ـ[بيان محمد]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 06:25 م]ـ
تتمة حجج ابن مالك رحمة الله عليه
قال: «وأظهرُ من هذا قوله في خامس أبواب الاستثناء: «حدثنا يونس أنّ بعض العرب الموثوق بعربيته يقول: (مررتُ بأحدٍ إلاّ زيدًا) و (ما أتاني أحدٌ إلاّ زيدًا)، ثم قال سيبويه: وعلى هذا: (ما رأيتُ أحدًا إلاّ زيدًا) فتنصب (زيدًا) على غير (رأيتُ)، وذلك أنّك لم تجعل الآخِرَ بدلاً من الأول، ولكنك جعلته منقطعًا مما عمل في الأول، وعمل فيه ما قبله كما عمل (العشرون) في (الدرهم)». فصرّح بأنّ نصب (زيد) في المثال المذكور على لغة ما لا يبدل، إنما هو بغير (رأيت) فتعيّن نصبه بإلاّ.
ولم يكتف بذلك التصريح حتى قال: «ولكنك جعلتَهُ منقطعًا عمّا عمل في الأول»، فهذان تصريحانِ لا يتطرق إليهما احتمال غير ما قلنا إلا بمكابرة وعناد.
وقال في تاسع أبواب الاستثناء بعد أنْ مثَّل بـ: (أتاني القومُ إلاّ أباك): «وانتصب (الأب) إذ لم يكن داخلاً فيما دخل فيه ما قبله ولم يكن صفةً، وكان العامل فيه ما قبله من الكلام». قلت: فقد جعل علة نصب (الأب) عدم دخوله فيما دخل فيه ما قبلها، والذي دخل فيه ما قبله إسناد المعنى إلى المعنى وتأثر اللفظ باللفظ، فلزم من ذلك ألاّ يكون لفظ (الأب) منصوبًا بلفظ (أتى)، كما لم يكن لمعناه حظّ في معناه، وإذا لم يكن النصب بـ (أتى) تعيَّن أن يكون بـ (إلاّ).
فحاصل كلام سيبويه أنّ (إلاّ) هي الناصبة لما استثنيَ بها إذا لم يكن بدلاً ولا مشغولاً عنها بما هو أقوى. ومن نسب إليه خلاف هذا القول فقد تقوَّل أو غلط فيما تأول، تغمَّدَنا اللهُ وإيّاهم برحمتهِ وأوزعَنا شُكرَ تعمتهِ».
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 10:30 م]ـ
أساتذتي:
أعتقد أنه يجب عمل دراسة شاملة - و لعل أحدا فعل ذلك - عن الأحكام التي صاغها النحاة العرب بعد سيبويه (كلهم , أي بدءا بأقدم كتاب نحوي موجود بعد كتابه) إستنادا إلى كتابه , و إختلافهم في فهم كتاب سيبويه , و الأحكام التي نشأت عن هذه الإختلاف و تأثيرها على النحو العربي , فلا يخفى أن لبنة علم النحو العربي هو الكتاب , و منه إستقى جميع النحاة العرب آراؤهم , و العجب أن أهمية الكتاب لم تضمحل أبدا مع صدور آلاف الكتب بعده , فسبحان من رزقه السيرورة و الخلود ...
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 10:46 م]ـ
و ليت أحد الإخوة يقوم بدعوة الدكتور محمد كاظم البكاء مؤلف كتاب
(منهج كتاب سيبويه في التقويم النحوي) و كذلك محقق كتاب سيبويه للمشاركة في هذه المشاركة (و الملتقى بشكل عام) ليتحفنا بعلمه الغزيز. و من تأمل هذين العملين له علم أنه أعلم الناس - في زمننا - بكتاب سيبويه ...
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 10:51 م]ـ
و هنا تجدون ترجمة الدكتور محمد كاظم البكاء:
http://www.allesan.org/edarah/cv-bakka.htm
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا أخانا الكريم الأستاذ بيان
أبدأ بمناقشة حجج ابن مالك رحمه الله فأعلق على قوله:
فإمّا أن يريد بـ (ما قبله) (إلاّ) وحدها أو الفعل وحده أو كليهما،
كان على ابن مالك أن يذكر احتمالا رابعا، وهو أن يكون العامل هو الفعل مع الفاعل، وله أن يقول: لا نظير لكون الفعل والفاعل معا عاملا، فيقال بل له نظير وهو الاسم التام بالنون أو التنوين كما في عشرين درهما وكما في شبر أرضا، أو بالإضافة في نحو: لي مثله برا، فالاسم إذا تم بالإضافة أو النون أو التنوين صار صالحا للعمل في تمييز المفرد، وكذلك الفعل إذا تم بفاعله أو بفاعله ومفعوله صار صالحا بتمامه للعمل في الحال أو المستثنى أو تمييز الجملة، على ما سنبينه.
وأما قول ابن مالك عن (من) في قول سيبويه:
عاملاً فيه ما قبله من الكلام، كما تعمل (عشرون) فيما بعدها إذا قلت: (عشرون درهمًا):إنها للتبعيض لا لبيان الجنس، ففيه نظر.
قال ابن مالك:
¥