تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والغضب والرضى صفتان له من صفات نفسه لم يزل الله تعالى غاضبا على ما سبق في علمه أنه يكون ممن يعصيه ولم يزل راضيا على ما سبق في علمه أنه يكون مما يرضيه.

وأنكر أصحابه على من يقول إن الرضى والغضب مخلوقان.

أ قالوا من قال ذلك لزمه أن غضب الله عز وجل على الكافرين يفنى وكذلك رضاه على الأنبياء والمؤمنين حتى لا يكون راضيا على أوليائه ولا ساخطا على أعدائه وسمي ما كان عن الصفة باسم الصفة مجازا في بعض الأشياء وسمى عذاب الله تعالى وعقابه غضبا وسخطا لأنهما عن الغضب كانا.

وقد أجمع المسلمون لا يتناكرون بينهم إذا رأوا الزلازل والأمطار العظيمة أنهم يقولون هذه قدرة الله تعالى والمعنى أنها عن قدرة كانت وقد يقول الإنسان في دعائه اللهم إغفر لنا علمك فينا وإنما يريد معلومك الذي كلمته فيسمى المعلوم باسم العلم وكذلك سمي المرتضى باسم الرضى وسمي المغضوب باسم الغضب.

إن لله نفسا

مسألة وذهب إلى أن لله نفسا وقرأ أحمد بن حنبل ويحذركم الله نفسه وقال عز وجل كتب ربكم على نفسه الرحمة وقال واصطنعتك لنفسي وليست كنفس العباد التي هي متحركة متصعدة مترددة في أبدانهم بل هي صفة له في ذاته خالف بها النفوس المنفوسة المجعولة ففارق الأموات وحكى في تفسيره عن إبن عباس في قوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك قال تعلم ما في النفس المخلوقة ولا أعلم ما في نفسك الملكوتية إنك أنت علام الغيوب.

لا يجوز أن يسمى جسما:

وأنكر على من يقول بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة بالشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الأسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجىء في الشريعة ذلك فبطل.

وكان يذهب إلى أن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار وقرأ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ولو لم يرد النظر بالعين ما قرنه بالوجه وأنكر نظر التعطف والرحمة لأن الخلق لا يتعطفون على الله تعالى ولا يرحمونه وأنكر الانتظار من أجل ذكر الوجه ومن أجل أنه تبعيض وتكرير ولأنه أدخل فيه إلى وإذا دخلت إلى فسد الانتظار قال الله تعالى ما ينظرون إلا صيحة واحدة وقال عز وجل فناظرة بم يرجع المرسلون فلما أراد الانتظار لم يدخل إلى وروى الحديث المشهور في قوله ترون ربكم إلى الله قديم بصفاته.

مسألة وكان يقول إن الله تعالى قديم بصفاته التي هي مضافة إليه في نفسه:

وقد سئل هل الموصوف القديم وصفته قديمان فقال هذا سؤال خطأ لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى بجميع صفاته.

الإسم والمسمى:

مسألة وعظم عليه الكلام في الإسم والمسمى وتكلم أصحابه في ذلك فمنهم من قال الإسم للمسمى ومنهم من قال الاسم هو المسمى والقول الأول قول جعفر بن محمد والقول الثاني قول جماعة من متكلمي أصحاب الحديث والذين طلبوا السلامة أمسكوا وقالوا لا نعلم.

أفعال العباد مخلوقة:

وكان يذهب إلى أن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل ولا يجوز أن 55 أ يخرج شيء من أفعالهم عن خلقه لقوله عز وجل خالق كل شيء ثم لو كان مخصوصا لجاز مثل ذلك التخصيص في قوله لا إله إلا هو وأن يكون مخصوصا أنه إله لبعض الأشياء وقرأ وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة وقرأ عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة وقرأ وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين وروي عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن أعمال الخلق التي يستوجبون بها من الله السخط والرضا فقال هي من العباد فعلا ومن الله تعالى خلقا لا تسأل عن هذا أحدا بعدي.

الإستطاعة

وكان أحمد يذهب إلى أن الاستطاعة مع الفعل وقرأ قوله عز وجل انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا وقرأ ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا والقوم لا آفة بهم وكان موسى تاركا للصبر وقرأ ولن تستطعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فدل على عجزنا ودل ذلك على أن الخلق بهذه الصفة لا يقدرون إلا بالله ولا يصنعون إلا ما قدره الله تعالى وقد سمي الإنسان مستطيعا إذا كان سليما من الآفات.

عدل الله تعالى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير