تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا يصح أن يعاد (هو) إلى المبتدأ، والهاء من (غيره) إلى الظرف لأن الإعلام بذلك إعلام بما لا يجهل، بخلاف الإعلام بأن ثَمَّ مقدّرا هو غير المبتدأ وعامل في الظرف، فإن الحاجة داعية إليه.

ويتأيد ذلك أيضا بقوله (وصار بمنزلة المنون الذي عمل فيه ما بعده نحو العشرين ونحو خير منك عملا) فإن في (صار) ضميراً عائدا على ما هو فيه وهو غيره، وقد ثبت أنه ما يقدر من مستقر ونحوه ...

ثم قال: (والعامل في خلف الذي هو في موضعه)

والذي في موضعه هو مستقر أو نحوه من أسماء الفاعلين فإنه الخبر في الحقيقة ... ثم قال: (والذي هو في موضع خبره) يعني استقر ونحوه ... ولو قال: (أو الذي هو في موضع خبره) لكان أبين، لكن من كلام العرب وقوع الواو موقع (أو) حيث لا تصلح الجمعية ... ) انتهى كلام ابن مالك.

ويرد على ابن مالك رحمه الله ما يأتي:

1 - وجه الشبه بين (زيدٌ خلفَك) و (هو خير منك عملاً) ليس منحصرا في أن (زيد) يشبه المبتدأ (هو) و (خلفك) يشبه التمييز (عملا) فوجب تقدير (مستقر) ليقابل (خير) وإنما يريد سيبويه أن (خلفك) انتصب بما قبله من كلام ظاهر كما انتصب عملاً بـ (خير) وكما انتصب الدرهم بالعشرين في نحو (عندي عشرون درهماًَ) فعشرون هنا مبتدأ وليس خبراً، وكما انتصب (علما) بالرجل في (أنت الرجل علما) ففي هذه الأمثلة انتصب التمييز بالكلمة الظاهرة التي قبلها مباشرة، فكذلك (خلف) انتصب بالكلمة التي قبلها.

2 - ثمّ اختلاف بين نسخة ابن مالك والنسخة التي بين أيدينا في قول سيبويه (والعامل في خلف الذي هو في موضعه) هكذا ورد عند ابن مالك، فلذلك فسره بقوله أي: الذي خلف في موضعه، والذي خلف في موضعه هو مستقر أو نحوه .. ، والذي في النسخة التي بين أيدينا (والعامل في خلف الذي هو موضع له) أي والعامل في (خلف) الذي (خلف) موضع له، والذي (خلف) موضع له هو المبتدأ.

3 - وإذا صحت الرواية التي بين أيدينا فلا حاجة إلى تقدير أن الواو بمعنى (أو) في قول سيبويه (والذي هو في موضع خبره) لأن المعنى عندئذ يكون كالآتي:

والعامل في (خلف) الذي (خلف) موضع له والذي (خلف) في موضع خبره ألا وهو المبتدأ.

ويقوي أنه يريد هذا أنه قال في موضع آخر في باب الحروف الخمسة في نحو (إن فيها زيدا قائما) [2/ 132] (وليست (فيها) بنفس (عبد الله) ... وإنما هي ظرف لا تعمل فيها (إن) بمنزلة (خلفك) وإنما انتصب (خلفك) بالذي فيه). هذا نصه

والذي في (خلف) هو المبتدأ.

وقد يؤيد هذا مع إشكاله قوله في باب ما يرتفع في الخبر لأنه مبني على مبتدأ في نحو:

هذا الرجل منطلقاً.

(فيصير الخبر حالا قد ثبت فيها وصار فيها كما كان الظرف موضعا قد صير فيه بالنية وإن لم يذكر فعلا .. ذلك أنك إذا قلت (فيها زيد) فكأنك قلت: استقر فيها زيد وإن لم تذكر فعلا، وانتصب بالذي هو فيه كانتصاب الدرهم بالعشرين .. (2/ 87) فهو يفسر أن (فيها زيد) بمعنى (استقر فيها زيد) ولكنه ينص على أن الظرف انتصب بالذي هو فيه، والذي في الظرف هو المبتدأ ..

ولكن لماذا لم ينص سيبويه على أن الناصب للظرف هو المبتدأ؟

سبب ذلك والله أعلم أن يعم ذلك المبتدأ وغير المبتدأ، فكل اسم يحويه ظرف يكون ناصبا لذلك الظرف فالمبتدأ ناصب للظرف في نحو: زيد خلفَك، والظرف ساد مسد الخبر، وفيه معنى الفعل ..

والفاعل ناصب للظرف في نحو: جاء زيدٌ خلف عمرو، والظرف هنا ساد مسدّ الحال .. وهكذا

هذا ما أراه أنه مذهب سيبويه في ناصب الظرف إذا تعلق بكون عام، فهو منصوب بالاسم الذي يكون الظرف موضعا له. والله أعلم.

مع التحية الطيبة.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 01:59 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ... وكل عام وأنتم بخير

أشكر الأخ سامي على عرض هذه المسألة المهمة التي كثر فيها الخلاف، وقد عني بها الشيخ أبو علي الفارسي رحمه الله في الإغفال وناقشها مناقشة مستفيضة جديرة بالوقوف عليها وتبين ما فيها من أدلة للوصول إلى الوجه الصحيح فيها.

عرض أبو علي المذاهب في الآية الكريمة (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون) فقال:

لا تخلو (أن) الثانية من أن تكون بدلا من الأولى أو تكون مكررة للتأكيد وطول الكلام أو تكون زائدة غير معتد بها، أو تكون مرتفعة بالظرف فمذهب سيبويه أن (أنّ) الثانية بدل من الأولى

ومذهب الجرمي وأبي العباس أنها مكررة للتأكيد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير