تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هنا نجد سيبويه ـ رحمه الله ـ يعيد توجيه نصب ما بعد إلا في (لا أمر للمعصي إلا مضيعا) على وجه غير ما وجه عليه في السابق إذ شبهه هنا بـ (لا أحد فيها إلا زيداً) ووجه الشبه بين المثالين ذو شقين أحدهما نصب ما بعد إلا على أصل الباب (الاستثناء)، والشق الآخر للشبه بينهما هو امتناع النصب على وجه إبدال ما بعد إلا (مضيعا، زيدا) من اسم لا النافية للجنس (أمرَ، أحدَ)؛ لأن اسم لا منفي وما بعد إلا موجب.

هذا والله أعلم بالصواب.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[18 - 04 - 2007, 08:23 م]ـ

مرحبا أخي العزيز أبا بشر

وإنما جاز ما أتاني القومُ إلا أبوك لأنه يحسن لك أن تقول: ما أتاني إلا أبوك فالمبدَل إنما يجيء أبداً كأنه لم يُذكَر قبله شيء لأنك تُخلي له الفعل وتجعله مكان الأول.

فإذا قلت: ما أتاني القومُ إلا أبوك فكأنك قلت: ما أتاني إلا أبوك.

وكذلك: من لي إلا أبوك صديقاً، لأنك أخليت مَنْ للأب ولم تفرده لأن يعمل كما يعمل المبتدأ.

إن كان مراد سيبويه من الإخلاء واحدا في الموضعين فإنّ ذلك يوافق ما ذهبتُ إليه في مشاركتي الأولى حيثُ قلتُ:

ذلك لأن الإخلاء يعني جعل (من) تعمل في (أبوك) أي أن المبتدأ (من) كان عاملا في الخبر المحذوف (متعلَّق لي) ولكن (أبوك) أبدل من ذلك الخبرالمحذوف أو من الضمير المستكن فيه، فكأنما تخلى المبتدأ (من) عن مهمته الأولى (العمل في المبدل منه) إلى العمل في البدل.

ففي الموضع الأول: نجد المُخْلى (أتاني) والمُخْلى له (أبوك).

وفي الموضع الثاني: نجد المُخْلى (مَنْ) والمُخْلى له (أبوك).

ولكن الإبدال في الموضع الأول لم يكن من المخلى (أتاني) وإنما كان من معمول المخلى (القوم) فأصبح الفعل المخلى كأنما عمل في المخلى له (الأب) حيث يقول: " ... فكأنك قلت: ما أتاني إلا أبوك "

ولو طبقنا ذلك على الموضع الثاني لما صح جعل المخلى (مَنْ) مبدلا منه، وإنما المبدل منه معمول المخلى (الخبر المحذوف) على أن يحل المخلى له (أبوك) مكان معمول (من) أي مكان الخبر المحذوف أو ضميره المستكن.

وخلاصة القول: أن المخلى في الموضعين (أتاني، مَنْ) لا يصح الإبدال منه، وإنما أصبح مفرغا من العمل في المعمول السابق (المبدل منه أي القوم، الخبر المحذوف) إلى العمل في المعمول الجديد (البدل) أي (أبوك) في كلا الموضعين.

والله أعلم.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 04 - 2007, 02:54 م]ـ

بارك الله فيكم جميعا لله دركم جعلكم الله من فقهاء الدين واللغة العربية ومن حماتهما ..

وإلى مزيد من المناقشة التي بدأها أخونا الأستاذ علي المعشي الذي أدعو الله أن ييسر له سبيل إكمال دراسته العليا لتتهيأ له فرص التعمق في كتب النحو الأمهات ..

ما رأي أخينا الأستاذ أبي بشر بهذا التحليل الرصين الذي قدمه أخونا الأستاذ علي وما رأي المغربي وجلمود

ثم إني أنتظر مشاركة الشيخ أحمد الفقيه فعسى وقته أن يسمح له بها.

مع التحية الطيبة

ـ[أبو بشر]ــــــــ[19 - 04 - 2007, 04:27 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الأستاذ الأغر، أدامك الله بينا ولنا أستاذا

أرى أن تحليل الأستاذ علي (حفظه الله وزاده علماً) سليم لولا المعنى أو التقدير المترتب عليه، فمعروف أن البدل على نية تكرار العامل أو المخلى فلا يسعفه المعنى إذ التقدير حينئذ: "من لي من أبوك" لأننا أخلينا "من" للأب لا للخبر "لي"، لكن كل شيء يشير إلى أن المعنى والتقدير: "من لي، لي أبوك"، وقد زاد سيبويه الأمر وضوحاً حيث قال بعد إيراد هذا المثال: وإن شئت قلت "ما لي إلا أبوك صديقاً" كأنك قلت: "لي أبوك صديقاً" كما قلت: "من لي إلا أبوك صديقاً؟ "

فإذا قلنا كما قال الأستاذ علي إن "أبوك" بدل من الخبر أو الضمير المستكنّ فيه، فلا بد أن يكون التقدير كما قلنا: "من [(كائن) لي (هو)] أبوك؟ " أي "من أبوك"، فـ"أبوك" في مكان "لي" لا في مكان "من" وهذا لا يتوافق مع المعنى المفهوم من كلام سيبويه.

أما إذا قلنا إن "أبوك" بدل من المبتدإ "من" فعلى هذا يكون التقدير: "لي أبوك" لأن "أبوك" في مكان "من" لا في مكان "لي"، والله أعلم.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[19 - 04 - 2007, 09:06 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير