تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يبدو لي أنّ تعدد الأمثلة وتنوعها كان مقصودًا لأمرين: الأول أن في الأمثلة الثلاثة الأخيرة ما يمكنُ أن يُفهمَ منه انقضاء الحدث (انقطاعه) أي أن اسم الفاعل فيها يدل على المضي لا على الحال أو الاستقبال.

أما الأمر الثاني: فلعلّ سيبويه أراد أن يُبيّن أنّ عدم عملِ اسم الفاعل عملَ فعله مقتصِر على نصب المفعول به (من وقع عليه الحدث)، أما بقية متعلقات الفعل فباقية من حيث تعلُُّقها باسم الفاعل كالظرف والجار والمجرور والمفعول المطلق.

والحمدلله أولا وآخرًا ..

ـ[بدر الخرعان]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 07:44 م]ـ

سلام عليكم ... زادكم الله علما

قال سيبويه 171/ 1 تحقيق عبدالسلام في الباب السابق أيضا: (

فإذا أخبر أن الفعل قد وقع وانقطع فهو بغير تنوين البتة، لأنه إنما أجري مجرى الفعل المضارع له كما أشبهه الفعل المضارع في الإعراب، فكل واحد منهما داخل على صاحبه، فلما أراد سوى ذلك المعنى جرى مجرى الأسماء التي من غير ذلك الفعل، لأنه إنما شبه بما ضارعه كما شبه به في الإعراب، وذلك قولك: هذا ضاربُ عبدِالله وأخيه. وجه الكلام وحدُّه الجر، لأنه ليس موضعًا للتنوين، وكذلك قولك: هذا ضاربُ زيدٍ فيها وأخيه، وهذا قاتلُ عمرٍو أمس ِ وعبدِالله، وهذا ضاربُ عبدِالله ضربًا شديدًا وعمرٍو).

هاهنا أسئلة:

ما معنى (قد وقع وانقطع)؟

ما معنى (فكل واحد منهما داخل على صاحبه)؟

ما معنى (فلما أراد سوى ذلك الفعل)؟

مثّل سيبويه بأمثلة متنوعة:

(هذا ضاربُ عبدِالله وأخيه + هذا ضاربُ زيدٍ فيها وأخيه + هذا قاتلُ عمرٍو أمس ِ وعبدِالله + هذا ضاربُ عبدِالله ضربًا شديدًا وعمرو) لماذا هذا التنويع بالأمثلة؟

- كيف كان حكم سيبويه على هذه الأمثلة بأن (وجه الكلام وحده الجر)؟

هذه أسئلة متنوعة آمل أن نثريَ الحوار فيها؛ لأنها متصلة بقطعة ستأتي لاحقا، وهي أدق من هذه، وأكثر عمقا. ومتواصلون مع أبي بشر

سأجتهد في هذه الأمثلة:

مثّل سيبويه بأمثلة متنوعة:

((1) هذا ضاربُ عبدِالله وأخيه + (2) هذا ضاربُ زيدٍ فيها وأخيه + (3) هذا قاتلُ عمرٍو أمس ِ وعبدِالله + (4) هذا ضاربُ عبدِالله ضربًا شديدًا وعمرو) لماذا هذا التنويع بالأمثلة؟

في المثال الأول ربما يحتمل الأزمنة كلها لكنه يتعين فيه الجر، لأن النصب يكون فيه لبس من حيث رجوع الضمير في (أخيه) أعائد على (عبد) أم لفظ الجلالة. والثاني هنا مع توسط الجار والمجرور الدال على المكان وجب العطف على العامل من غير تقدير أما دلالة الزمن فهو غير معين.

الثالث: واضح لوجود أمس. فالمعطوف واجب الجر على رأي سيبويه للدلالة على الماضي.

الرابع: توسط المفعول المطلق بين المعطوفين يجعل العامل واحدا، لكن لا يدل على زمن معين.

وهناك رأي لا أعرف إن كان فيه نوع من الصحة. وهو توسط الجار والمجرور مثل ما ذكر سيبويه وتوسط المفعول المطلق بين المتعاطفين. يدل على أنهما في زمن معين وما دام أنه غير عامل عمل الفعل في الأول منهما فيتعين عدم العمل في الثاني وهذا يدل على الماضي؛ لأنه لو أراد غير ذلك لأخرهما أو جعله يعمل في الأول. والله تعالى أعلم ...

ـ[د. علي]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 07:49 م]ـ

عفوًا، بقي أمر غفلت عنه بالنسبة لتعدد الأمثلة، وهو التأكيد على عدم عمل اسم الفاعل عمل فعله بالعطف بالجر على المضاف إليه بدون فصل كما في المثال الأول، وبالفصل بالظرف أو الجار والمجرور أو بغيرهما كما في الأمثلة الثلاثة الأخرى.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 03:15 ص]ـ

جزاك الله خيرًا يا دكتور علي.

ولا أنسى أخي بدرًا، فقد كانت محاولته رائعة ومشاركته معنا ماتعة.

قد أجبت وأحسنت في تعليقك الأخير يا دكتور علي، ولنا في غدٍ نص آخر فشمّر، ففي هذا الباب روعة وجمال ودقة أستلذها والله.

إن كان في العمر بقية فسوف أطرح غدا مسألة الأقوى والأحسن في هذا الباب، وردت مرة للجر ومرة أخرى للنصب علمًا بأن الأمثلة هي هي، ولكن الحكم اختلف، وهنا يكمن السؤال والمتعة النحوية السيبويهية، وأنتظر بلهفة أحبابنا جلمودًا د. بهاءَ الدين عليا المعشي.

ـ[جلمود]ــــــــ[04 - 03 - 2009, 12:11 ص]ـ

بارك الله في أساتذتي الأعزاء: عليّ وعبدالعزيز وبدر!

لله دركم فقد زينتم الصفحة بكلماتكم بله حضوركم!

إن كان في العمر بقية فسوف أطرح غدا مسألة الأقوى والأحسن في هذا الباب ...

ننتظرك وننتظر طرحك!

ـ[جلمود]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 04:34 م]ـ

سلام الله عليكم،

أُشكل عليّ هذا الموضع، لاسيما علاقته بما قبله بله علاقته بموضوع الباب:

هذا باب الفاعل الذي لم يتعده فعله إلى مفعول والمفعول الذي لم يتعد إليه فعل فاعل ولم يتعده فعله إلى مفعول آخر والفاعل والمفعول في هذا سواء، يرتفع المفعول كما يرتفع الفاعل؛ لأنك لم تشغل الفعل بغيره وفرغته له، كما فعلت ذلك بالفاعل. فأما الفاعل الذي لا يتعداه فعله فقولك: ذهب زيدٌ وجلس عمروٌ. والمفعول الذي لم يتعده فعله ولم يتعد إليه فعل فاعل فقولك: ضُرب زيد ويُضرب عمرو. فالأسماء المحدث عنها والأمثلة دليلة على ما مضى وما لم يمض من المحدث به عن الأسماء وهو الذهاب والجلوس والضرب وليست الأمثلة بالأحداث ولا ما يكون منه الأحداث وهي الأسماء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير