ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 10:19 م]ـ
في تصوري أننا حين نبدل الأب من " من " ينبغي أن نتعامل مع السياق دون النظر إلى الاستثناء ونتعامل معه على أنه كما أشرت سابقا كونه استثناء ناقصا
ثم ولكي تكون عملية الإبدال مستساغة لا نجعل إلا مع البدل كالكلمة الواحدة، كما أشرت أخي علي بقولك:
وذلك بأن نضع (إلا وما بعدها) مكان المبدل منه
وأما استشهادك بسياق سيبويه هنا:
وفي ذلك يقول سيبويه رحمه الله:
"وذلك قولك: ما أتاني أحدٌ إلا زيدٌ وما مررتُ بأحدٍ إلا زيدٍ وما رأيتُ أحداً إلا زيداً جعلت المستثنى بدلاً من الأول فكأنك قلت: ما مررتُ إلا بزيدٍ وما أتاني إلا زيدٌ وما لقيتُ إلا زيداً."
فلا أراه إلا مختلفا مع السياق المطروح هنا، إذ أن السياقين مختلفان: فما نحن بصدده سياق استثناء ناقص، وأما هنا فسياق استثناء تام 00 وعليه فلا ينضبط معنى قولك جعل إلا مع البدل كالكلمة الواحدة 0
ثم أن: " أبوك " على منزلته قبل أن تدخل " إلا "
وفيه يقول رحمه الله: " فأما الوجه الذي يكون فيه الاسم بمنزلته قبل أن تلحق إلا فهو أن تدخل الاسم في شيء تنفي عنه ما سواه، وذلك نحو: ما أتاني إلا زيدٌ، وما لقيت إلا زيدا، وما مررت إلا بزيدٍ "
وفي تصوري أيضا أن جعل " أبوك " بدلا من " مَن " فيكون على ما ذكرته آنفا من وجوب اسقاط " إلا " ثم بإحلال البدل مكان المبدل منه ليستقيم المعنى من جهة ومن جهة ثانية تتضح صورة جعل " أبوك " بدلا من " من " في السياق السالف 0
وعليه يصح قولنا: لي أبوك صديقا، على اعتبار إبدال " أبوك " من " مَنْ " 00
ولا يصح القول بإبدال " أبوك " من " لي " أو متعلقه أو حتى ضميره المستكن فيه، على اعتبار فساد المعنى، نحو: من أبوك 00 فتنقلب المسألة رأسا على عقب وتخرج من دائرة الإخبار إلا الاستفهام
وأرى بدا من الرجوع إلى طرح أستاذنا الأغر لأسيقة سيبويه ضمن تساؤله الأول، حتى تكون الصورة أقرب إلى ما نتفلسف فيه 0
يقول سيبوية: " وإن شئت قلت: ما لي إلا أبوك صديقا، كأنك قلت: لي أبوك صديقا، كما قلت: من لي إلا أبوك صديقا " 0
ما سبق وجهة نظر أحملها على الخطأ أكثر منها إلى الصواب
والله أعلى وأعلم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 04 - 2007, 12:57 ص]ـ
مرحبا أخي الغالي مغربي
وأما استشهادك بسياق سيبويه هنا فلا أراه إلا مختلفا مع السياق المطروح هنا، إذ أن السياقين مختلفين: فما نحن بصدده سياق استثناء ناقص، وأما هنا فسياق استثناء تام 00 وعليه فلا ينضبط معنى قولك جعل إلا مع البدل كالكلمة الواحدة 0
كلا أخي (من لي إلا أبوك صديقا) ليس ناقصا، ولو كان كذلك لامتنع الإبدال وتعين جعل ما بعد إلا معمولا لما قبلها أصالة، ولو نقلت كلام سيبويه كاملا عندما نقلت:
يقول سيبوية: " وإن شئت قلت: ما لي إلا أبوك صديقا، كأنك قلت: لي أبوك صديقا، كما قلت: من لي إلا أبوك صديقا "
لاتضح لك الأمر، وسأعيد هنا ما ذكرته في معرض ردي على أخي أبي بشر حين استدل بالعبارة ناقصة كما فعلتَ ..
