ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 10:38 م]ـ
الأستاذ الفاضل الدكتور علي
هذا نصك:
:::
أما الأمر الثاني: فلعلّ سيبويه أراد أن يُبيّن أنّ عدم عملِ اسم الفاعل عملَ فعله مقتصِر على نصب المفعول به (من وقع عليه الحدث)، أما بقية متعلقات الفعل فباقية من حيث تعلُُّقها باسم الفاعل كالظرف والجار والمجرور والمفعول المطلق.
والحمدلله أولا وآخرًا ..
وهذا ما قلته:
إنما أوردت هذا السؤال لأنك ذكرت أن اسم الفاعل إذا كان ماضيا زمنه لا يعمل في المفعول به ويعمل في الظرف والمفعول المطلق
أليس الدرهم قد وقع عليه الحدث وهو الإعطاء، فهو مفعول به ولو كان ثانيا.
أما قولك:
أما المفعول به الثاني لاسم فاعل من فعل يتعدّى إلى مفعولَين فهو (من وجهة نظري) كبقية متعلقات اسم الفاعل بعد إضافة اسم الفاعل إلى المفعول الأول
فلا يصح لأنه لو صح أن يكون المفعول الثاني مثل بقية المتعلقات أي مثل المفعول المطلق والظرف لصح أن يتعدى الفعل اللازم للمفعول الثاني لأن الفعل اللازم يتعدى للمفعول والمطلق والظرف.
ثم إن مثالي مأخوذ من سيبويه، فقد قال في هذا الباب نفسه:
فمن ذلك قوله جل ثناؤه: " وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ".
وكذلك إن جئت باسم الفاعل الذي تعدى فعله إلى مفعولين وذلك قولك: هذا معطى زيد درهما وعمرو، إذا لم تجره على الدرهم، والنصب على ما نصبت عليه ما قبله. وتقول: هذا معطى زيد وعبدَ الله. والنصب إذا ذكرت الدرهم أقوى، لأنك " قد " فصلت بينهما.
مع التحية الطيبة.
ـ[د. علي]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 08:32 م]ـ
الأستاذ الفاضل الدكتور علي
هذا نصك:
وهذا ما قلته:
أليس الدرهم قد وقع عليه الحدث وهو الإعطاء، فهو مفعول به ولو كان ثانيا.
أما قولك:
فلا يصح لأنه لو صح أن يكون المفعول الثاني مثل بقية المتعلقات أي مثل المفعول المطلق والظرف لصح أن يتعدى الفعل اللازم للمفعول الثاني لأن الفعل اللازم يتعدى للمفعول والمطلق والظرف.
ثم إن مثالي مأخوذ من سيبويه، فقد قال في هذا الباب نفسه:
مع التحية الطيبة.
:::
أخي الكريم د. بهاء وفقه الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أولاً: جزاك الله خيرًا فقد نبهت إلى خطأ أراه جسيمًا بعبارتي (من وقع عليه الحدث) في اقتباسك الأول، فهي لا تخص مفعولاً به دون آخر، وهو ما لا أريده.
ثانيًا: جزاك الله خيرا على استشهادك بالآية الكريمة وهو ما كنت أنتظره منك فمثلك يستشهد.
ثالثًا: آمل أن تلتفت إلى أنَّ اقتباسك الأول كان جزءًا من إجابة عن تساؤل أخينا عبدالعزيز العمار، إذ تساءل عن تفسير مراد سيبويه من ذكر أمثلة متعددة وردت فيها متعلقات مختلفة باسم الفاعل بعد إضافته إلى مفعوله في المعنى (لماذا نوع سيبويه الأمثلة؟)، فكان ذلك السطر محاولة لتفسير سبب ذلك التنويع. وآمل أن تلتفت إلى (الباب الواسع للاحتمال) الذي تفيده كلمة (لعلَّ ... ) في صدر ذلك السطر المقتَبَس، فهو تفسير يحتمل الصحة والخطأ، وأنا لا أميل إلى القطع بتفسيرٍ ما لمراد سيبويه إلا إذا كان هناك ما يُثبتُ القطع به.
رابعًا: في مشاركتي السابقة في هذه النافذة (قبل مشاركتك الكريمة) تفسير ما أردته، إذ أميل إلى أنَّ المفعول به حين يُطلق دون وصفه بأول أو ثان يعني المفعول به في جملة فعلية مؤلفة (منطوق بها بالفعل) الفعل فيها يتعدى إلى مفعول به واحد، أما وصف المفعول به بأول أو ثانٍ فيكون في جملة تعدى فعلها إلى مفعولين أو أكثر.
خامسًا: أُعيدُ هنا ما أفهمُه من تنويع سيبويه للأمثلة بعبارة أكثر دقةً، وهو أنّ اسم الفاعل الدال على المضيّ حين يُضاف إلى مفعوله في المعنى يعمل في بقية مفعولاته بعد ذلك. وأعتمِدُ في هذا الفهم على التركيب الصرف، فاسم الفاعل من فعل يتعدى إلى مفعولين يضاف على مفعوله الذي يليه وينتصب مفعوله الآخر مثل بقية المفاعيل، لسبب بسيط هو أنَّ نظام العربية لا يسمح لاسمٍ واحد أن يُضاف مرتين في تركيب واحد. ومما يؤيدُ هذا الفهمَ ما نقله أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط) عن السيرافي بعد أن أورد القراءات للآية الكريمة المستشهَد بها ورأي بعض النحاة، قال عن اسم الفاعل فيها: "والظاهرُ أنه ماضٍ، ولا يعمل عند البصريين، فانتصاب (سكنًا) على إضمار فعل، أي يجعله سكنًا باسم الفاعل، هذا مذهبُ أبي عليّ فيما انتصب مفعولاً ثانيًا بعد اسم فاعل ماضٍ، وذهب السيرافيُّ إلى أنَّه ينتصب باسم الفاعل وإن كان ماضيًا؛ لأنَّه لما وجبت إضافته إلى الأوَّل لم يكن أن يُضافَ إلى الثاني، فعملَ فيه النصب وإن كانَ ماضيًا" البحر المحيط ج4/ 190.
سادسًا: اسمح لي بهذه، أنا لا أميل إلى ما استنتجته بشأن الفعل اللازم، ولي في التركيب المجرّد للجملة الفعلية كلامٌ جاء في أطروحة الدكتوراه، فيه ما يناقشُ هذا الأمر، ولعل الأطروحة ترى النور، عندها سأنقل الكلام هنا إن شاء الله.
وجزاك الله خيرًا لإثارتك المسألة، ولك وافر التقدير أخي الفاضل.
¥