أن المتأمل في تأريخ مكتبة الأوقاف العامة في السليمانية يجد أن المكتبة قد تعرضت عبر تأريخها ولأكثر من مرة لأحداث السلب والنهب والتخريب أو الإهمال والإتلاف المتعمد وغير المتعمد وذلك عائد لتعرض العراق للغزوات والحروب ولتعرضه للفتن والملاحم المتتالية مما أدى في أكثر الأحيان إلى سيادة جو من انعدام الأمن والطمأنينة، الذي تستغله أطراف متعددة للنيل من تراث وتأريخ هذا البلد وساهمت عدة أمور في تنامي وتزايد الأخطار المحدقة بالبلد منها:
الموقع الجغرافي له في قلب العالم أو في قلب منطقة مليئة بالتفاعلات الحضارية والمتغيرات الاجتماعية.
ما يمتلكه من ثروات طبيعية وموارد هائلة جعلته عرضة للأطماع الاستعمارية المتزايدة.
صراع الحضارات وأثره على الأمة عبر العصور.
ولهذا وذاك، فإن المكتبات كانت الخاسر الأكبر في جميع تلك الوقائع،وقد كان نصيب مكتبة الأوقاف في السليمانية من ذلك وفيراً، فبعد فترة من الأمن حظيت به المنطقة الشمالية طوال الفترة الممتدة من 1930م إلى عام 1991م، تعرضت المكتبة للسلب والنهب والإتلاف، ثم بعد هذا التأريخ جرت عملية إعادة ترميم وتعمير المكتبة من جديد ومن ثم تأهيلها للمستخدمين من طلبة العلم وعلماء و مختصين، وهي مفتوحة الآن بدوام كامل، من الساعة 8,30 صباحاً وحتى الساعة 2,30 مساءاً.
مكتبة الأوقاف العامة في الموصل
تعود أولى المحاولات الجادة في سبيل إنشاء مكتبة عامة للأوقاف في الموصل إلى عام 1925م حيث نادى المعنيون بشؤون الأوقاف آنذاك إلى ضرورة القيام بجمع الكتب الوقفية من بين الغرف المهملة في أركان المساجد والجوامع وأرجاء المدارس الدينية، وذلك محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الثر الغزير وقد مضى عليه الزمن وتقادمت عليه السنون وتراكمت فوقه الأتربة وعبثت به أيادي العابثين الجاهلين، إلا أن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح فقد رفضها البعض وعارضها البعض الآخر وحال دون تحقيقها أناس آخرون بحجج وأعذار مختلفة لا مجال للدخول في تفاصيلها.
وهكذا بقيت هذه الكتب والمخطوطات والآثار النادرة وتلك الأفكار النيرة التي تفجرت عن أكبر العقول عبقرية وأعظمها ذكاء سجينة متطلعة من خلال النوافذ إلى بصيص النور وحزمة الضوء والأمل.
والموصل مدينة جميلة تقع في شمال العراق وهي من أعرق المدن وأكثرها قدماً فهي كبقية المدن العراقية القديمة تعتبر مهد الحضارات في وادي الرافدين (سومر، آشور، كلدان، بابل ... ) ويكفي أن شرفها الله ببعثة الأنبياء عليهم السلام.
ثم جاء الإسلام فأنار الربوع العربية وأصبحت الموصل واحدة من مشاعل الإسلام وحصناً منيعاً من حصونه ومنبعاً لتخريج الدعاة وإلى ساعة الناس هذه، وتمتاز الموصل بطبيعة خلابة وجو لطيف وأرض خضراء قشيبة حتى أصبحت مثار إعجاب الشعراء والمفكرين والأدباء وسميت بـ (أم الربيعين) لجودة المناخ وعذوبة الماء ولهوائها العليل، وقصدها العلماء والمفكرون والأدباء والمنظرون وسكنها أفاضل الناس والمصلحين وكان من الطبيعي أن تصبح المكتبات فيها مرتعاً للعلماء ومناراً لامعاً للعلم.
ومدينة الموصل تزخر بالمدارس والجامعات والمساجد وحلقات العلم، وإن فكرة توحيد المكتبات ولمِّ شتاتها في مكتبة كبيرة ضخمة كانت فكرة حية لدى المعنيين والمثقفين والكتاب، فكان عام (1937م) الموافق (1355ه) نقطة تحول في تاريخ المكتبة حيث تم الإيعاز من قبل الديوان الملكي إلى أوقاف الموصل من أجل العناية بالمخطوطات حسب كتاب الأوقاف العامة الموجه إلى مديرية أوقاف الموصل المرقم (9856/ 1709) في 5/ذي الحجة/1355 الموافق 16/شباط/1937، وتم العمل بالجمع الحقيقي للمخطوطات ولم شتاتها في 7/ 2/1973م، واكتمل الجمع في نفس السنة في 1/ 7/1973م.
وتظم المكتبة الآن خزائن المخطوطات الموقوفة والشخصية التالية بحسب تاريخ انتمائها إلى مكتبة الأوقاف في الموصل:
خزانة السيد حسن باشا الجليلي (1172ه - 1233ه).
المدرسة الإسلامية.
خزائن مدرسة مسجد العراكدة.
خزائن جامع النبي شيت.
خزائن مدرسة جامع باب الطوب.
خزانة مدرسة الجامع الكبير.
خزانة مخطوطات الحاج محمد أفندي الرضواني 1269ه - 1357ه.
خزانة المدرسة المحمدية (الزيواني).
خزانة المدرسة الأحمدية.
¥