وإن شئت قلت "ما لي إلا أبوك صديقاً" كأنك قلت: "لي أبوك صديقاً" كما قلت: "من لي إلا أبوك صديقاً ... حين جعلته مثل: ما مررت بأحد إلا أبيك خيراً منه ..
لعلك هنا تريد الاستدلال على أن سيبويه يشبه (لي أبوك صديقا) بـ (من لي إلا أبوك صديقا) وهذا خلاف ما أراده سيبويه رحمه الله (وقد أضفتُ تتمة عبارته عقب الاقتباس ليتضح المراد).
فهو يريد أن قياس (ما لي إلا أبوك صديقاً) على (لي أبوك صديقاً) كقياس (من لي إلا أبوك صديقاً) على (ما مررت بأحد إلا أبيك خيراً منه)
فتأمل ما لونته بالأحمر من كلام سيبويه لترى أنه يقيس جملتنا على قوله (ما مررت بأحد إلا أبيك خيرا منه)
ولترى أن الجملة التي قاس عليها إنما هي من الاستثناء التام لا الناقص لذلك كان البدل، فهل يصح لك في الجملة المقيس عليها أن تستبعد (إلا) عند التقدير فتقول:
ما مررت بأبيك خيرا منه؟
إن استقام لك المعنى فافعل مثل ذلك في (من لي إلا أبوك صديقا) وإلا فلا.
وعليه لا يمكن أن يكون الاستثناء ناقصا هنا إلا على وجه ينتفي فيه البدل وهو أن تعرب (أبوك) خبرا بالأصالة لا بدلا، وأظن المبرد اختار هذا الوجه، أما الجمع بين القول بالبدلية والنقص فلا يجتمعان لأن ما بعد إلا لا يبدل إلا من المستثنى منه، وإذا لم يكن المستثنى منه موجودا فمم تبدل؟؟؟
وتقبل أزكى تحياتي.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 01:05 ص]ـ
مرحبا بك مجددا
ألا ترى أخي علي أن القول بالبدلية هنا لا اختلاف عليه، نحن نتفق على كون المسألة تقتضي البدلية لا خلاف بيننا في هذه النقطة 000 ولا أزعم أننا نسختلف لأننا نجتهد في المسألة 0
وأسألك: لم الإصرار على جعل إلا وما بعدها كالكلمة الواحدة مكان المبدل منه!!
أظنني أسمعك تقول ليستقيم المعنى!!
حسنا لم لا يكون البدل من المبدل منه دون مراعاة لـ: إلا، ألا يستقيم عندها المعنى وينجو من الفساد؟!
لي إلا أبوك صديقا، هنا فساد المعنى على جعلك إلا وما بعدها كالكلمة الواحدة
لي أبوك صديقا، هنا صحة المعنى واستقامته دون لوي ذراع لـ: إلا، وإقحامها
مع البدل 00
لنحتكم إلى الذائقة إذن ولنعمل شيئا من التأمل هنا سلمك ربي
أنظر معي إلى السياق:
من لي إلا أبوك 00
وأتساءل هل السياق هنا سياق خبري أم استفهامي؟؟!!
افترض إجابتك هنا على كون السياق سياق خبري وإن تلبس لبوسا استفهاميا، وماذاك إلا لأن قائله لا يريد الاستفهام المحض بقدر ما يريد إخبارنا بحقيقة ما 000
وبالتالي فالسياق يقترح سياقا مشابها أو قل متقاطعا معه هو: أبوك لي 0
إذن، أبوك لي، يقتضي معنى: من لي إلا أبوك أو يقاربه
وبالتالي فكأن السياقين يقرران حقيقة كون الأب ماثلا في ذهنية القائل متربعا في حيز الوجود
وإذا كان ذلك كذلك فإن أبوك في سياق " أبوك لي " قد أبدل من " من " في سياق " من لي إلا أبوك "
أو بمعنى أخر نص عليه سيبويه في قوله: لأنك أخليت من للأب، فالتخلية هنا بمعنى الترك، أي ترك من لعملها وإبدال " أبوك " منها 0
مرة أخرى نجتهد لعلنا نصيب!!
تحياتي القلبية
¥