ـ[علي المعشي]ــــــــ[10 - 05 - 2007, 02:02 ص]ـ
شكرا أستاذي د. الأغر
يبدو ـ بل أكاد أجزم ـ أن الشاعرين هنا (ورد اسم أن المخففة ضميرا متصلا وهو كالاسم الظاهر في قوله بأنك ربيع ... وأنك هناك تكون الثمالا) خففا (أن) مضطرَّينِ ولو كانا في الاختيار لثقَّلا، حيث يمكن القول هنا أن الكاف اسم أن المثقلة المخففة للضرورة، وهناك فرق بين أن يخفف القائل مختارا وقاصدا من التخفيف تغييرا خاصا في المعنى، وبين أن يخفف القائل مضطرا لإقامة النظم فحسب، لذا أعد مثل هذا التخفيف من المسموع الذي لا يقاس عليه، فيما أعد التخفيف مع الإضمار والحذف من المقيس الذي لا خلاف فيه .. والله أعلم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 05 - 2007, 12:24 ص]ـ
أن الشاعرين
حياك الله علي ووفقك وسددك
الموضعان في شاهد واحد: بأنك ربيع وغيث مريع ... وأنك هناك تكون الثمالا
هذا للعلم، وأنتقل إلى موضع آخر من الكتاب مشكل:
قال سيبويه في باب ما يضمرون فيه الفعل لقبح الكلام إذا حمل آخره على أوله، وذلك قولك: ما لك وزيدا، وما شأنك وعمرا:
فإذا أضمرت فكأنك قلت: ما شأنك وملابسة زيدا، أو: وملابستك زيدا، فكان يكون زيد على فعل وتكون الملابسة على الشأن، لأن الشأن معه ملابسة له أحسن من أن يجروا المظهر على المضمر.
فإن أظهرت الاسم في الجر عمل عمل (كيف) في الرفع.
فما تفسير هذا الكلام؟
مع التحية الطيبة.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 05 - 2007, 04:42 م]ـ
فكان يكون
صوابه: فكان أن يكون
فيكون النص كالآتي:
فإذا أضمرت فكأنك قلت: ما شأنك وملابسة زيدا، أو: وملابستك زيدا، فكان أن يكون زيد على فعلٍ وتكون الملابسة على الشأن، لأن الشأن معه ملابسة له ـ أحسن من أن يجروا المظهر على المضمر.
فإن أظهرت الاسم في الجر عمل عمل (كيف) في الرفع. ومعذرة عن سقوط أن.
مع التحية الطيبة.
ـ[جلمود]ــــــــ[16 - 05 - 2007, 07:47 ص]ـ
شيخنا الأغر،
سلام الله عليكم،
يتكلم سيبويه في هذه الفقرة عن مسألة دقيقة من مسائل المفعول معه، بل عن أسلوب عربي فصيح ينتمي لهذا الباب النحوي محاولا تخريجه وبيان ما فيه من تقدير وإضمار، وهذا الأسلوب هو قولنا: ما شأنك وزيدا، فنراه يقول:
فإذا أضمرت: يقصد أضمرت العامل في زيد، وهو الفعل أو المصدر على خلاف يأتي.
فكأنك قلت: ما شأنك وملابسة زيدا، أو: وملابستك زيدا: وكان المفروض ألا يعبر سيبويه بمصدر في التقدير وإنما يعبر بفعل؛ لأن مذهبه أن المفعول معه منصوب بفعل، وعلى تقديره يكون زيد منصوبا بالمصدر المضمر وفيه من المخالفات النحوية ما فيه، ولكن السيرافي يحاول أن يجد مخرجا لسيبويه فيقول:
هذا تقدير معنوي، لا يخرج ذلك عن معنى: ما صنعت وما تصنع، لان هذا ملابسة أيضا.
ويفسر الرضي ـ في شرحه على الكافية ـ كلام السيرافي المجمل فيقول:
يعني أن سيبويه لا يريد بتقدير " ملابستك ": أن الاسم منصوب بهذا المصدر المقدر لان المصدر العامل مع معموله كالموصول وصلته، ولا يجوز حذف الموصول مع بعض صلته وإبقاء البعض الاخر، كما يجئ في باب المصدر، وإنما قدره سيبويه بهذا، لتبيين المعنى فقط، لا لان اللفظ مقدر بما ذكر
ولكن بعض النحاة يتمسك بما قاله سيبويه، فرأينا الأندلسي ـ " القاسم بن أحمد الأندلسي من علماء المغرب وهو قريب العهد بالرضي " ـ يقول:
بل أراد أن المصدر المقدر هو العامل، وإنما جاز ذلك ههنا لقوة الدلالة عليه، لان " مالك، وما شأنك " إذا جاء بعدهما نحو " وزيد " دل على أن الانكار إنما هو لملابسة المجرور لذلك الاسم، ولا سيما أن الواو بمعنى " مع " تؤذن بمعنى الملابسة.
فكان أن يكون زيد على فعلٍ: يقصد أن نصب (زيدا) على إضمار فعل.
وتكون الملابسة على الشأن: أي وتكون المعية أو الملابسة واقعة على الشأن لا المضمر.
فالشأن يصح أن يكون له معية وملابسة مع العامل المضمر، ولايصح أن يكون الشأن له معية مع زيد لضعفه معنى، ولا يصح كذلك أن يكون الضمير له معية مع زيد لضعفه صناعة.
¥