تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

: أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه فنادى الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن كنت مبتاعا هذا الفرس وإلا بعته فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي فقال " أوليس قد ابتعته منك " فقال الأعرابي لا والله ما بعتكه فقال النبي صلى الله عليه وسلم " بلى قد ابتعته منك " فطفق االأعرابي يقول هلم شهيدا فقال خزيمة بن ثابت أنا أشهد أنك قد بايعته فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال " بم تشهد؟ " فقال بتصديقك يا رسول الله فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين.

فهذا الأعرابي كذب النبى فى أمر الفرس لكن النبى لم يحكم بكفره لعلمه بما عليه الأعراب من جهل و قسوة طبع وجلافة وقد قال الله تعالى عنهم {وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله}

وكذلك حديث الرجل الذى أمر أولاده أن يحرقوه بعد موته فيه دلالة على هذه القاعدة فقد توافر شرط الكفر ومقتضاه وهو شكه فى قدرة الله و لكنه لم يكفر لتوافر موانع مثل كونه جاهلا و كونه مؤمنا يخاف الله جل وعلا.

فهذه التأصيلات السابق يجب أن تكون أمام اعيننا عند البحث فى مسائل الإيمان والكفر حتى لا ينزلق طالب العلم الشرعى إلى منزلق خطير وهو تكفير المسلم.

وعودا لموضوع الدرس وهو حكم من قال بأن القرآن مخلوق فهو كافر لأنه كذب بالقرآن قال تعالى (و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) فالقرآن كلام الله بنص قوله تعالى فمن كذب بهذه الأية فهو كافر و قد نقل ذلك عن كثير من أئمة السلف.

قال الأمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة من قال القرآن مخلوق فهو عندنا كافر

وقال مالك بن أنس رحمه الله يقول من قال القرآن مخلوق يوجع ضربا ويحبس حتى يموت

وعن سفيان بن عيينة قال من قال القرآن مخلوق كان محتاجا أن يصلب على ذباب يعني جبل

وكان وكيع يقول من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث يستتاب فان تاب والا ضربت رقبته

وقال من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئا من الله مخلوق فقيل له من أين قلت هذا قال لأن الله يقول (ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين)

وعن يحيى بن معين قال من قال القرآن مخلوق فهو كافر

وعن عمرو بن دينار قال أدركت تسعة من أصحاب رسول الله يقولون من قال القرآن مخلوق فهو كافر

وقال الإمام الأشعري فى كتابه الإبانة:

(ومن قال: إن القرآن غير مخلوق وإن من قال بخلقه كافر من العلماء وحملة الآثار ونقلة الأخبار وهم لا يحصون كثرة ومنهم: حماد والثوري وعبد العزيز بن أبي سلمة ومالك بن أنس رضي الله عنه والشافعي رضي الله عنه وأصحابه وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل ومالك رضي الله عنهم والليث بن سعد رضي الله عنه وسفيان بن عيينة وهشام وعيسى بن يونس وجعفر ابن غياث وسعيد بن عامر وعبد الرحمن بن مهدي وأبو بكر بن عياش ووكيع وأبو عاصم النبيل ويعلى بن عبيد ومحمد بن يوسف وبشر ابن الفضل وعبد الله بن داود وسلام بن أبي مطيع وابن المبارك وعلي بن عاصم وأحمد بن يونس وأبو نعيم وقبيصة بن عقبة وسليمان بن داود وأبو عبيد القاسم بن سلام ويزيد بن هارون وغيرهم ولو تتبعنا ذكر من يقول بذلك لطال الكلام وفيما ذكرنا من ذلك مقنع والحمد لله رب العالمين)

................................................

وهذه هى المحاضرة مسموعة على موقع طريق الإسلام

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=28608

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير