تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فكان أن يكون زيد على فعلٍ وتكون الملابسة على الشأن، لأن الشأن معه ملابسة له ـ أحسنَ من أن يجروا المظهر على المضمر.

الأمر الثاني الذي أريده هو أن تبين ما قصدته بقولك:

فكان أن يكون زيد على فعلٍ: يقصد أن نصب (زيدا) على إضمار فعل.

وتكون الملابسة على الشأن: أي وتكون المعية أو الملابسة واقعة على الشأن لا المضمر.

كيف يكون نصب زيد بإضمار فعل وتكون الملابسة معطوفة على الشأن؟

مع التحية الطيبة.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[17 - 05 - 2007, 09:49 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا شيحنا د. الأغر

فإذا أضمرت فكأنك قلت: ما شأنك وملابسة زيدا، أو: وملابستك زيدا، فكان أن يكون زيد على فعلٍ وتكون الملابسة على الشأن، لأن الشأن معه ملابسة له ـ أحسن من أن يجروا المظهر على المضمر.

فإن أظهرت الاسم في الجر عمل عمل (كيف) في الرفع.

(فإذا أضمرت) يقصد إذا جعلت الضمير (الكاف) مكان الظاهر في مثل (ما شأن عبدالله وزيدٍ). فالأحسن نصب زيد، على تقدير: ( ... فكأنك قلت: ما شأنك وملابسة زيدا، أو: وملابستك زيدا ... )

(فكان أن يكون زيد على فعلٍ) يعني أن نصب زيد إنما هو بالفعل أو بما هو بمنزلته وهو المصدر هنا (ملابسة أو ملابستك).

(وتكون الملابسة على الشأن) يعني وتكون الملابسة معطوفة على الشأن كأنه قال: (ما شأنُك وما ملابستُك زيدا).

(لأن الشأن معه ملابسة له ـ أحسن من أن يجروا المظهر على المضمر) يريد أنه لما كان الجر حسنا في حال الظاهر مثل (ما شأن عبدالله وزيدٍ) فإنه لا يحسن في حال الإضمار أن نقول (ما شأنك وزيدٍ) فنعطف الظاهر (زيد) على المضمر (الكاف) وإنما الأحسن نصب زيد على التقدير الذي تقدم، وهو أحسن من عطف الظاهر على المضمر في هذا الموضع.

(فإن أظهرت الاسم في الجر عمل عمل (كيف) في الرفع) يعني في حال الاسم الظاهر مثل: (ما شأن عبدالله وزيدٍ) يكون العطف بالجر هنا كما يكون العطف بالرفع مع (كيف) في مثل (كيف أنت وزيدٌ؟) كأنك قلت (كيف أنت وكيف زيدٌ؟)

هذا والله أعلم.

ـ[جلمود]ــــــــ[18 - 05 - 2007, 12:23 م]ـ

شيخنا الأغر (حفظه الله لنا)،

سلام الله عليك،

وأود أن أبين لكم معنى الشرطة الواحدة عندي، فهي تعني أن الكلام بعدها مرتبط بعامل قبلها وبين الكلامين فاصل طويل، مع عدم وجود اعتراض، فقوله (أحسن) خبر كان في قوله: فكان أن يكون، كالآتي:

فكان أن يكون زيد على فعلٍ وتكون الملابسة على الشأن، لأن الشأن معه ملابسة له ـ أحسنَ من أن يجروا المظهر على المضمر.

ولكن رواية الرفع أحب إليّ، وذلك لأسباب عديدة منها:

ضبط محقق طبعة بولاق المصرية حيث ضبطها بالرفع، كذلك ثبوت علامة الترقيم الفصلة (،) في موضع يوحي بالرفع، وأظنكم قد اعتمدتم هذه العلامة وموضعها كما جاء في نقلكم، وهي ثابتة في طبعتي الكتاب السالفتين، وذلك في قول سيبويه:

فكان أن يكون زيد على فعلٍ وتكون الملابسة على الشأن، لأن الشأن معه ملابسة له ـ أحسن من أن يجروا المظهر على المضمر

وأظن أن الفصلة توضع بين الجمل التي يتركب من مجموعها كلام تام الفائدة، وهذا ما جاء في قرار لجنة تيسير الكتابة بمجمع اللغة العربية بالخالدين، وهو المتعارف عليه بين الكتاب، وثمة مواضع أخرى ليس ما نحن فيه منها، فوضع الفصلة دليل على أن الكلام قبلها قد استكمل أركانه الأساسية، فلا يصح إذن أن نقول أن (أحسن) خبر كان الناسخة.

كذلك إذا اعتبرنا رواية النصب فأين خبر الناسخ (أن) في قوله:

فكان أن يكون زيد على فعلٍ وتكون الملابسة على الشأن، لأن الشأن معه ملابسة له ـ أحسن من أن يجروا المظهر على المضمر.

ولا نستطيع ـ سيدي ـ أن نعتبر جملة (معه ملابسة له) هي خبرالناسخ (أن)؛ وذلك لأن التوجيه هكذا يؤدي إلى الدور فضلا عن فساد المعنى، فلو اعتبرنا هذه الجملة خبرا سيكون المعنى أن علة كون زيد على فعل والملابسة على الشأن ــ هي كون الشأن معه ملابسة، وذلك لا يصح، وإذا لم تكن جملة (معه ملابسة له) هي الخبر فلا مناص من كون (أحسن) هي خبر الناسخ (أن)، فتأمل سيدي!

أما قولكم:

الأمر الثاني الذي أريده هو أن تبين ما قصدته بقولك:

اقتباس:

فكان أن يكون زيد على فعلٍ: يقصد أن نصب (زيدا) على إضمار فعل.

وتكون الملابسة على الشأن: أي وتكون المعية أو الملابسة واقعة على الشأن لا المضمر.

كيف يكون نصب زيد بإضمار فعل وتكون الملابسة معطوفة على الشأن؟

ولقد عطفت الملابسة على المعية بحرف العطف (أو) لكي أبين أنهما مترادفان في هذه الجملة خاصة، ولقد استخدمها سيبويه بهذا المعنى إذ قال:

ويدلك أيضاً على قبحه إذا حمل على الشأن، أنك إذا قلت: ما شأنك وما عبد الله، لم يكن كحسن ما جرم وما ذاك السويق، لأنك توهم أن الشأن هو الذي يلتبس بزيد، " وإنما يلتبس شأن الرجل بشأن زيد "

فليس المقصود ـ سيدي ـ في هذه الجملة كلمة (ملابسة) الواردة في تقدير سيبويه، حين قال:

فكأنك قلت: ما شأنك وملابسة زيدا،

وذلك لأن لفظة (ملابسة) لم ترد إلا لتوضيح المعنى؛ فلا يبنى عليها أحكاما نحوية من عطف وعمل وغيرهما، وهذا ما قاله السيرافي حيث قال (وعذرا للإعادة ولكن الشاهد يختلف):

هذا تقدير معنوي، لا يخرج ذلك عن معنى: ما صنعت وما تصنع، لان هذا ملابسة أيضا.

ويفسر الرضي ـ في شرحه على الكافية ـ كلام السيرافي المجمل فيقول:

يعني أن سيبويه لا يريد بتقدير " ملابستك ": أن الاسم منصوب بهذا المصدر المقدر لان المصدر العامل مع معموله كالموصول وصلته، ولا يجوز حذف الموصول مع بعض صلته وإبقاء البعض الاخر، كما يجئ في باب المصدر، وإنما قدره سيبويه بهذا، لتبيين المعنى فقط، لا لان اللفظ مقدر بما ذكر

والسلام!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير