فقد كان حماس المسلمين تجاه هذا الدين منقطع النظير فانظروا إلى حال الصحابة الكرام عندما جاء الأعرابي وبال بناحية المسجد، فنهوه فكان رد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- دعوه لا تزرموه، فبين له رسول الله أن المساجد لم تجعل لهذا.
كذلك حادثة عمر بن الخطاب مع عبدالله ابن أُبي عندما قال: سمِّن كلبك يأكلك والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال عمر دعني أضرب عنقه،-مع إختلاف الروايات- فكان جواب النبي –صلى الله عليه وسلم- دعهُ يا عمر لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه.
وكذلك قصة معاذ ومعوذ فقد كانا يبثان عن أبي جهل في المعركة ليقتلاه وذلك لأنهما سمعا من أمهما أنه كان يسب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
وغير هذا من النماذج كثير، فهم يريدون قياس هذا الحماس هل لا زال موجوداً أم أندثر وتأثر بغزوهم الفكري.
أما بشأن اقترح برنامج عملي فأقول:لعل أنجع برنامج هو الالتزام بالهدوء، وأن نتذكر قول الله تعالى:"ولا تسبوا الذين كفروا فيسبوا الله عدوا بغير علم " وقوله تعالى:"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا ءامنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون" [العنكبوت 46] ... " وهؤلاء ظلموا بفعلهم ولكن هذا لا يمنع أن نلتزم بالهدوء: ويجب علينا ما يلي:
- أن ندع البكاء والعويل فيما بيننا سواءٌ من خلال الشجب والإنكار وغيره لأن هذا يدور بيننا وبلغتنا ولا يصل إليهم، بل يجب أن ندخل عليهم من حيث دخلوا علينا، وهو أن نغزوهم فكرياً عبر – سلاحهم – القنوات الفضائية لكن وفق منهج الكتاب والسنة، وبلغتهم حتى تصل الفكرة إليهم، وذلك من خلال إظهار محاسن الإسلام، وفضائله، وفضائل رسول الله – صلى الله عليه وسلم--.
- أن نقاطع ما حرم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- من الكبائر والمنكرات أولاً، بأن نطهر نفوسنا ومجتمعاتنا حتى نستحق أن نكون أمة منصورة بإذن الله، ونستحق إجابة الدعوة.
- أن يساهم المغتربون، بإظهار تعاليم الإسلام من خلال سلوكهم وأخلاقهم، ولا يتشبهوا بالقوم، لأن في ذلك إظهار للضعف والاستلام لهم، والالتحاق بركبهم - الهزيمة النفسية- ونتمثل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم-: " من قال هلك الناس فهو أهلَكهم، أو هو أهلُكهم.أو كما قال - صلى الله عليه وسلم-
وأخيراً أقول: إن هؤلاء المجربون عندما رأوا حماس المسلمين لا يزال باقياً نحو دفاعهم عن مقدساتهم "اليوم يئس الذين كفروا من دينكم" وأيقنوا أنه لا سبيل لهم لإضعاف عقيدة المسلمين تجاه خالقهم المعبود، ورسولهم المنصور، وكتابهم المحفوظ، والحمد لله رب العالمين من قبل ومن بعد، ولعل هذه الحادثة كانت سبباً في رجوع كثيراً من المسلمين إلى التمسك والإقتداء بسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-- ولنعلم أن هذا الدين منصور بإذن الله، وإن نبينا منصور كذلك من قبل الله وكفى بالله ناصراً "ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاءُ وهو العزيز الرحيم" [الروم 4 - 5].
وأعتذر على الإطالة، هذا والله أعلم وأجل، فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطاءٍ أو سهوٍ أو نسيانٍ فمني ومن الشيطان. سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك.
ـ[مرهف]ــــــــ[14 Feb 2006, 02:15 ص]ـ
الأخوة: د عبد الرحمن، ود أبا بكر، والأخ سلسبيل وسالم:
جزاكم الله خيراً لمروركم على الموضوع وتعليقكم هذا الذي استفدت منه، وأردت أن أشارككم الرأي ولكن بوجهة نظر أخرى، وهي أن المتتبع لممارسات الغرب بشكل عام اتجاه المسلمين سواء في كتاباتهم الاستشراقية أو في تصرفاتهم السياسية نحو الإسلام والمسلمين والأفكار التي يطرحونها ويفرضونها على مجتمعنا نجدهم يحاولون صياغة الإسلام بما فيه من معتقدات وأفكار، وصياغة المسلمين عن طريق ذلك بما يسمى بالأوربة أو التغريب، وقد عبر أحد الباحثين الحاقدين الذين سمعتهم على قناة فضائية ولم أحفظ اسمه: إنني أطالب أوربا بأن تجعل الإسلام أوربياً لا أن تكون أوربا مسلمة وطبعاً لهذه الكلمة دلالاتها وهي وجهة السياسة الأوربية في العالم الإسلامي من الناحية الثقافية والاجتماعية.
فهذه نقطة وللكلام بقية.