ـ[جلمود]ــــــــ[09 - 05 - 2007, 04:30 م]ـ
أستاذي الأغر،
سلام الله عليك،
يبدو أن هناك لبسا في الأمر، وأن جهة الخلاف ـ في هذه الفرعية الأخيرة ـ منفكة تماما.
فقد قلتم:
فليس بمسلم، فمن حيث الصناعة كون اسم (إن) وأخواتها ضمير شأن أشيع من كونه ضميرا عائدا إلى مذكور،
وهو كلام صحيح، فأنت تقصد إذا كانت مخففة، وظننتك تتكلم على وجه الإطلاق والتعميم بحيث تشمل المثقلة، وسياقكم يوهم ذلك، فاعترضت على ذلك، أما كون اسم إن المخففة ضمير شأن فهو الغالب والأشيع كما ذكرتم ولكن بشرط.
ولقد قلتُ سابقا:
لا يلجأ إلى تقدير ضمير الشأن إلا إذا تعذر عود الضمير إلى مذكور
فأنا معكم أن كون اسم كأن وإن وأن مخففات ضمير شأن هو الأكثر والغالب وقوعا، ولكن لا يلجأ إلى تقدير ضمير الشأن إلا إذا تعذر عوده إلى مذكور وكل النصوص التي ذكرتموها لا يصلح فيها عود الضمير إلى مذكور؛ فعاد إلى ضمير الشأن، وهذا لا يصلح في شاهدنا المختلف حوله، فلقد جاز عوده إلى مذكور فلم يجعله النحاة ضمير الشأن.
واسمح لي سيدي أن أكتفي بهذا التساؤل؛ كي لا أعوق سيل الخير والعلم الذي يتدفق منكم وبغزارة، وكي يستفيد الجميع ـ وأنا أولهم ـ ويتعلم من تلكم الفرصة الذهبية التي لن تعوض، فحفظك الله لنا معلما وشيخا وأستاذا!
وفي انتظار مشكل آخر من مشاكل سيبويه التي لا ينتهي موجها العارم المتلاطم!
والسلام!
ـ[علي المعشي]ــــــــ[09 - 05 - 2007, 08:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا شيخنا الأغر، والشكر موصول لأبي بشر وجلمود العزيزين، ولتسمحوا لي بمداخلة أخيرة في المسألة كما يلي:
يغلب كون اسم (كأنْ) المخففة مضمرا، ومما جاء فيه اسمها ظاهرا (كأنْ ثدييه حقان) على رواية النصب وهو قليل قليل.
أما (أن) المخففة فلا يجيء اسمها ـ فيما أعلم ـ إلا مضمرا، وبالاقتصار على (أن) المخففة فإنه يمكنني إيراد ما يدل على أن اسمها إنما هو ضمير الشأن وحده، ولا يصح أن يكون اسمها ضميرا عائدا على مذكور .. ودليل ذلك ما يلي:
أنه لو صح أن يكون اسم (أن) المخففة ضميرا عائدا على مذكور لصح أن يكون اسمها اسما ظاهرا هو مرجع ذلك الضمير!
ففي مثل: (زيدٌ إنّه منطلقٌ) .. يصح (إنّ زيدا منطلقٌ) لأن الضمير هنا عائد على مذكور فجاز أن يكون اسم (إن) ذلك الاسم الظاهر نفسه (أي مرجع الضمير) .. فهل يجوز ذلك إذا كان الناسح (أن) المخففة؟ أي هل يمكن في مثل: (علمتُ زعْمَ زيدٍ أنْ سينطلقُ) أن أقول: (علمتُ أنْ زيداً سينطلقُ)؟؟؟
لو كان اسم أن المخففة في الجملة الأولى ضميرا عائدا على زيد لجاز نصب زيد في الجملة الثانية على أنه اسم أن المخففة (أي بجعل مرجع الضمير مكان الضمير) ولكن لما كان اسمها في الأولى ضمير الشأن فحسب لم يجز نصب (زيد) في الثانية، وإنما الصواب أن تكون الجملة الثانية (علمتُ أنْ زيدٌ سينطلق، أو علمتُ أنْ سينطلقُ زيدٌ) على أساس أن اسم أن المخففة إنما هو ضمير الشأن والجملة بعده خبر أنْ.
فهل يوجد تفسير لهذه الظاهرة غير أن اسم أن المخففة إنما هو ضمير الشأن دون غيره؟؟!!
أما ما يخص اسم (كأن) المخففة فأرى أن الغالب أن يكون اسمها ضمير الشأن، وربما أقول ربما جاز كون اسمها ضميرا عائدا على مذكور (عند من يرى جواز مجيء اسمها ظاهرا منصوبا رغم قلته) مثل رواية (كأنْ ثدييه حقان) فلما جاز كون اسمها ظاهرا كما في الشاهد جاز كون اسمها مضمرا عائدا على ذلك الاسم الظاهر حال تقدمه، ولعل في هذا مخرجا لأقوال النحاة التي أوردها أخونا جلمود لكنه مقصور على (كأن) المخففة أما (أن) المخففة فلا.
والله أعلم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 05 - 2007, 12:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
شكرا أخوي الكريمين
أخي جلمود .. مذهبي في فهم مراد سيبويه أنه سوى بين أن وكأن إذا خففتا أن يكون اسمهما ضمير الشأن المحذوف، وأنه سوى بين إن ولكن المشددتين في جواز أن يكون اسمهما ضمير الشأن المحذوف، وأنه سوى بين إن زيد منطلق ولكن زنجي عظيم المشافر وكأن ظبية تعطو وكأن ثدياه حقان وأن هالك كل من يحفى، سوّى بين كل هذه الشواهد في أن الاسم ضمير شأن محذوف، وفرق بين أن وكأن وبين إن ولكن بأن تخفيف الأوليين دليل على كون اسمهما ضمير شأن محذوفا، وأن تخفيف إن ولكن يبطل عملهما ويكون ما بعدها مبتدأ وخبر، هذه خلاصة فهمي لكلامه رحمه الله.
أخي علي .. قياس المضمر على الظاهر يدل على حاستك النحوية القوية، ولكن ورد اسم أن المخففة ضميرا متصلا وهو كالاسم الظاهر في قوله بأنك ربيع ... وأنك هناك تكون الثمالا، ولكنه كرواية النصب في: كأن ظبية، نادر قليل، والكثير أن يكون اسم أن وكأن المخفتين ضمير شأن محذوف والجملة بعدهما الخبر، وما ورد مما ظاهره فيه أن اسم كأن ضمير عائد لمذكور نحو كأن ظبية، أو كأن لم تغن بالأمس، فيحمل على مالا يمكن فيه تقدير ضمير عائد لمذكور كما في: كأن ثدياه حقان، لأنه الأكثر وبخاصة في أن المخففة التي هي أصل لكأن. والله أعلم.
مع التحية الطيبة.
¥