الأول أنه إذا لم تكن الإضافة هنا لفظية، فهل يتعرف ضارب في قولنا: هذا ضارب زيد أمس؟
الثاني: كيف يعمل ضارب -وقد سلب الشبه بالفعل- في الظرف والمفعول المطلق؟
مع التحية الطيبة.
:::
أخي الكريم الأستاذ الفاضل د. بهاء وفقه الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تعلَمُ أخي الكريم أنَّ نظرية العامل وغيرها من النظريات التي تُفسَّرُ بها الظواهر اللغوية داخلة في فلسفة العلم، ومع وضوح التأثُّر والتأثير بين بعض العناصر اللغوية في الكلام (بالفعل) تبقى نظرية العامل نظرية فلسفية من حيثُ مبادؤها التي يعتمدُ عليها من يبرزُ لتفسير الظاهرة اللغوية، ومن هذه المبادئ القول بأنّ بعض الكلم يعمل لشبهه بالفعل.
أخي الكريم، النصوص اللغوية التي تحوي اسم فاعل كالأمثلة التي مثَّل بها سيبويه نحو: هذا ضارب زيدٍ ضربًا شديدًا، تدلُّ على أنَّ بقية متعلقات اسم الفاعل من الأسماء المعربة بعلامات إعراب ظاهرة تجيء بالحكم نفسه الذي تجيء به على الرغم من عدم نصب المفعول به في المعنى على كل حال، وإذا عدنا إلى تفسير الظاهرة بنظرية العامل لا نجد عاملا في متعلقات اسم الفاعل سوى اسم الفاعل، فما ناصب المفعول المطلق أو الظرف في مثال سيبويه: هذا ضارب زيدٍ ضربًا شديدًا؟
ثمّ إذا تأمَّلنا كلام بعض النحاة عن أنّ أدنى معنى يُمكنُ أن يجعل كلمة تعمل مأخوذ به، فلفظ الحدث باق في اسم الفاعل بمعناه في الأزمنة الثلاثة (الماضي والحال والاستقبال)، ولفظ الحدث أقوى في ظني من معنى الحدث الذي يشير بعض النحاة بأنّ اسم الإشارة يعمل لتضمنه معنى الإشارة (الحدث)؛ لذا قلت إنَّه يُمكن أن يُفهم من تمثيل سيبويه بالأمثلة المختلفة بيان أن عدم عمل اسم الفاعل الدال على المضي إنما يكون بعدم نصبه للمفعول به في المعنى، أما بقية معمولاته فعمله فيها باق.
ومع كل ذلك أوافقك القول بأنَّ المسألة تحتاج إلى تحقيق وتدقيق.
شكر الله لك.
ودمت بخير.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 07:53 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
لذا قلت إنَّه يُمكن أن يُفهم من تمثيل سيبويه بالأمثلة المختلفة بيان أن عدم عمل اسم الفاعل الدال على المضي إنما يكون بعدم نصبه للمفعول به في المعنى، أما بقية معمولاته فعمله فيها باق.
ماذا تقول في قولنا: هذا معطي زيدٍ أمس درهما؟ ألم ينصب اسم الفاعل هنا مفعولا به؟
إن قلت: هو منصوب بفعل مقدر، أي: أعطاه درهما فلم لا تعلق (أمس) بفعل مقدر أيضا؟
مع التحية الطيبة.
ـ[د. علي]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 04:06 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
ماذا تقول في قولنا: هذا معطي زيدٍ أمس درهما؟ ألم ينصب اسم الفاعل هنا مفعولا به؟
إن قلت: هو منصوب بفعل مقدر، أي: أعطاه درهما فلم لا تعلق (أمس) بفعل مقدر أيضا؟
مع التحية الطيبة.
:::
أخي الحبيب د. بهاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لنفترض أنَّ الجملة التي أوردتها تكلَّم بها عربيٌّ في عصور الاستشهاد، فما الداعي إلى أن نقدِّرَ الفعلَ ناصبًا؟
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 04:58 م]ـ
:::
أخي الحبيب د. بهاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لنفترض أنَّ الجملة التي أوردتها تكلَّم بها عربيٌّ في عصور الاستشهاد، فما الداعي إلى أن نقدِّرَ الفعلَ ناصبًا؟
أخي الكريم
إنما أوردت هذا السؤال لأنك ذكرت أن اسم الفاعل إذا كان ماضيا زمنه لا يعمل في المفعول به ويعمل في الظرف والمفعول المطلق، فأتيت لك بمثال ظاهره أن اسم الفاعل نصب المفعول به، وذلك في قولنا: هذا معطي زيد أمس درهما، فإذا جعلنا اسم الفاعل عاملا في الدرهم فقد نصب مفعولا به، وأنت ذكرت استنتاجا من كلام سيبويه أنه لا ينصب المفعول به، وهنا نصب المفعول به، فقدرت أنك ربما تجيب بأن نصب الدرهم بفعل محذوف، فقلت لك فليكن نصب الظرف بفعل محذوف، وهذا كله أوردته على كلامك الذي مؤداه أن اسم الفاعل إذا كان بمعنى المضي لا يعمل في المفعول به ويعمل في الظرف والمفعول المطلق. فتأمل.
مع التحية الطيبة.
ـ[د. علي]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 07:11 م]ـ
أخي الكريم
إنما أوردت هذا السؤال لأنك ذكرت أن اسم الفاعل إذا كان ماضيا زمنه لا يعمل في المفعول به ويعمل في الظرف والمفعول المطلق، فأتيت لك بمثال ظاهره أن اسم الفاعل نصب المفعول به، وذلك في قولنا: هذا معطي زيد أمس درهما، فإذا جعلنا اسم الفاعل عاملا في الدرهم فقد نصب مفعولا به، وأنت ذكرت استنتاجا من كلام سيبويه أنه لا ينصب المفعول به، وهنا نصب المفعول به، فقدرت أنك ربما تجيب بأن نصب الدرهم بفعل محذوف، فقلت لك فليكن نصب الظرف بفعل محذوف، وهذا كله أوردته على كلامك الذي مؤداه أن اسم الفاعل إذا كان بمعنى المضي لا يعمل في المفعول به ويعمل في الظرف والمفعول المطلق. فتأمل.
مع التحية الطيبة.
أخي الكريم د. بهاء وفقه الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لعلك تعود إلى نصّ عبارتي قبل ثلاث مشاركات أعلاه وتتأمل أني لم أقل ما ذكرتَه أنت حفظك الله، وأني عنيت بكلامي ما كتبتُه.
أما سؤالك فالذي يظهرُ لي (إذا افترضنا أنَّ مثالك تكلِّم به عربي في عصور الاستشهاد مع ما يُمكنُ أن يُفهم من تنويع سيبويه للأمثلة التي ساقها الأخ الكريم عبد العزيز العمار) هو أنَّ اسم الفاعل المتضمن الدلالة على زمن ماضٍ إنما يُضاف إلى المفعول به، والمفعول به دون وصفه بأول أو ثان أقرب ما يُفهم منه أنه المفعول به لفعل يتعدى إلى مفعول به واحد (وفي أمثلة سيبويه اسمُ الفاعل من فعل يتعدى إلى مفعول به واحد)، أما المفعول به الثاني لاسم فاعل من فعل يتعدّى إلى مفعولَين فهو (من وجهة نظري) كبقية متعلقات اسم الفاعل بعد إضافة اسم الفاعل إلى المفعول الأول، ولا يُمكنُ إضافة اسم الفاعل إلى مفعولين لسبب بسيط هو أن نظام العربية التركيبيّ لا يسمح بذلك.
وشكر الله لك.
¥