تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعلل سيبويه جواز أن يكون اسم الجنس حالا بأن الحال مفعول فيها فجاز أن يقع اسم الجنس حالا من هذه الجهة، لأنك إذا قلت: هذه جبتك خزا، كانت الإشارة كأنها واقعة على الجبة حالة كونها من خز، أي: كأن الإشارة واقعة في حال النعومة لا غير ..

وعلل جواز مجيء اسم الجنس خبرا مبنيا على المبتدأ بأن الخبر يشبه الفاعل من جهة اقتضاء المبتدأ له، ففي قولنا: جبتك خز، كأن (جبتك) فعل مقتض للفاعل (خز) كأننا قلنا: كوّنها خز، ففي هذا شبه بالفاعل من حيث اقتضاء الفعل له، ومن حيث أن الخز به تقوم الجبة، كما أن الفاعل به أداء الفعل ووجوده.

وللبحث صلة إن شاء الله.

بارك الله في الشيخ بهاء الدين، هل في قوله (يلي) إشارة إلى وجوب التأخير؟

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 01:44 ص]ـ

السلام عليكم

أعود لأبين رأيي بالمراد من عبارة سيبويه (ولا يكون صفة فيشبه الأسماء التي أخذت من الفعل ولكنهم جعلوه يلي ما ينصب ويرفع وما يجر. فأجره كما أجروه فإنما فعلوا به ما يفعل بالأسماء)

هنا يبين سيبويه أن أسماء الأجناس لا تكون نعوتا تابعة للمنعوت، كأسماء الفاعلين وغيرها مما يعمل عمل الفعل، ولكنهم إذا أتبعوها بأن تلي ما يُرفَع أو ما يُنصَب أو ما يُجرّ، فإنها تنتصب على الحال إن كانت جنسا لمتبوعها، فما جاء بعد ما يرفع: هذه جبتك خزا، وما جاء بعد ما ينصب: رأيت جبتك خزا، وما جاء بعدما يجر: مررت بجبة زيد خزا، وكذا الأمر لو كانت الجبة نكرة، فالنصب في الخز أقوى من الإتباع على النعت.

يبقى الفصل في وجه النصب في نحو: هذا راقود خلا، فالظاهر أن سيبويه سوى بينه وبين النصب في: هذه جبتك خزا، لأنه أورده في الباب نفسه، ولكني أرى أنه أنه يفرق بين الأمرين، لأنه لم يصرح بتساويهما، ولأن الراقود مثل المقادير وما بعد المقادير ليس منصوبا على الحال عند سيبويه، وإنما هو منصوب على التبيين ولم يستعمل سيبويه مصطلح التبيين ولا التمييز، وإنما كل ما كان منصوبا مثل نصب الدرهم بالعشرين في نحو: عندي عشرون درهما، أي ما كان المراد به بيان الإبهام = فهو تمييز.

وسيبويه يشبه نصب الحال أيضا بنصب العشرين للدرهم، ولكن من جهة أن النصب عن تمام الكلام، لا من حيث الوظيفة التي تؤديها الحال، فمثلا يشبه نصب الحال في: هذا زيد مقبلا، بنصب التمييز في: لي مثله غلاما، فكما تم المثل بالضمير المضاف إليه وصار اسما تاما كالعشرين عندما تم بالنون فنصب الغلام، كذلك اسم الإشارة تم بخبره وصار كلاما تاما كالعشرين فنصب الحال (مقبلا)

لذلك أرجح أن نصب الخل يختلف عن نصب الخز في مثالي سيبويه، فالخز كان جنسا للجبة نفسها أما الخل فلم يكن جنسا للراقود، إنما كان جنسا لما كان في الراقود، فلو قلت: هذا راقودك خزفا، وأنت تريد أنه مصنوع من الخزف صار مثل الخز في النصب على الحال، ولو قلت: هذا شرابك خلا، لكان نصب الخل على الحال عند سيبويه، أما المقدار فإن ما يبينه نصبٌ على التبيين أو التمييز .. والله أعلم ..

وللبحث صلة إن شاء الله.

مع التحية الطيبة.

ـ[جلمود]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 07:59 م]ـ

بارك الله فيكم أستاذنا العزيز!

وفي انتظار الصلة الأخرى.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 10:25 م]ـ

شيخنا الجليل د. بهاء الدين حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا يبين سيبويه أن أسماء الأجناس لا تكون نعوتا تابعة للمنعوت، كأسماء الفاعلين وغيرها مما يعمل عمل الفعل، ولكنهم إذا أتبعوها بأن تلي ما يُرفَع أو ما يُنصَب أو ما يُجرّ، فإنها تنتصب على الحال إن كانت جنسا لمتبوعها، فما جاء بعد ما يرفع: هذه جبتك خزا، وما جاء بعد ما ينصب: رأيت جبتك خزا، وما جاء بعدما يجر: مررت بجبة زيد خزا، وكذا الأمر لو كانت الجبة نكرة، فالنصب في الخز أقوى من الإتباع على النعت.

أليس الأقرب إلى مراد سيبويه أن يكون أراد (ما يَنصب ويَرفع وما يَجُر) ولا سيما أنه عقب في العبارة نفسها على النصب والرفع والجر على الترتيب بقوله ( ... والحال مفعول فيها، والمبنيّ على المبتدأ بمنزلة ما ارتفع بالفعل، والجار بتلك المنزلة، يجرى في الاسم مجرى الرافع والناصب)؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير