تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[18 - 05 - 2007, 07:34 م]ـ

أخي العزيز جلمود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولا نستطيع ـ سيدي ـ أن نعتبر جملة (معه ملابسة له) هي خبرالناسخ (أن)؛ وذلك لأن التوجيه هكذا يؤدي إلى الدور فضلا عن فساد المعنى، فلو اعتبرنا هذه الجملة خبرا سيكون المعنى أن علة كون زيد على فعل والملابسة على الشأن ــ هي كون الشأن معه ملابسة، وذلك لا يصح، وإذا لم تكن جملة (معه ملابسة له) هي الخبر فلا مناص من كون (أحسن) هي خبر الناسخ (أن)، فتأمل سيدي!

وددت لو تسمح لي بإبداء رأيي ـ حسب فهمي القاصر ـ حول ما تفضلتَ به هنا، وسأضمّنه هاتين النقطتين:

1ـ أن قول سيبويه (لأن الشأن معه ملابسة له) إنما هو تعليل للجزء الأخير من عبارته فقط، وهو قوله (وتكون الملابسة على الشأن)، ولا يدخل قوله (أن يكون زيد على فعل) فيما علل له بـ (لأن الشأن معه ملابسة له).

2ـ أن خبر (أن) في قوله (لأن الشأن معه ملابسة له) ليس بجملة (معه ملابسة له) وإنما الخبر مفرد هو (ملابسة) والمعنى: (وتكون الملابسة على الشأن؛ لأن الشأن مع زيد يعد ملابسة له).

هذا ما بدا لي والله أعلم بالصواب.

وتقبل خالص ودي وأزكى تحياتي.

ـ[جلمود]ــــــــ[19 - 05 - 2007, 06:04 ص]ـ

أخي الودود علي المعشي،

زاده الله رفعة بتواضعه،

سلام الله عليكم،

أكرمتنا بالمداخلة والمناقشة فقلتَ:

1ـ أن قول سيبويه (لأن الشأن معه ملابسة له) إنما هو تعليل للجزء الأخير من عبارته فقط، وهو قوله (وتكون الملابسة على الشأن)، ولا يدخل قوله (أن يكون زيد على فعل) فيما علل له بـ (لأن الشأن معه ملابسة له).

ولكن الدور لا يزال يلاحقك، فمعنى توجيهك هذا أن علة عطف (كما فسرتَها) الملابسة على الشأن هي كون الشأن معه ملابسة له، فضلا عن فساد المعنى.

وقلت كذلك:

2ـ أن خبر (أن) في قوله (لأن الشأن معه ملابسة له) ليس بجملة (معه ملابسة له) وإنما الخبر مفرد هو (ملابسة) والمعنى: (وتكون الملابسة على الشأن؛ لأن الشأن مع زيد يعد ملابسة له)

ولا أعرف ـ أستاذي ـ من أين أتيت بهذا الفعل! وأين وجدته! بل أي كلمة في النص دلتك عليه! وكيف استخرجته!:):)

فالمعنى والتقدير لا يستقيم على إعرابك، لاسيما إذا حذفنا هذا الفعل المقحم غصبا، وإنما معنى إعرابك:

وتكون الملابسة على الشأن؛ لأن الشأن مع زيد ملابسة له.

كذلك كيف تكون (ملابسة) خبرا لاسم أن (الشأن)! ألا ترى معي أن الشأن مذكر والملابسة مؤنثة، ولايصح هذا إلا على تأويل نحن في غنى عنه.

ثم ما الموقع الإعرابي للفظة (له) على حسب إعرابكم؟ وبما تتعلق؟ وأيهما أصح عندك: لأن الشأن مع زيد ملابسة له أم لأن الشأن مع زيد له ملابسة!

أرى أن تعرب لنا الجملة كاملة حتى يستبين الأمر.

والسلام!

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 05 - 2007, 12:05 ص]ـ

حوار ممتع بارك الله فيكما

أخي جلمود تأمل قول سيبويه جيدا:

فكان أن يكون زيد على فعلٍ وتكون الملابسة على الشأن، لأن الشأن معه ملابسة له ـ أحسن من أن يجروا المظهر على المضمر.

مع ما تبين لي من كلام الأخ علي الذي يحتاج إلى مزيد بيان:

فكان نصبُ زيد بفعل، وعطف (ملابسة) على (شأنك) لأن شأنك مع زيد ملابسة لزيد أحسنَ من عطف الظاهر على الضمير.

فلن تجد في الكلام دورا.

لكن: كيف يكون زيد منصوبا بفعل؟ ما المراد بالفعل هنا؟

مع التحية الطيبة.

ـ[جلمود]ــــــــ[20 - 05 - 2007, 07:20 ص]ـ

شيخنا الأغر،

سلام الله عليكم،

فكان نصبُ زيد بفعل، وعطف (ملابسة) على (شأنك) لأن شأنك مع زيد ملابسة لزيد أحسنَ من عطف الظاهر على الضمير ... فلن تجد في الكلام دورا.

نعم ـ سيدي ـ ليس هناك دور، ولكن هناك ما هو أكبر من الدور، فأظن أن المعنى هكذا قد فسد، لاسيما وقد أعدتم الضميرين على زيد في قول سيبويه: (لأن الشأن معه ملابسة له).

ووجه فساد المعنى ـ عندي ـ أن سيبويه بنى توجيهه لهذه المسألة على أن الشأن لا يلابس زيدا؛ ولا يصح له أن يلابس زيدا أبدا، ولو صح لكلمة غير (الشأن) أن تلتبس بزيد لوجب العطف عند سيبويه، ولخرج هذا الأسلوب من باب المفعول معه، وصار من باب: "معنى الواو فيه كمعناها في الباب الأول إلا أنها تعطف الاسم هنا على ما لا يكون ما بعده إلا رفعاً على كل حال ".

وها هي نصوص سيبويه تنطق بذلك، حيث قال:

باب منه يضمرون فيه الفعل لقبح الكلام إذا حمل آخره على أوله

وذلك قولك: مالك وزيداً، وما شأنك وعمراً. فإنما حد الكلام ههنا: ما شأنك وشأن عمرو. فإن حملت الكلام على الكاف المضمرة فهو قبيح، وإن حملته على الشأن لم يجز لأن الشأن ليس يلتبس بعبد الله، إنما يلتبس به الرجل المضمر في الشأن. فلما كان ذلك قبيحاً حملوه على الفعل، فقالوا: ما شأنك وزيداً، أي ما شأنك وتناولك زيداً

ويدلك أيضاً على قبحه إذا حمل على الشأن، أنك إذا قلت: ما شأنك وما عبد الله، لم يكن كحسن ما جرم وما ذاك السويق، لأنك توهم أن الشأن هو الذي يلتبس بزيد، " وإنما يلتبس شأن الرجل بشأن زيد "

والسلام!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير