تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جلمود]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 05:11 ص]ـ

سلام الله عليكم،

مرحبا بأستاذنا الأغر!

اسمح لي ـ سيدي ـ أن أنقل كلاما للسيرافي يوضح هذا الباب ومن ثم هذا المشكل، قال أبوسعيد السيرافي في شرحه لباب" ما جرى من الأسماء التي تكون صفة مجرى الأسماء التي لا تكون صفة":

" اعلم أن ما يقع بعد الاسم من الأسماء المفردة والمضافة أو الموصولة على ضربين:

أحدهما: يكون صفة للأول.

والآخر: لا يكون صفة له.

فأما الذي يكون صفة فما كان تحلية أو جرى مجرى التحلية وذلك في قولك: مررت برجل قائم، وكاتب وضاحك ونحوه، ومنه: مررت برجل خير منك، ومثلك وحسبك من رجل، وبدرهم سواء، وبرجل أبي عشرة.

وما لا يكون صفة فنحو: بستان ودار وحصير ودفتر ونحوه، لا تقول: مررت بملكك البستان، ولا بملكك الثوب، إلا على البدل، ولا بملكك بستانك، ولا بمالك دفترك، إلا على البدل أيضا.

فإن اتصل بشيء مما لا يكون صفة انهم يكون معه جملة مبتدأة وخخبر، نحو: مررت برجل دفتر له عندك ...

وأما الصفة إذا اتصل بها اسم فعلى ضربين:

أحدهما: يختار أن يجري مجرى الاسم الذي لا يكون صفة؛ فيرفع بالابتداء والخبر، وهو قولك: مررت برجل خير منه أبوه، وبرجل سواء عليه الخير والشر، وبرجل أب للصاحبة، وبرجل حسبك من رجل، فهذا الضرب من الصفة يرفع كما يرفع ما لا يكون صفة، ويكون ما بعده خبرا له، وهذا يعني ترجمة الباب، لأن "خير منه"، وسواء، وحسبك، وأيما رجل، وأبوه عشرة، إذا انفردت كانت صفة، وإذا كانت بعدها أسماء لم تكن صفة بمنزلة أسماء الجواهر، وتحقيق لفظ الباب أن يقال: هذا باب ما جرى من الأسماء التي تكون صفة إذا انفردت ــ مجرى ما لا يكون صفة إذا لم ينفرد.

والضرب الأخر من الصفة ما يجري على ما قبله في إعرابه ويرتفع به ما بعده كارتفاع الفاعل بفعله، وهو قولك: مررت برجل شديد عليه الحر والبرد، من قبل أن شديدا اسم فاعل منه ... وجملة ما يكون صفة ويرتفع به ما بعده ــ ما كان من أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بأسماء الفاعلين، وقد مضى شرحها.

وأما ما يكون صفة في الانفراد ولا يكون صفة في غير الانفراد ــ فما ذكره في هذا الباب من قوله: (خير منه أبوه، والأسماء التي ذكرت معه) " أ. هـ.

قال سيبويه: " وزعم يونس: أن أناسا يجرون هذا [أي يجعلونه صفة] كما يجرون مررت برجل خز صفته " أ. هـ.

ـ[جلمود]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 06:23 ص]ـ

أما عن تفسير المشكل فهو على النحو التالي:

(ولا يكون صفة) يقصد خلا وسمنا في قوله: هذا راقودٌ خلا، وعليه نحيٌ سمنا.

(فيشبه الأسماء التي أخذت من الفعل) يقصد أن هذه الأسماء الجامدة (خلا وسمنا) لا تجري مجرى الأسماء العاملة عمل الفعل.

(ولكنهم جعلوه يلي ما ينصب ويرفع وما يجر،) يقصد أن العرب لهم في مثل هذا الاسم ثلاث طرائق:

إما أن يأتوا به منصوبا يلي ما ينصب فيقولوا: هذه جبتك خزا،

وأما أن يأتوا به مرفوعا يلي ما يرفع فيقولوا: جبتك خز،

وإما أن يأتوا به مجرورا يلي ما يجر فيقولوا: هذه جبتك من خز.

(أجره كما أجروه، فإنما فعلوا به ما يفعل بالأسماء،) فاتبع سنة العرب في كلامهم؛ فإنهم أعطوه ما يستحقه الاسم الجامد.

(والحال مفعول فيها،) يقصد في جملة: هذه جبتك خزا. وكأن سيبويه استشعر اعتراضا يطالبه بالناصب؛ لأنه قال أن هذا الاسم يلي الناصب؛ فقال ما قال.

(المبنيّ على المبتدأ بمنزلة ما ارتفع بالفعل،) يقصد في جملة: جبتك خز. وكأن سيبويه استشعر اعتراضا يطالبه بالرافع؛ لأنه قال أن هذا الاسم يلي الرافع؛ فقال ما قال.

(الجار بتلك المنزلة، يجرى في الاسم مجرى الرافع والناصب.) يقصد في جملة: هذه جبتك من خز. وكأن سيبويه استشعر اعتراضا يطالبه بالجار؛ لأنه قال أن هذا الاسم يلي الجار؛ فقال ما قال.

والله أعلم!

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 01:52 ص]ـ

جهد يستحق الشكر واجتهاد يستحق التشجيع والإطراء ..

أخي الكريم جلمود ..

ما نقلته عن السيرافي شرح لباب قبل هذا الباب، فحبذا نقل شرح هذا الباب أيضا، وسترى أن السيرافي أعرض عن شرح الموضع المبهم من كلام سيبويه.

وسنواصل المناقشة بعد ذلك إن شاء الله.

مع شكري وتقديري.

ـ[جلمود]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 12:05 م]ـ

بارك الله فيكم أستاذنا العزيز!

لست أملك شرح السيرافي كاملا، وإنما بعض الأجزاء المبعثرة التي طبعتها دار الكتب المصرية، وليس فيها شرح هذا الباب الذي نحن بصدده، علما بأن ما طبعته دار الكتب يتعدى هذا الموضع بكثير، ولكن الأعداد المطبوعة منه قد نفدت قبل صدورها، والبركة في تجار السوق السوداء ...

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 01:38 م]ـ

(ما على المحسنين من سبيل)

سأنقل ما ذكره السيرافي من صورة النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية:

قال أبو سعيد:

راقود ونحي مقدار ينتصب ما بعدهما إذا نونتهما كما ينتصب ما بعد أحد عشر وعشرين إذا قلت: أحد عشر درهما، وعشرون ثوبا، وإن أضفتهما فبمنزلة: مائة درهم، وألف ثوب، ولم يذكر سيبويه نصبه من أي وجه، إلا أن القياس يوجب ما ذكرته، ومثله: لي ملؤه (يعني الإناء) عسلا، وعندي رطل زيتا، وتقديره: لي ما يملأ الإناء من العسل، ولي ما يملأ الرطل من الزيت وكذلك القول في (عشرين درهما) كأنك قلت: ما يقادر العشرين من الدراهم، إلا أنهم اقتصروا وردوه من تعريف الجنس إلى واحد منه منكورللدلالة على الجنس فسموه تمييزا.

وجعل سيبويه: هذه جبتك خزا، حالا لأن الجبة ليست بمقداريقدّر به الخز فيجري مجرى راقود ونحي والإناء وعشرين.

وقال أبو العباس محمد بن يزيد: خطأ أن يكون حالا، إنما هو تمييز، وقد مضى الكلام فيما يجعله سيبويه من الأجناس أحوالا ويفرق بينه وبين الحال والصفة.

وسائر ما في الباب مفهوم.

انتهى كلام السيرافي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير