تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أي أنه يريد أن نجريه كما أجراه الفصحاء فيكون إما منصوبا على الحال بعد الناصب أي العامل في الحال، أو مرفوعا بعد الرافع وهو المبتدأ فيكون مبنيا عليه، أو بعد ما يجر فيكون مجرورا بالحرف أو الإضافة، ولا سيما أنه قال في آخر العبارة (الجار، الرافع، الناصب) ما يفهم منه أنه أراد المعنى نفسه في قوله (ما ينصب ويرفع وما يجر).

يبقى الفصل في وجه النصب في نحو: هذا راقود خلا، فالظاهر أن سيبويه سوى بينه وبين النصب في: هذه جبتك خزا، لأنه أورده في الباب نفسه، ولكني أرى أنه أنه يفرق بين الأمرين، لأنه لم يصرح بتساويهما، ولأن الراقود مثل المقادير وما بعد المقادير ليس منصوبا على الحال عند سيبويه، وإنما هو منصوب على التبيين ولم يستعمل سيبويه مصطلح التبيين ولا التمييز، وإنما كل ما كان منصوبا مثل نصب الدرهم بالعشرين في نحو: عندي عشرون درهما، أي ما كان المراد به بيان الإبهام = فهو تمييز.

قال سيبويه في موضع آخر من الكتاب:

" ولم يُجز يونس والخليل رحمهما الله كم غِلماناً لك، لأنك لا تقول عشرونَ ثياباً لك، إلا على وجه لك مائةٌ بيضاً، وعليك راقودٌ خَلا. فإن أردت هذا المعنى قلت: كم لك غِلماناً، ويقبح أن تقول كم غلماناً لك؛ لأنه قبيح أن تقول: عبد الله قائماً فيها، كما قبح أن تقول قائماً فيها زيدٌ"

فهو يمنع انتصاب (غلمانا) في (كم غلمانا لك) على التمييز لامتناع نصب (ثيابا) في (عشرون ثيابا لك).

ثم يستثني من المنع أن يكون على وجه (لك مائة بيضا، عليك راقود خلا) ويفهم من هذا أن النصب هنا على وجه آخر غير التمييز.

ثم قال: فإن أردت هذا المعنى أي الوجه الآخر قلت: (كم لك غلمانا) وهذا معناه أن (كم لك غلمانا، لك مائة بيضا، عليك راقود خلا) كلها من وجه واحد هو وجه الحال.

ولما كان هذا لا يجوز عنده على التمييز وإنما على الحال نجده قاس امتناع (كم غلمانا لك) على امتناع (عبدالله قائما فيها) وهذا يعني ضمنا جواز (كم لك غلمانا) لجواز (فيها عبد الله قائما) وهنا يكون لـ (غلمانا) حكم (قائما).

ولما كان قد صرح أن (كم لك غلمانا) هي على وجه (عليك راقود خلا) ثم جعل ضمنا (كم لك غلمانا) على وجه (فيها عبد الله قائما) تبين من ذلك أن انتصاب (خلا) في قوله (عليك راقود خلا) إنما هو على الحال، ومثله (هذا راقود خلا) في مسألتنا هنا. والله أعلم.

تحياتي ومودتي.

ـ[جلمود]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 08:09 م]ـ

بارك الله في شيخنا الأغر وأستاذنا المعشي!

استعجلت يا علي:

أمهل الشيخ حتى يفرغ من مقالته كاملة، ثم نناقشه.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 08:17 م]ـ

شيخنا الجليل د. بهاء الدين حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أليس الأقرب إلى مراد سيبويه أن يكون أراد (ما يَنصب ويَرفع وما يَجُر) ولا سيما أنه عقب في العبارة نفسها على النصب والرفع والجر على الترتيب بقوله ( ... والحال مفعول فيها، والمبنيّ على المبتدأ بمنزلة ما ارتفع بالفعل، والجار بتلك المنزلة، يجرى في الاسم مجرى الرافع والناصب)؟

أي أنه يريد أن نجريه كما أجراه الفصحاء فيكون إما منصوبا على الحال بعد الناصب أي العامل في الحال، أو مرفوعا بعد الرافع وهو المبتدأ فيكون مبنيا عليه، أو بعد ما يجر فيكون مجرورا بالحرف أو الإضافة، ولا سيما أنه قال في آخر العبارة (الجار، الرافع، الناصب) ما يفهم منه أنه أراد المعنى نفسه في قوله (ما ينصب ويرفع وما يجر).

.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياكم الله أخي الكريم ولكم الشكر على هذه المباحثة المفيدة

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 08:49 م]ـ

شيخنا الجليل د. بهاء الدين حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أليس الأقرب إلى مراد سيبويه أن يكون أراد (ما يَنصب ويَرفع وما يَجُر) ولا سيما أنه عقب في العبارة نفسها على النصب والرفع والجر على الترتيب بقوله ( ... والحال مفعول فيها، والمبنيّ على المبتدأ بمنزلة ما ارتفع بالفعل، والجار بتلك المنزلة، يجرى في الاسم مجرى الرافع والناصب)؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير