تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال - رحمه الله - في تفسيره (ص 409) عند ذكر العبر والفوائد الجليلة التي اشتملت عليها قصة يوسف عليه السلام.

" ومنها: أن الهمَّ الذي همَّ به يوسف بالمرأة ثم تركه لله، مما يقربه إلى الله زلفى؛ لأن الهمّ داع من دواعي النفس الأمارة بالسوء، وهو طبيعة لأغلب الخلق، فلما قابل بينه وبين محبة الله وخشيته، غلبت محبة الله وخشيته داعي النفس والهوى. فكان ممن (خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، أحدهم: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله" وإنما الهم الذي يلام عليه العبد، الهم الذي يساكنه، ويصير عزماً، ربما اقترن به الفعل ".

15 - العلامة محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله تعالى-:

أورد – رحمه الله - في مختصر العلو (ص 105) حديث أبي هريرة - رضي الله عنه "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل"، قال وساق الحديث - يعني الذهبي -وأخرجه البخاري، ثم ساق حديث أبي هريرة: (إن الله تعالى يقول أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي)، ثم قال الألباني: وقد ورد في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر.

وأورد الألباني في الإرواء (3/ 395) حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – مرفوعاً "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. " الحديث، خرجه من صحيح البخاري ومسلم وسنن النسائي وموطأ مالك، ثم قال: وللحديث شاهد من حديث سلمان بلفظ سبعة يظلهم الله في ظل عرشه فذكر الحديث رواه سعيد بن منصور بإسناد حسن كما في الفتح (2/ 121).

فقول الألباني –رحمه الله-:

(وقد ورد في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر).

وقوله: (وللحديث شاهد من حديث سلمان (يعني حديث السبعة) يفيد أن الألباني يرى أن الظل إنما هو ظل العرش، ويرى أن معنى الأحاديث كلها معنىً واحد.

وما أعتقد أن أحداً من علماء السنة السابقين يخالف هؤلا العلماء.

وأخيراً:

فإن المتأمل المنصف في النصوص النبوية والقواعد الشرعية لا يخالجه شك في أن المراد من الظل الوارد في النصوص النبوية – التي مر ذكرها في هذا البحث- إنما هو ظل عرش الله عز وجل.

هذا ما يسره الله لي ووفقني له من هذا البحث الذي أرجو الله الرؤوف الرحيم أن ينفعني به وأن يجعلني ممن يظلهم بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.

وصلى الله على نبينا محمد وإخوانه من النبيين والمرسلين وآله وصحابته أجمعين.

كتبه:

فضيلة الشيخ رَبِيع بن هَادي بن عُمَيْر الْمَدْخلِي حفظه الله

25/ 7/1427هـ

الحواشي:

(1) أخرجه أحمد (9665) و البخاري في كتاب: الأذان باب: من جلس في المسجد ينتظر الجماعة (660) و (1423) و (6806)، ومسلم في كتاب: الزكاة باب: فضل إخفاء الزكاة (1031)، والترمذي في كتاب الزهد باب: الحب في الله (2391) وغيرهم.

(2) مجموع الفتاوى (6/ 144 - 145)

(3) (ص39 - 40).

(4) كذا والصواب " أن للعرش " ولعل الخطأ من النساخ أوالطابع.

(5) انظر زاد المسير (8/ 450) لابن الجوزي.

(6) كذا هنا! (في ظل عرشه) في هذا الحديث المعزو إلى الصحيحين ويغلب على الظن أن هذا من سهو النساخ والطابعين ولقد ذكره الحافظ ابن كثير في تفسير سورة يوسف (8/ 39) طـ. دار عالم الكتب) كما هو في الصحيحين (في ظله) على أنه قد ورد في بعض طرق هذا الحديث بهذا اللفظ (في ظل عرشه).

(7) هذا نص حديث أبي قتادة –رضي الله عنه- وحديث أبي هريرة نحوه كما ترى لكن الترمذي لم يرو حديث أبي قتادة.

(8) يشير إلى كلام القرطبي الذي أسلفناه قريباً في هذا البحث.

======

from http://dawasalafia.jeeran.com/archive/2006/8/85328.html

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[21 May 2009, 12:09 م]ـ

جزى الله خيراً مَن قام بنشر هذه الدرر الثمينة لشيخنا التقي عبد الرحمن البراك - حفظه الله - مَنْ رآه هَابَه في أول الأمر، ثم يأنس بكلامه، ختم الله لنا وله بالحسنى

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير