تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جلمود]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 03:26 ص]ـ

بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل علي،

وشكرا على تعليقك وتوضيحك،

ولكني أظن أن سيبويه لا يقصد التمييز، وإنما يقصد الحال، فالباب من أوله معقود على الحال، فعندما يذكر النصب في هذا الباب فإنه يعني النصب على الحالية، ولذلك أدلة أحاول أن أعرضها في نقاط:

1ــ سياق الأبواب السابقة واللاحقة لبابنا هذا يؤكد أن سيبويه يدير الحديث فيهن على الحال ومسائله، فالباب السابق هو:"هذا باب ما ينتصب خبره لأنه معرفة وهي معرفة لا توصَف ولا تكون وصفاً وذلك قولك: مررت بكلٍّ قائماً ... "وإنما يقصد النصب على الحالية، والباب اللاحق هو: هذا باب ما ينتصب لأنه ليس من اسم ما قبله، ولا هو هو " وهذا الباب أيضا في الحال.

2ـ كون هذا الباب كله في الحال ــ هو ما فهمه المبرد، قال السيرافي في شرحه لهذا الباب والذي نقله أستاذنا الأغر:"وقال أبو العباس محمد بن يزيد: خطأ أن يكون حالا، إنما هو تمييز، وقد مضى الكلام فيما يجعله سيبويه من الأجناس أحوالا ويفرق بينه وبين الحال والصفة."

3 ــ أشار السيرافي في شرحه لهذا الباب عن إشكال وجه النصب في هذا البيت حيث قال:"راقود ونحي مقدار ينتصب ما بعدهما ... ولم يذكر سيبويه نصبه من أي وجه، إلا أن القياس يوجب ما ذكرته" فالقياس وإن كان يوجب النصب على التمييز، إلا أن مراد سيبويه ـ وهو مقصودنا ـ يوجب النصب على الحال.

ـ[جلمود]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 03:59 ص]ـ

سلام الله عليكم،

أنعمت النظر مرة أخرى في مراد سيبويه وأسلوبه الخاص في التعبير ــ فاتضح لي أنه ربما كان قوله:"وهذا قبيح أجري على غير وجه ... إلى آخر الباب" متعلقا بالمثال الذي استشهد به سيبويه على صحة ادعاءه، وهذا المثال هو"هذه صفةٌ خزٌ"، والاستطراد وخروج الكلام عن مجرى ترجمة الباب سمة أسلوبية لسيبويه، لا سيما إذا كانت تخدم مقالته.

فاسم كان في قوله: (ولا يكون صفة) يعود على (خز) في قوله (هذه صفة خز)، دون (خل) في قوله (هذا رقود خل).

ولكن تبقى كلمة السيرافي مثيرة في النفس دواعي الحيرة والتفكير، وكلمة السيرافي هي: "ولم يذكر سيبويه نصبه من أي وجه، إلا أن القياس يوجب ما ذكرته"

وربما لم يذكر سيبويه وجه النصب حتى يحتمل بابه وترجمته ما ينصب على التمييز و ما ينصب على الحال لأنه قبيح أن يكون صفة، وذلك من سمات أسلوب سيبويه حيث يجمع بين الأبواب النحوية تحت مسألة واحد تجمعهن تكون عنوانا للباب، وفي هذا ميزة كبيرة على ذلك الترتيب الذي يفصل بين الأبواب النحوية فصلا تاما ولا يوضح المسائل المشتركة بين الأبواب، وكنت أنوي أن أكتب مقالا حول هذه السمة مبينا أهميتها ومحصيا أبوابها، ثم غابت عني وغبت عنها ...

فسيبويه تكلم عن النصب على التمييز هروبا من قبح الصفة في قوله (هذا راقودٌ خلا، وعليه نحيٌ سمنا)، ثم تكلم ــ من باب الاستشهاد والاستطراد ــ عن النصب على الحال هروبا من قبح الصفة في قوله (هذه جبة خزا)، ثم تكلم عن الأوجه الجائزة في (هذه جبة خزا) وما شابهه، دون (هذا راقودٌ خلا) وما شابهه.

وأظن أن هذا هو رأيي الأخير:

والله أعلم!

ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 08:55 م]ـ

بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل علي،

وشكرا على تعليقك وتوضيحك،

ولكني أظن أن سيبويه لا يقصد التمييز، وإنما يقصد الحال، فالباب من أوله معقود على الحال، فعندما يذكر النصب في هذا الباب فإنه يعني النصب على الحالية

وبارك الله فيك أخي جلمود وشكَرَ لك!

عدتُ إلى الأبواب السابقة واللاحقة لهذا الباب الذي جاء فيه: " ... وذلك قولك: هذا راقودٌ خَلاّ، وعليه نِحيٌ سَمناً ... " فوجدت ما ذهبتَ إليه من إرادة سيبويه الحالَ واردا، ويعضد هذا أنه قال في موضع آخر من الكتاب:

" ولم يُجز يونس والخليل رحمهما الله كم غِلماناً لك، لأنك لا تقول عشرونَ ثياباً لك، إلا على وجه لك مائةٌ بيضاً، وعليك راقودٌ خَلا. فإن أردت هذا المعنى قلت: كم لك غِلماناً، ويقبح أن تقول كم غلماناً لك؛ لأنه قبيح أن تقول: عبد الله قائماً فيها، كما قبح أن تقول قائماً فيها زيدٌ"

الشاهد فيه أنه جعل انتصاب (بيضا، وخلا) من وجه واحد في (لك مائةٌ بيضاً، وعليك راقودٌ خَلا) وإنما هو وجه الحال كما يبدو لي، ويدلك على أنه يريد الحال أنه منع نصب (غلمانا) في (كم غلمانا لك) لقبح (عبد الله قائماً فيها، و قائماً فيها زيدٌ) فجعل لـ (غلمانا) حكم (قائما).

وأما قولك أخي:

فاتضح لي أنه ربما كان قوله:"وهذا قبيح أجري على غير وجه ... إلى آخر الباب" متعلقا بالمثال الذي استشهد به سيبويه على صحة ادعاءه، وهذا المثال هو"هذه صفةٌ خزٌ"، والاستطراد وخروج الكلام عن مجرى ترجمة الباب سمة أسلوبية لسيبويه، لا سيما إذا كانت تخدم مقالته.

فاسم كان في قوله: (ولا يكون صفة) يعود على (خز) في قوله (هذه صفة خز)، دون (خل) في قوله (هذا رقود خل).

فلا أجد دليلا على ما ذهبت إليه فيه في كلام سيبويه، وإنما أرى أنه بعد أن استحسن الفرار من الوصف بالجامد إلى النصب أو الرفع كما مثّل .. بعد ذلك حكم بقبح ثلاثة الأمثلة جميعها أي (مررت بصحيفةٍ طينٍ خاتمُها، هذا راقودٌ خلٌّ، وهذه صُفّةٌ خزٌّ) لأنها تشترك في الوصف بالجامد وعدم الفرار المستحسن.

تحياتي ومودتي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير