تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يبدو أن مشكلات أستاذنا الفاضل أبي أوس:) قد شغلت أستاذنا الأغر عن نافذته الحبيبة إلى قلوبنا وعقولنا ...

فهلا جددت الماء في جذورها وتعهدتها بالري حتى لا تذبل!

حبا وكرامة أخي الحبيب ..

وأرجو منكم الدعاء بأن ييسر الله لي الوقت ويبارك في الجهد ويسدد الفهم ..

ـ[جلمود]ــــــــ[25 - 10 - 2008, 12:47 ص]ـ

أشرقت الصفحة بنور كلاماتك أستاذي العزيز.

ونحن في انتظار مشكل جديد ...

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 08:36 م]ـ

أعود لإكمال الحديث عن (كيف) وسدها مسد المبتدأ فأقول:

قال سيبويه:

وكيف بمنزلة الابتداء كأَنك قلت وكيف عبدُ الله فعَملتْ كما عَمِلَ الابتداءُ لأنَّها ليستْ بفعِل و لأنَّ ما بعدها لا يكون إلاَّ رفعا

قوله: (فعَملتْ كما عَمِلَ الابتداءُ)

أي: يرتفع الاسم بعد كيف كما يرتفع المبتدأ بعد الابتداء، ولكن الابتداء أمر معنوي، وكيف لفظ، وليس المعنى أن كيف تعمل في المبتدأ بعدها.

وقوله:

ل

أنّ إنّى هاهنا بمنزلة الابتداءِ

فسره بقوله: (ليست بفعل ولا اسم بمنزلة الفعل) لذلك لا ينصب المعطوف على اسمها على المعية، وإنما ينصب بالعطف على اسم إن.

وقوله:

لأنَّ الابتداءِ وكيف وما أنت يَعْمَلْنَ فيما كان معناه (مَعَ) بالرفعَ فيحسن ويُحْمَلُ على المبتدإ كما يُحْمَلُ على الابتداءِ

مثال الابتداء: أنت وشأنك،،أي: أنت وشأنك مقرونان.

ومثال (كيف): كيف أنت وزيد،. أي: أنت وزيد على حال ما.

ومثال (ما):ما أنت وزيد، أي: أنت وزيد متفاوتان

ففي كل هذه الأحوال، يحمل ما بعد الواو على المبتدأ الذي هو (شأنك) في المثال الأول، وأنت في المثال الثاني والثالث، أي يعطف عليه،

كما يجوز أن يحمل على الابتداء في مثالي (كيف) و (ما)، فيكون التقدير: كيف أنت وكيف زيد، وما أنت وما زيد.

فـ (يحمل) الأولى بمعنى يعطف، أي يعطف على المبتدأ عطف مفرد على مفرد، و (يحمل على الابتداء) أي: يحمل على أن يعمل فيه المعطوف الابتداء، فيكون العطف من باب عطف الجمل.

ثم قال سيبويه في (هذا باب ما ينتصب فيه الخبر لأنه خبر لمعروف يرتفع على الابتداء قدمته أو أخرته، وذلك قولك فيها: عبد الله قائما:

فعبد الله ارتفع بالابتداء لأن الذي ذكرت قبله وبعده ليس به وإنما هو موضع له ولكنه يجرى مجرى الاسم المبني على ما قبله، ألا ترى أنك لو قلت فيها عبد الله، حسن السكوت وكان كلاما مستقيما كما حسن واستغنى في قولك: هذا عبد الله.

وتقول: عبد الله فيها، فيصير كقولك عبد الله أخوك، إلا أن عبد الله يرتفع مقدما كان أو مؤخرا بالابتداء.

فهذا نص صريح بأن العامل في المرفوع في نحو: فيها زيد، هو الابتداء، وكيف مثل (فيها) غير أن (كيف) واجبة التقديم.

ومن النصوص الصريحة قوله:

وهذا يدلك على أن (فيها) لا يحدث الرفع أيضا في (عبد الله) لأنها لو كانت بمنزلة (هذا) لم تكن لتلغى ولو كان عبد الله يرتفع بـ (فيها) لارتفع بقولك: بك عبد الله مأخوذ.

كلامه هنا عن نحو: فيها عبد الله قائم، إذا جعلت (فيها) متعلق بالخبر (قائم)، فيكون الظرف (فيها) ملغيا، أي لو سقط من الكلام تبقة الجملة كاملة تامة المعنى، أما إذا جعلت (فيها) مستقرا أي متعلقا بكون عام، فتكون هي الخبر، فينتصب (قائم) على الحال.

فجواز إلغاء (فيها) دليل على أنها لا تعمل في المبتدأ الرفع، لأنها لو كانت عاملة الرفع لم يكن يمكن الاستغناء عنها، ولجاز أن نقول في (بك زيد مأخوذ) إن (زيد) مرفوع بـ (بك)، ولا يقول به أحد، لذلك وجب أن يكون العامل هو الابتداء.

أعود إلى أصل قول سيبويه المشكل الذي أورده الأخ جلمود:

هذا باب ما يقع موقع الاسم المبتدأ ويسد مسده، لأنه مستقر لما بعده وموضع، والذي عمل فيما بعده حتى رفعه هو الذي عمل فيه حين كان قبله، ولكن كل واحد منهما لا يستغنى به عن صاحبه فلما جمعا استغنى عليهما السكوت حتى صارا في الاستغناء كقولك هذا عبد الله، وذلك قولك فيها عبد الله، ومثله: ثمّ زيد، وههنا عمرو، وأين زيد؟ وكيف عبد الله؟ وما أشبه ذلك

فهذا يعني أن الظرف المستقر قد يقع في بداية الجملة محل المبتدأ، ولكن العامل في الاسم المرفوع بعد الظرف هو الابتداء وليس الظرف، وحكم (كيف) حكم الظرف.

بهذا نكون قد انتهينا من تفسير هذا المشكل، ولله الحمد، فإلى مشكل آخر بإذن الله.

مع التحية الطيبة.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 11 - 2008, 10:32 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

هذا موضع آخر من المواضع المشكلة في كلام سيبويه رحمه الله:

هذا باب ما ينتصب لأنه قبيح أن يكون صفة

وذلك قولك: هذا راقودٌ خلا، وعليه نحيٌ سمنا، وإن شئت قلت: راقودُ خلٍّ، وراقود من خل، وإنما فررت إلى النصب في هذا الباب كما فررت إلى الرفع في قولك: بصحيفةٍ طينٌ خاتمُها، لأن الطين اسم وليس مما يوصف به، ولكنه جوهر يضاف إليه ما كان منه. فهكذا مجرى هذا وما أشبهه.

ومن قال: مررت بصحيفةٍ طينٍ خاتمُها قال: هذا راقودٌ خلٌّ، وهذه صُفّةٌ خزٌّ.

(2/ 117)

وهذا قبيح، أجري على غير وجهه، ولكنه حسن أن يبنى على المبتدأ ويكون حالا، فالحال قولك: هذه جبتك خزا، والمبنيّ على المبتدإ قولك: جبتك خز.

ولا يكون صفة فيشبه الأسماء التي أخذت من الفعل، ولكنهم جعلوه يلي ما ينصب ويرفع وما يجر، فأجره كما أجروه، فإنما فعلوا به ما يفعل بالأسماء، والحال مفعول فيها، والمبنيّ على المبتدأ بمنزلة ما ارتفع بالفعل، والجار بتلك المنزلة، يجرى في الاسم مجرى الرافع والناصب.

(2/ 118)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير