تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يعني أمة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم في صحيحه ولا يحل للمسلم أن يجيب دعوتهم إلى حضور هذه الأعياد لأن حضور هذه الأعياد أعظم من تهنئتهم بها لأن ذلك مشاركة لهم فيها ولا يحل للمسلم أن يتشبه بهم بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال أو تنزيل قيم السلع أو غير ذلك من ما يعد من ما يعد نوعاً،نوعاً من الفرح لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) قال شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله: (أقل أحوال هذا الحديث التحريم إي أن التشبه بالكفار حرام وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم وقال رحمه الله:مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل وربما، وربما أطمعهم وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص وأستزلال الضعفاء) انتهى كلامه رحمه الله فمن فعل شيئاً من ذلك إي هنأهم أو قبل هديتهم بهذه المناسبة أو أهدى إليهم أو تشبه بهم فهو آثم سواء فعله تودداً أو مجاملة أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية الكفار واعتزازهم واغترارهم بدينهم فأحذر أيها المسلم أحذر ما حذرك الله ورسوله منه واتقي ربك إن كنت تريد الفلاح واتقي النار فإنها أعدت للكافرين وأطيع الله ورسوله إن كنت تريد رحمة الله عز وجل

...

فيا عباد الله هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) وفي معنى قوله فهو منهم وجهان

الوجه الأول ما ذكره كثير من العلماء أن من تشبه بهم في الظاهر أدى ذلك إلى تشبهه بهم في الباطن إي في العقيدة والدين فيكون المعنى أن من تشبه بهم ظاهراً كان ذلك قائداً له إلى أن يتشبه بهم في الباطن فيكفر كما كفروا والعياذ بالله

الثاني: أن من تشبه بهم في الظاهر كان منهم فيما تشبه بهم فيه دون غيره من خصال الإسلام وعلى كل حال فإن المسلم لا يرضى أبداً أن يتشبه بقوم في ضلالتهم على كل حال بل يحمد الله أن عافاه من هذه الضلالة ويتجنب ما هم عليه من الكفر يطنطن بعض السفهاء بعض سفهاء العقول ضعيف بعض سفهاء العقول ضعيف الدين يطنطنون بكلمة الأديان الثلاثة ولا أدري من أين جاءوا بهذه الكلمة أين في الكتاب والسنة كلمة الأديان الثلاثة إن الدين واحد لا غير وهو دين الإسلام لقول الله عز وجل (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام) وهذه الجملة تفيد الحصر كما هو معروف من اللغة العربية وكما تكلم به الأصوليون والبلاغيون (إن الدين عند الله الإسلام) إي شئ واحد ليس إلا الإسلام ثم إن الله أكد ذلك في آية أخرى فقال (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) إذاً لا دين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء دين واحد هو دين الإسلام ولا يمكن أحد ولا يمكن أحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقر بدين اليهود والنصارى لأنه نسخ فدين اليهود نسخ بدين النصارى ودين النصارى واليهود نسخ بدين الإسلام فكيف يليق بمسلم أن يقول إن الأديان إن الأديان ثلاثة ومن أجل هذه المقولة البدعية الكاذبة من أجلها صار بعض من هم أسفه من هؤلاء يطنطن ويدندن ويحوم حول توحيد الأديان الثلاثة حتى قيل أن بعض الناس كتب في مجلد طبع في مجلد واحد القرآن والإنجيل والتوراة قاتله الله كيف يجمع بين حق وباطل في مجلد واحد كيف يقر المسلم ويقر غير المسلمون أيضاً إن هؤلاء إذا قيل لهم إنكم على دين بقوا على دينهم وحاولوا بكل ما يستطيعون أن يصرفوا المسلمون عن دينهم إلى دينهم الذي شهد له هذا وأمثاله بأنه حق وإن أقول من هذا المكان كل إنسان يدعي أن ديناً غير دين الإسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم دين مقبول عند الله فإنه كافر مرتد عن دين الإسلام لأنه كذب الله عز وجل في قوله (إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام) وفي قوله (َمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) إذاً لا يمكن أبداً بحال من الأحوال أن نجتمع مع اليهود والنصارى على دين إلا إذا أمكن اجتماع جمر القضاء في الماء البارد وهذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير