تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تجولت في منطقة البرج ورأيت ميلان البرج وأحد الرسامين رسم صورة يتخيل البرج ينهار، وقال أحدهم لو انهار البرج لحطم بعض المباني التي أمامه. ولكن لم يحن بعد في مشيئة الله سبحانه وتعالى أن ينهار البرج. ومدينة بيزا فيها جامعة تضم كلية طب وكلية علوم إنسانية وكلية علوم يراها المرء وهو يمر بالشوارع المحيطة بالبرج. ومباني الجامعة قديمة ولكن الغربيين يعرفون كيف يجعلون المباني القديمة تضمن كل التقنيات الحديثة.

هناك من يقول لولا البرج ما زار أحد هذه المدينة، فهي متواضعة في شوارعها ومبانيها وأسواقها، ويلاحظ الإنسان التفاوت في المدن الإيطالية فميلانو في الشمال ليست مثل باليرمو في جزيرة صقلية في الجنوب، فالمدينة الجنوبية أقرب إلى المدن العربية المتواضعة ذات الشوارع التي تحتاج إلى إصلاح، وفيها فراغ لدى الناس فهم يقضون أوقاتاً طويلة في الأسواق وعلى الأرصفة وفي المقاهي حتى إنك تراهم في باليرمو يمضون وقتاً في الشوارع حتى وقت متأخر.

لم أكن أعرف أن الندوات ليست في فلورنسا وإنما في مدينة صغيرة بالقرب منها حتى اتصلت بالمنظمين للندوة فسألتهم أنتم تقولون سوفر حافلات لنقل المشاركين من مطار بيزا، قالوا نعم فذهبت إلى المطار وبالفعل وجدت الحافلات وسارت بنا إلى المدينة التي تسمى (مونتيكاتيني) وهي مدينة راقية في شوارعها وتنظيمها، وصغيرة جداً، وفيها عدد كبير من الفنادق. وكأن صغر المدينة مغر لأصحاب المؤتمرات والندوات أن يعقدوها هنا، فبالإضافة إلى الفنادق التي فيها قاعات للمؤتمرات هناك مبنى خاص للمؤتمرات. ومونتي كاتيني قريبة جداً من فلورنسا ويمكن الإنسان أن يجد قطاراً كل ساعة إلى فلورنسا.

بعد أن وصلت الفندق انطلقت إلى مقر الندوة وكانت في فندق آخر قريب فسجلت، وقبلوا تسجيلي مستمعاً في اليوم الأول رغم أنه معلن أن التسجيل في اليوم الثاني للمستمعين. فهاهم الأوروبيون يتنازلون أحياناً عن بعض النظام لتكون معاملتهم لطيفة. وحصلت على الملف الذي يحتوي على معلومات واسعة عن الندوات والأشخاص المشاركين وأسطوانة مدمجة تضم الندوات للسبع سنوات الماضية كلها. ومهما أنفق الإنسان من مال ففي سبيل العلم والمعرفة فهو يستحق، ولكن قديماً كتبت (من يحملني إليهم؟) وكتبت (رحلة غنائية ورحلة علمية) فالباحث يتجشم المصاعب والمتاعب ويسافر في الدرجة السياحية بينما المطرب ( x) يركب الدرجة الأولى هو وفرقته مهما كان عددهم وينزلون في أفخم الفنادق ويحصلون على أعلى الأجور. وكان مرة حوار بين أمريكي وفرنسي فقال الفرنسي للأمريكي نحن في تلفزيوننا نحتفي بالعلماء والمفكرين والفلاسفة بينما أنتم تحتفون بالمغنين والمطربين والراقصين والراقصات، فنحن أكثر ثقافة منكم.

واجتمع شمل المشاركين والمستمعين وعددهم المستمعين قليل) في تلك الليلة على الساعة السابعة للاستماع إلى المحاضرة الافتتاحية للدكتورة سعاد جوسف بعنوان: " أبيض وأسود: تمثيل العرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام في الصحافة الأمريكية المطبوعة) والدكتورة سعاد هي مديرة دراسات الشرق الأوسط وشرق وجنوب آسيا في قسم علم الإنسان بجامعة كاليفورنيا بمدينة ديفيس. وهي حاصلة على الدكتوراه من جامعة كولمبيا بنيويورك عام 1975 وتقوم بتدريس علم الإنثروبولوجي ودراسات المرأة والجندر في جامعة ديفس، وهي المحررة الرئيسة لموسوعة المرأة والثقافة الإسلامية التي تصدر عن دار بريل، وهي مؤسسة وأول رئيسة لرابطة دراسات المرأة في الشرق الأوسط.

قدمت الدكتورة جوزيف دراسة ميدانية عن تمثيل العرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام في أكبر صحيفتين أمريكيتين هما نيويورك تايمز والواشنطن بوست، وكان مجمل عرضها أن هاتين الصحيفتين أساءتا كثيراً لصورة العرب والمسلمين الأمريكيين وللإسلام عموماً. ولم يسمح الوقت إلاّ بسؤالين أو تعليقين كنت أحدهما حيث سألتها هل هناك رد فعل من المسلمين والعرب على هذه الصحف وما رد فعل هذه الصحف على ردود الأفعال تلك. فأجابت إن هاتين الصحيفتين لا يهمهما كثيراً ردود الأفعال، كما قلت إذا كانت الصحيفتان تقدمان هذه الصورة السيئة فأين الجهود العربية والمسلمة في توضيح صورتهم وصورة الإسلام، أعرف أن المؤتمر السنوي لرابطة المسلمين في أمريكا الشمالية يستقطب أكثر من خمس عشرة ألف مشارك وهم يقدمون صورة رائعة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير