون له جنة؟ من نخيل؟ وأعناب؟ تجري من تحتها الأنهار!؟ له فيها من كل الثمرات؟ وأصابه الكبر! وله ذرية! ضعفاء! فأصابها إعصار! فيه نار! فاحترقت! كذلك يبين الله لكم الآيات ... لعلكم تتفكرون!؟))
البقرة 266.
إخواني هذه دعوة لإعمال الفكر في نعمة من نعم المولى جل وعلا، على أبداننا وعلى أوقاتنا ..
وهي نعمة عظيمة .. إنها نعمة جليلة.
إنها نعمة يعصي الله جل وعلا بها الكثير الكثير من عباده ولا يزال سبحانه رحيمٌ لطيفٌ بهم .. !
وقد اصطفاك الله من بين هؤلاء كلهم بأن لا تعصيه بها .. وسيختصك بأن تتعرف على هذه النعمة .. فكن معي قليلاً.!
... (السبابة والإبهام) ... !
باختصار يا أخي:
الخطوات التي تستطيع أن تتعرف من خلالها على هذه النعمة .. وهي بسيطة جداً، لا تأخذ منك نصف دقيقة .. !
1. أقبض على السبابة بالإبهام. (ألصق السبابة ببطن الكف، ثمَّ شدَّ عليها بالإبهام، بحيث تكونان متقاطعتين).
2. أفعل نفس هذه الطريقة باليد الأخرى.
3. تصوَّر الآن أنه ليس معك إلا 6 أصباع، بدلاً من الـ 10 السابقة.
4. (السبابة والإبهام) في يديك اليمنى واليسرى غير موجودتين.
وأنت الآن تعيش بـ 6 أصابع فقط (الخنصر، البنصر، الوسطى).
5. حاول أن تغلق أو تفك زرار ثوبك .. أوَّل زرار الموجود حول الرقبة؟
(طبعاً لابد أن لا يكون هذا الزرار طق طق:)) ..
6. أتمنى أن لا تواصل قراءة الموضوع، إلا إذا أيست من عملية إغلاق الزرار أو فكه ..
أو واصل القراءة بعد عدة محاولات.
لن تستطيع أن تفعل ذلك .. !
ولكن أعلم وتيقن أنه قد يمكَّنك الله جل وعلا من إغلاقه أو فكه .. بعد مشقة وجهد ونصب وتعب وإعياء .. !
تصور يا أخي .. لو أن الله سلبك هاتين النعمتين .. فماذا ستفعل .. ؟
وكيف ستكون حياتك .. ؟ وإلى ماذا ستتحول هذه الحياة .. ؟
وكيف ستستعد لمقابلة الناس .. ؟
وكم ستحتاج من الوقت لكي تلبس ثوبك قبل المناسبة التي ستذهب إليها .. ؟!
يا أخي تصور الآن أن جوالك يتصل .. وإذا به أحد أحبابك، ويخبرك بأنه واقف عند الباب ينتظرك في الأسفل ..
وأنت قد فقدتك سبابتك وإبهامك، وتعيش بالأصابع الـ 6 فقط .. !
قمت فوراً وارتديت حذائك، ولبست شماغك وعقالك، والآن تلبس الثوب .. وفجأة أنت لا تستطيع أن تغلق الأزرَّة .. ؟!
يالله .. ماذا ستفعل .. ؟ وماذا سيقول عنك الناس .. ؟! وصاحبك ينتظرك بالخارج .. ؟
وأنت في معركة عنيفة .. واقف أمام المرآة .. وقد احتدم الصراع بينك وبين الأزرَّة .. تريد إغلاقها فلا تستطيع .. ! تحاول بشتى الوسائل والطرق .. للأسف الأزرَّة لايمكن إغلاقها .. !
ألا ترون الآن أيها الأحبة أن (السبابة والإبهام) نعمتان عظيمتان تقف وتتعطل عندهما الكثير من أمور الحياة!؟
هذه نعمة واحدة فقط، في زرار الثوب فقط، ومن خلال أصبعين فقط ... فكيف لو تأملنا وتفكرنا في ما سوف نفقده ولن نستطيع إتمامه ونحن نعيش بغير هذين الأصبعين بغير الزرار والثوب .. ؟!
فاللهم ألهمنا شكر النعم ..
بل إذا أردت أن تتعرف على نعمة أجل وأكبر من هذه النعمة .. فغمض عينيك الآن ..
تُرى هل تستطيع مواصلة القراءة في هذا الموضوع؟
أغمض الآن يا أخي لمدة 10 ثواني فقط ثم افتحها .. ؟
مالذي رأيتَ!؟
ظلامٌ وسوادٌ قاتم وحالك .. مربَّع الشاشة في عينيك، دوائر ومربعات وألوان، وصور تعبيرية .... إلخ ما رأيت.
ولكن! وأنت بهذه الحالة. هل تستطيع إغلاق هذا المتصفح .. ؟
هل تستطيع الخروج من هذا المنتدى .. ؟
هل تستطيع إغلاق جهازك .. ؟
هل تصدق يا أخي أن هناك من يجمع بهاتين النعمتين السيئات والمعاصي؟
فمنهم من يكتب الكلمات السيئة والعبارات القبيحة بهما .. ! ومنهم من يدخن بهما .. ! ومنهم من يسرق بهما .. !
ومنهم من يؤذي خلق الله بهما .. ! ومنهم من يزني بعينيه .. !، ومنهم، ومنهم ..
فاحمد الله جل وعلا أنه لم يجعلك من هؤلاء .. ثم احمده على أن عرَّفك ببعض نعمه.
فكيف لو أطلعك على الباقي .. !؟
ولكن الله جل وعلا قد حجب عنَّا الكثير والكثير من نعمه وجعلنا في نفس الوقت نتقلب فيها، وأعطانا من العقول والقلوب والأوعية التي نفكر من خلالها .. فهل نحن ممن استعمل قلبه وعقله فيما يرضي ربه أم فيما يسخطه!؟
أجب نفسك .. بنفسك .. وأنت خصيمها .. !
هل ستعصي الله جل جلاله وتبارك وتعالى بعد عرفت قدر هاتين النعمتين؟
أما عن الطريقة التي تستطيع أن تحمد وتشكر خالقك بها يا أخي على نعمتا السبابة والإبهام والعين ... ؟
بل وغيرها من النعم .. فعليك بهذا، عليك به، ولا تفرط فيه:
في السنن 5073 عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، إلا أدى شكر ذلك اليوم، ومن قال حين يمسي فقد أدى شكر ليلته)).
... *** ***