ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 Nov 2010, 01:58 م]ـ
التجارب والمشاهدات هي أقصر الطرق إلى المعرفة، لأنها تحدد الشاهد والعبرة من الحدث، وتختصر الزمان والمكان.
هذه المذكرات لوحة فنية متعددة الألوان، متناسقة التشاكيل، جمعت الفائدة والمتعة والعبرة في قالب فريد.
وإنني إذ أذكر بها أود أن لا تفوت هذه اللقطات على من لم يجد الوقت الكافي لقاءتها كاملة:
ما أشق على الباحث أن تعوقه المادة عن المشاركة في المنتديات العالمية.
تعجبت أن يجعل النصارى كنيستهم مكاناً ليدر الدخل أو للكسب المادي.
الغربيين يعرفون كيف يجعلون المباني القديمة تضمن كل التقنيات الحديثة.
الأوروبيون يتنازلون أحياناً عن بعض النظام لتكون معاملتهم لطيفة.
مهما أنفق الإنسان من مال ففي سبيل العلم والمعرفة فهو يستحق.
كان مرة حوار بين أمريكي وفرنسي فقال الفرنسي للأمريكي نحن في تلفزيوننا نحتفي بالعلماء والمفكرين والفلاسفة بينما أنتم تحتفون بالمغنين والمطربين والراقصين والراقصات، فنحن أكثر ثقافة منكم.
هاتان الصحيفتان أساءتا كثيراً لصورة العرب والمسلمين الأمريكيين وللإسلام عموماً، فأين الجهود العربية والمسلمة في توضيح صورتهم وصورة الإسلام؟ أين الأفلام الوثائقية عنه المسلمين؟
لاحظت في أثناء استماعي إلى الحديث عن المرأة غياب المعرفة الشرعية المستندة إلى نصوص الكتاب والسنّة أو نماذج من حياة السلف.
أخبرتني رئيسة الجلسة أنها تنوي البدء في دراسة الفقه.
لم أتحدث في أثناء الجلسة لأنني كنت أشعر أنني لو قلت شيئاً لأخرجوني من القاعة.
قلت لها أنا لا أروج لهم ورأيي أنه لا رأي لي حتى أقرأ المشروع كاملاً، ولكن في جلسة علمية كان ينبغي أن يكون هناك توازن في عرض وجهات النظر.
الغرب لا يحتفي إلاً بمن شذ أو انحرف من أبناء الأمة.
قلت في نفسي ليتهم حفظوا كرامة الباحثين وقدموا إليهم ما يسمّى مكافأة بطريقة أخرى لا تضطرهم إلى الوقوف بباب المسؤول المالي.
لقد قرأت في الأوراق وفي الوجوه أن توجه الغالبية العظمى من المشاركين هي الوجهة الغربية العلمانية، ونحن نتفق معهم في قضايا معينة، ولكننا لا نتفق معهم في المرجعية.
قامت الموظفة بعمل الحجز وأيضاً إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى برلين ليحجزوا لي في الفندق، وشكرتها على هذه الخدمات فقالت هذه وظيفتنا. ورغم علمي بأن هذا ليس عملها فهي من المنظمين للندوات، ولكن الغربيين يسعون إلى خدمة الباحثين.
لاحظت وجود اليد العاملة الأجنبية من كل دول العالم. كما لاحظت بعض الأفارقة الذين يبيعون الساعات الرخيصة والأحزمة ويتجولون في الشوارع يتحدثون فيما بينهم اللغات الإفريقية ولكنهم يتحدثون الإيطالية. قد يكون بعض هؤلاء ممن ليس لديهم إقامات نظامية ولكنهم يعملون في كل مكان.
في أثناء تجوالي في برلين الشرقية وجدت أن فيها بعض الكآبة والمشروعات غير المكتملة والأراضي غير المعمورة أو البور، كما وجدت أن أعمدة الإشارات الضوئية غير مثبتة في الأرض وإنما موضوعة على الرصيف وعليها أجسام ثقيلة لتثبيتها.
وجدت في الغرفة إنجيل لم أعرف لأول وهلة أنه إنجيل لكثرة الصور الفوتوغرافية فيه، ومن الصور صورة خرائط جغرافية وصور لأشخاص في مهن مختلفة، وصور لرياضيين وصور لعروس وغيرها من الصور. ولكني فحصت عناوين الفصول فعرفت أنه الإنجيل. وفي داخله كرت صغير يقول قبل أن تبدأ برحلتك السياحية للتجول في المدينة زر الكنيسة في الفندق أو ابدأ يومك بالعبادة. وهنا تساءلت هل يمكن لجمعية خيرية إسلامية أن تستثمر أموالها في الصناعة الفندقية؟
كما علمت في زيارتي ذات مرة لجامعة نيويورك أن الجامعة تستثمر بعض أموالها في قطاع الفنادق. أين استثمارات جامعاتنا حتى تنفق على الأساتذة والبحث العلمي بسخاء؟
شاهدت لوحة على مبني للمركز الفرنسي الألماني لبحوث العلوم الاجتماعية. وكم كان بودي أن أدخله لأتعرف على نشاطاتهم وما يقومون به من أعمال. لكن الفكرة أعجبتني فأين مراكز البحوث المشتركة في بلادنا العربية الإسلامية. والطريف أن اسم المركز مكتوب باللغتين الفرنسية والألمانية.
كانت مديرة مركز الدراسات الشرقية الحديثة ZMO أولريكا فريتاخ قد اتصلت بي في الفندق ترحب بي وتعرض عليّ أي مساعدة، ثم اتصلت بعدها باحثة جزائرية اسمها نورا لافي أستاذة للتاريخ تكرر الترحيب وتدعوني في اليوم التالي للمشاركة في ورشة عمل غير رسمية مدة ثلاث ساعات يشارك فيها المحاضر بشارة دوماني حول التاريخ الاجتماعي للدولة العثمانية، وأن أتناول الغداء معهم. فشكرتهم على الترحيب وقلت يسرني أن أحضر وأن أستمع.