[. يا نجوم السماء لو مد ساقي وضحي لي ..]
ـ[ولد الديرة]ــــــــ[07 Nov 2005, 05:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن لنا اعتبار صفحة السماء مجرد محطٍّ لتأملات العشاق والشعراء. فهي المظلَّة التي تطل وتحيط بعالم الارض .. والتي لا تتوانى من التاثير على الحياة العامة والخاصة ..... والجميع أمام تدخلها الدائم والكلِّي القدرة .... لا حول لهم ولا قوة
وقد انكب الإنسان منذ أقدم العصور على دراسة السماء ومحتوياتها، تحرِّكه تلك القناعة الميتافيزيائية بأن للسماء سيطرة مطلقة على الأرض. إذ كان يؤمن أن الطبيعة واحدة وأن الطاقة التي تحرك كل ما فيها واحدة .. وبالتالي فكل حركة في هذا الكون لها تأثيرها وتبعاتها عليه وعلى محيطه.
لقد اشتملت دراسة الإنسان للفضاء الخارجي على وصف حركة النجوم وأبعادها من جهة ووصف تأثير هذه الحركة ونتائجها من جهة أخرى. واكتسبت دراسة علم الفلك أهمية بالغة كونها إرتبطت بمختلف علوم الطبيعة، وذلك بسبب تأثير الأفلاك على جميع ما يحدث في (عالم ما دون القمر) ... ولم يكن يُنظَر إلى هذا العلم على أنه شكل إنساني صرف من أشكال المعرفة، بل هو علم إلهي بحت ..
إن كان اكتشاف العجلة قديما يعد ثورة في الحضارة الإنسانية .. فهو اليوم (بالمفهوم العام) أساس في تشكيل مفردات حياتنا المعاصرة ... ومن هنا ندرك خاصية (ّدائرية) المخلوقات ممّا يصنف جمادا أو إنسانا أو أي شيء مخلوق ... وما حالة (الّدائرية) تلك إلا تأكيداً لمخلوقيتها وخضوعها للخالق ...
والدائرة تعبير عن العبادة، وهي العلة من خلق المخلوقات والمفعلة للغاية .. لأن معنى الحمد والتسبيح .. هو إرتباط قوة صغرى بقوة أكبر منها ... وهنا نلمح ... (العلاقة بين المركز والمحيط)
قال تعالى (وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون)
الدائرة (أصل) النشأة الكونية .. بدءً من الكون الكبير ... وإنتهاءً بجزئيَّات الذرّة الصغيرة .. فكل المخلوقات تحركها خاصية الـ (الدوران). حول محور خارجي أو حول مادَّتها ... ومن خواص (الدائرة) أنها عندما تدور حول أي محور يمر بالمركز .. تُعطي الناتج أو الشكل نفسه ... مما يميزها عن كافة الأشكال الهندسية الأخرى .. ولا بد من الإشارة إلى أن أي مقطع في (الدائرة) يُعطي دائرة، والمقطع الذي يمر بالمركز يُعطي دائرة عظيمة - أي أوسع دائرة هندسية - ......
قال تعالى (خلق السماوات والارض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى الا هو العزيز الغفار)
ومن المعروف رياضيا أن مساحة الدائرة غير مبرهنة بشكل نهائي، مثل الأشكال الهندسية الأخرى، وأنّ قانون المساحة المُتعامل به هو للتقريب النسبي، وهو ما يؤكد لنا أن الدائرة لا تخضع لتحديد (قطعي)، ولهذا أصبح تعريفها علميا ورياضيا: بأنها منحنى مغلق يبتدء بنقطة معينة ويعود للنقطة نفسها .. (حنيفا)
قال تعالى (فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون)
ولأن الدائرة فيها معنى العبادة .. والدوران حول (محور) يعد أساسي ومركزي (مقدّس) وهو الضابط لموقعها العام وموضعها الخاص ضمن كامل الموقع، كما يضبط حركيَّتها بمسافات متساوية (الوحدانية) مما يساعد على الحركة المنتظمة (العدل الشامل) ضمن حركة الأجرام السماوية الأخرى ...... والسنة الزمنية كما هو العام، هما نتاج للدائرية في حركة الأرض والشمس والقمر ... ومن هنا .. فإن الدائرة (أساس الزمن) .. وصراع الإنسان مع مفردات الحياة صراع مع مفردات الزمن، وسعي نحو الظّفر والخلود ...
قال تعالى (الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء)
قال تعالى (لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)
قال صلى الله عليه وسلم .. (إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا) ..
...
القرآن!!
¥