ـ[علي المعشي]ــــــــ[05 - 05 - 2007, 12:02 ص]ـ
ما زلنا بانتظارأبي بشر وعلي ليكملا ما بدآه أعانهما الله
وبانتظار أحمد الفقيه لينقل لنا رأي السيرافي في هذا الموضع.
مع التحية الطيبة.
شيخنا الجليل د. الأغر
أما أنا فلا زيادة عندي على ما ذكرتُه من قبل إلا فيما يتعلق بقوله " ... وجعلوا الحذف علَماً لحذف الإضمار في إن، كما فعلوا ذلك في كأن ... "
حيث أضيف إلى ما ذكرته بشأن هذه العبارة أنه أراد أنهم جعلوا الحذف (حذف النون أي التخفيف) علما (علامة) تدل على حذف الضمير اسم أن المخففة، وكذلك الأمر مع كأن المخففة. والله أعلم.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[05 - 05 - 2007, 12:53 ص]ـ
مرحبا أخي العزيز جلمود
مهدتُ لكلامي بأن قلتُ:
لما جاءت (أن) مخففة ووليتها جملة اسمية من مبتدأ وخبر أراد سيبويه ـ رحمه الله ـ أن يرفع التباس التخفيف هنا بتخفيف إن ولكن حيث يؤدي تخفيف الأخيرتين إلى إلغاء عمل (إنْ) غالبا وإن جاز إعمالها بشروط، أما (لكن) فيجب إهمالها
فقلتَ حفظك الله:
وهذا كلام جيد ومعنى صحيح، ولكنه ليس مراد سيبويه، وإلا فنزّلْ عليه كلام سيبويه، وأرنا كيف تستخرجه من كلامه.
وجوابي أني استخرجت ذلك من قول سيبويه: " ... لم يحذفوا لأنْ يكون الحذف يُدخله في حروف الابتداء بمنزلة إن ولكن ... "
إذ إن رفع التباس تخفيف أن بتخفيف إن ولكن الوارد في عبارتي مستفاد من قوله أعلاه الذي يعني أنهم لم يخففوا لكون التخفيف يجعل أن بمنزلة إن ولكن المخففتين، فهما حرفا ابتداء يرفع المبتدأ بعدهما بالابتداء، بينما تخفف أن على إضمار الهاء اسما لها، وهو بذلك يوضح الفرق بين تخفيف أن وبين تخفيف إن ولكن. وبقوله هذا يزول الالتباس المحتمل.
" ... وجعلوا الحذف علَماً لحذف الإضمار في إن، كما فعلوا ذلك في كأن"
قلتُ:
كان بودي التحقق: هل الحرف المذكور هنا هو (إن) بالكسر أو (أن) بالفتح؟ ولكن النسخة الورقية من الكتاب ليست عندي.
وتفضلتَ مشكورا بقولك:
والمحفوظ كسر همزة إن، وهو الثابت في طبعة عبد السلام هارون، بل وفي طبعة بولاق مصر المحمية، وعليه يستقيم الكلام عندنا، ولو كانت بالفتح لفسد الكلام.
ولمَ يفسد الكلام لو كانت بالفتح؟
إني أوافق أخي أبا بشر في أن مراد سيبويه هنا (أن) بالفتح وإنْ وردت بالكسر وذلك لما علل به أبو بشر، ويضاف إليه أمران:
1ـ أن تخفيف (إن) المكسورة لا يعد علامة ودليلا على حذف اسمها المضمر إذ إنها تهمل غالبا ويرفع ما بعدها بالابتداء.
2ـ أن سيبويه في عبارته قرن (إن) المخففة بـ (كأن) المخففة، ما يدل على أنه أراد الفتح، ولو أراد الكسر لحدث تناقض؛ لأن (كأن) تعمل وجوبا وهي مخففة ويغلب إضمار اسمها وحذفه، فيما تهمل إن المكسورة عند تخفيفها، أما أن بالفتح فهي تطابق كأن فيما يخص الإعمال مع التخفيف وكذا إضمار اسمها وحذفه.
هذا والله أعلم.
ـ[جلمود]ــــــــ[05 - 05 - 2007, 03:53 ص]ـ
أستاذنا الشاعر الفحل والنحوي المخضرم علي المعشي،
سلام الله عليكم،
لقد قلتَ سددك الله:
وجوابي أني استخرجت ذلك من قول سيبويه: " ... لم يحذفوا لأنْ يكون الحذف يُدخله في حروف الابتداء بمنزلة إن ولكن ... "
إذ إن رفع التباس تخفيف أن بتخفيف إن ولكن الوارد في عبارتي مستفاد من قوله أعلاه الذي يعني أنهم لم يخففوا لكون التخفيف يجعل أن بمنزلة إن ولكن المخففتين، فهما حرفا ابتداء يرفع المبتدأ بعدهما بالابتداء، بينما تخفف أن على إضمار الهاء اسما لها، وهو بذلك يوضح الفرق بين تخفيف أن وبين تخفيف إن ولكن. وبقوله هذا يزول الالتباس المحتمل.
ما رأيك ـ سيدي ـ أن سيبويه يقول بعمل لكن المخففة عمل أن المخففة من جهة إضمار اسمها؟! حيث قال:
فالنصب أجود؛ لأنه لو أراد إضماراً لخفّف، ولجعل المضمَر مبتدأ كقولك: ما أنت صالحاً ولكنْ طالحٌ
وقلت كذلك سيدي:
ولمَ يفسد الكلام لو كانت بالفتح؟
إني أوافق أخي أبا بشر في أن مراد سيبويه هنا (أن) بالفتح وإنْ وردت بالكسر وذلك لما علل به أبو بشر،
ولقد علقت سابقا على كلام أستاذنا الفاضل أبي بشر الموفق في التسوية بين (أن) و (إن)، فارجعْ إليه.
وقلت أيضا أستاذي:
ويضاف إليه أمران:
1ـ أن تخفيف (إن) المكسورة لا يعد علامة ودليلا على حذف اسمها المضمر إذ إنها تهمل غالبا ويرفع ما بعدها بالابتداء.
هو شرط، ولايلزم من وجود الشرط وجود الجزاء، فالطهارة شرط الصلاة، ولايلزم من وجود الطهارة وجود الصلاة.
وذكرت كذلك معلمي:
2ـ أن سيبويه في عبارته قرن (إن) المخففة بـ (كأن) المخففة، ما يدل على أنه أراد الفتح، ولو أراد الكسر لحدث تناقض؛ لأن (كأن) تعمل وجوبا وهي مخففة ويغلب إضمار اسمها وحذفه، فيما تهمل إن المكسورة عند تخفيفها، أما أن بالفتح فهي تطابق كأن فيما يخص الإعمال مع التخفيف وكذا إضمار اسمها وحذفه.
عفوا أستاذي ولكن الأمر على خلاف ذلك؛ فـ (إن) المخففة تعمل عند سيبويه، بل ويشبهها بـ (كأن) في غير هذا الموضع، حيث قال (سيبويه):
وحدّثنا من نثق به، أنه سمع من العرب من يقول: إنْ عمراً لَمنطلقٌ. وأهل المدينة يقرءون: " وإنْ كُلاً لَما لَيوفينّهم ربُّك أعمالَهم " يخففون وينصبون، كما قالوا: كأن ثدييه حُقّانِ
والسلام!
¥