ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 04 - 2007, 03:08 م]ـ
بارك الله فيكما فارسين من فرسان النحو، فكم من حاصل على الدكتوراه في النحو لم يبلغ مبلغكما، وها قد ألجأ أبو بشر عليا إلى مضيق، بعد أن بدا لنا أن أبا بشر سيسلم بتحليل علي وتوجيهه، فلننتظر كيف يكون تفصي أخينا علي من هذا المضيق.
وبقي أخونا الحامدي بعيدا عن هذه المناقشات، فلعله يبحث ليأتينا بوجهة نظره بأدلتها وحججها ومثله الأخ بيان.
ونحن في النهاية بانتظار شيخ المنتدى أخينا الأستاذ الدكتور قريبا خالد الشبل وفقه الله فلعل عند شيخه ابن أبي الربيع ما يشفي الغليل.
مع التحية الطيبة والتقدير.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 04 - 2007, 08:58 م]ـ
مرحبا أخي العزيز أبا بشر
إنما ذكرتُ الإبدال من الضمير المستكن كخيار آخر بعد أن ذكرتُ الإبدال من الخبر لأن المعنى يحتمله، ولأن هذا الضمير وإن كان معمولا لـ (كائن) إلا أنه جزء من معمول المبتدأ (من) وداخل في حيزه.
وحتى نبقى في دائرة مفهوم الإخلاء الذي ورد في عبارة سيبويه رحمه الله فلا بأس بأن نقتصر على الإبدال من الخبر نفسه، ولا أرى مانعا من ذلك.
وبما أن الإخلاء يعني أن نقدر المعنى على أساس تجاهل المبدل منه تماما كما لو أنه غير موجود، وذلك عند تقدير المعنى فقط دون تجاهله عند الإعراب، وفي ذلك يقول سيبويه رحمه الله:
" ... فالمبدَل إنما يجيء أبداً كأنه لم يُذكَر قبله شيء لأنك تُخلي له الفعل وتجعله مكان الأول ... "
فإذا افترضنا أن (كائن) غير موجود ذهب ضميره معه، ثم بعد ذلك نجعل البدل (أبوك) مكانه مع مراعاة (إلا) في المعنى فيكون تقدير المعنى كما أسلفت:
(من إلا أبوك صديقا؟)
كما أود الإشارة إلى أن عملية إلإخلاء والإحلال للبدل محل المبدل منه إنما هي عملية تخيلية تقديرية فحسب؛ لكي يتم تصور المعنى الجديد، وليست على الحقيقة إذ لو كانت حقيقة لاتخذ الإعراب منحى جديدا ولأعربنا (أبوك) خبرا لا بدلا.
ملحوظة:
لو أخذنا برأي القائلين بإبدال (أبوك) من (مَنْ) وقدرنا المعنى على هذا الأساس جاعلين (أبوك) مكان (من) مع مراعاة (إلا) عند التقدير فهل سيستقيم المعنى هكذا:
لي إلا أبوك صديقا؟
ولكي يتضح الأمر أكثر سأضع (غير) مكان (إلا) تجوزا لنرى أي التقديرين يتفق مع الجملة الأساس من حيث المعنى:
على الإبدال من (منْ): لي إلا أبوك صديقا = لي غيرُ أبيك صديقا.
على الإبدال من الخبر: من إلا أبوك صديقا = منْ غيرُ أبيك صديقا.
فأي التقديرين يحافظ على معنى الجملة الأساس التي هي: من لي إلا أبوك صديقا؟
ملحوظة أخرى: الحال في التقديرين منصوبة بعاملها الأساس في الجملة الأصلية؛ لأن الإخلاء والإحلال إنما جعلا لتقريب المعنى وتصوره أما الإعراب فيعتمد على الجملة الأصل لا غير. والله أعلم.
تحياتي وخالص شكري لك.
والشكر موصول لشيخنا الأغر على طرح الموضوع، ثم إدارة الحوار بأسلوب راق، وإن كنت أطمع أن أعرف تفسيره الشخصي للعبارة، وأظن أخي أبا بشر يشاركني المطمع!! أليس كذلك يا أبا بشر؟!
لكم الود كل الود.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 04 - 2007, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه تتمة ذات صلة بكيفية تقدير المعنى عند إبدال ما بعد إلا مما قبلها، وذلك بأن نضع (إلا وما بعدها) مكان المبدل منه، وفي ذلك يقول سيبويه رحمه الله:
"وذلك قولك: ما أتاني أحدٌ إلا زيدٌ وما مررتُ بأحدٍ إلا زيدٍ وما رأيتُ أحداً إلا زيداً جعلت المستثنى بدلاً من الأول فكأنك قلت: ما مررتُ إلا بزيدٍ وما أتاني إلا زيدٌ وما لقيتُ إلا زيداً."
لنلحظ أنه حينما أراد التقدير لم يترك (إلا) وإنما جعلها مع البدل كالكلمة الواحدة ووضعها مكان المبدل منه لكي يستقيم تقدير المعنى ولو تركها لفسد المعنى إذ يصير: ما مررتُ بزيدٍ، وما أتاني زيدٌ، وما لقيتُ زيداً. وهذا خلاف المراد.
وهنا أؤكد أنه على من يبدل (أبوك) من (مَنْ) أن يكون تقديره للمعنى على هذا الأساس أي أن يجعل (إلا أبوك) مكان ما يراه مبدلا منه (مَنْ) ليرى أي فساد يؤول إليه المعنى حينما يصير: لي إلا أبوك صديقا، وهذا نقيض الجملة الأصل: من لي إلا أبوك صديقا؟ على حين أن الإبدال من الخبر يوافق الجملة الأصل لأن التقدير: منْ إلا أبوك صديقا؟
والله أعلم.
ـ[جلمود]ــــــــ[21 - 04 - 2007, 01:55 ص]ـ
شيوخي أبي بشر والمعشي،
سلام الله عليكم،
بارك الله لكما في علميكما،
وكنت أتمنى المشاركة ولكن اقتربت اختبارات نهاية العام عندنا،
والسلام!
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 03:20 م]ـ
أكاد أقول:
وقع المتناقشان المتباحثان كعكمي عير
كنت أود أن أرى مشاركات من دعوتهم، فهل إلى ذلك من سبيل يا مشرفنا العزيز مغربي؟
مع التحية الطيبة.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 06:07 م]ـ
بورك فيك أستاذنا
نعم، نقلت دعوتك هاتفيا إلى بعضهم، وأرجو من الأعضاء الكرام التفاعل
دمت وارفا
¥