تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفرق بين قوله تعالى: السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما، وقول الشاعر: وقائلة خولان فانكح فتاتهم، من حيث دخول الفاء على خبر المبتدأ واضح، فخولان اسم علم غير مقرون بفعل أو ما يشبه الفعل، أما (السارق) فهو بمنزلة (الذي سرق) بحسب قول سيبويه نفسه، حيث يقول:

هذا باب صار الفاعل فيه بمنزلة الذي فعل في المعنى، وما يعمل فيه

وذلك قولك: هذا الضارب زيداً، فصار في معنى " هذا " الذي ضرب زيداً، وعمل عمله، لأن الألف واللام منعتا الإضافة وصارتا بمنزلة التنوين. وكذلك: هذا الضارب الرجل، وهو وجه الكلام.

وبحسب كلام سيبويه أيضا أن الفاء يدخل على خبر الموصول بفعل للدلالة على أن ما بعد الفاء مسبب عما قبل الفاء، وذلك حيث يقول:

وسألته عن قوله: الذي يأتيني فله درهمان، لم جاز دخول الفاء ها هنا والَّذي يأتيني بمنزلة عبد اللَّه، وأنت لا يجوز لك أن تقول عبد الَّله فله درهما؟ فقال: إنَّما يحسن في الَّذي لأنه جعل الآخر جواباً للأوَّل، وجعل الأوّل به يجب له الدرهمان، فدخلت الفاء ها هنا، كما دخلت في الجزاء إذا قال: إن يأتني فله درهمان. وإن شاء قال: الذي يأتيني له درهمان، كما تقول: عبد الَّله له درهمان غير أنَّه إنما أدخل الفاء لتكون العطّية مع وقوع الإتيان، فإذا أدخل الفاء فإنما يجعل الإتيان سبب ذلك. فهذا جزاء وإن لم يجزم، لأنَّه صلة.

ومثل ذلك قولهم: كلّ رجل يأتينا فله درهمان. ولو قال: كلّ رجل فله درهمان كان محالاً، لأنه لم يجيْ بفعل ولا بعمل يكون له جوابٌ.

ومثل ذلك: " الذَّين ينفقون أموالهم بالَّليل والنَّهار سرَّاّ وعلانيةً فلهم أجرهم عند ربِّهم " وقال تعالى جدُّه: " قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم " ومثل ذلك: " إنّ الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثمَّ لم يتوبوا فلهم عذاب جهنَّم ولهم عذاب الحريق.

فلماذا سوّى سيبويه بين دخول الفاء على ما يفترض أن يكون الخبر في الآيات التي ذكرها، وبين دخول الفاء على ما لا يمكن أن يكون خبرا في البيت: وقائلة خولان فانكح ... ؟

هل فاته أن خولان يختلف عن (واللذان يأتيانها)؟

فكرت في هذا الأمر عدة أيام فاستبعدت أن يكون سيبويه قد غفل عن هذا الفرق الجلي، فلم عدل عن جعل الفاء داخلة على خبر المبتدأ في الآية لأن المبتدأ موصول بما يشبه الفعل، وجعله شبيها بخولان في عدم جواز دخول الفاء على خبره؟

الذي جعله يعدل عن ذلك ويسلك الآية والبيت في سلك واحد من كون الفاء غير داخلة على الخبر أمر خارج عن النص، وهو أن هذه الآيات فيها أحكام مفروضة من الله عز وجل وليست مثل الآيات الخبرية التي استشهد بها على جواز دخول الفاء على خبر الاسم الموصول، لذلك قدر الخبر (فيما يتلى عليكم في الفرائض) كما قدر مبتدأ لخولان، فقدّم سيبويه رحمه الله معنى التفسير على ما تقتضيه الصناعة النحوية، وهذا عكس ما ادعاه أحمد مكي الأنصاري من أن تحكم الصناعة النحوية هو الذي دفع سيبويه لتوجيه إعراب هذه الآية.

ولعل أخانا الدكتور سليمان يزيد الأمر وضوحا فيما يتعلق باتهام الأنصاري لسيبويه.

مع التحية الطيبة.

ـ[فاطمة الزهراء]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 04:05 م]ـ

السلام عليكم أيها الكرام

هل ركبتم البحر؟!

ولا وسع لركوبه ألا لمقتدر ...

فشكراً وبارك الله فيكم ....

فوائد وفرائد ههنا نرجو أدامتها من القائمين على هذا الصرح وبالخصوص الأستاذ الدكتور بهاء المحترم أعلى الله رتبه

وأرجو ان يكون باب إعراب الافعال المضارعة للأسماء مجال المداولة بين الأساتذة الأفاضل لحاجتي الماسة للتفصيل والنظر في تأويلات صاحب الكتاب والمسكوت عنه وما يفضي من مرجعياته ...

والحاجة هي في نواصب المضارع الكتاب ج3 ص 5 وما بعدها تح عبد السلام محمد هارون

ففي السطر الرابع: فأما الخليل فزعم أنها لا أن ...... ويقصد هنا (لن)

ونلحظ مخالفة سيبويه لأستاذه ...

مهما يكن من أمر .. أتشرف بأشراقة مدادكم سادتي وسأنتظر أفادة وأجادة ...

والله المستعان والمرجو لأسعادكم في الدارين

السلام عليكم ورحمة الله

ـ[بل الصدى]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 08:18 م]ـ

الأخت الكريمة فاطمة الزهراء

لعلك تحددين الموضع المشكل عندك فيما أحلت إليه، أما قولك: ففي السطر الرابع: فأما الخليل فزعم أنها لا أن ...... ويقصد هنا (لن) ونلحظ مخالفة سيبويه لأستاذه ...

فلهذا الخلاف نظائره في الكتاب، و الخلاف حول تأصيل لن هنا لا يغير شيئا مما هي عليه من العمل، و لك أن تستقصي شيئا عن هذا الخلاف في: الجنى الداني: 270، و المغني:1/ 284 - و ما بعدها.

آمل أن أكون قد أفدت بتطفلي هذا.

دمت موفّقة.

ـ[فاطمة الزهراء]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 04:06 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

الأستاذة الفضلى " بل الصدى "

بارك الله فيك ونفع بك ِ

رجوع للمسألة أن سمحت ِ ..

هل في - لن - مخالفة بين سيبويه وشيخه ... وأي الآراء سلك أهي المركبة أم البسيطة؟

فالسيرافي في شرحه نراه يثبت روايتيين للخليل في - لن - والكتاب يعرض واحده وهي المركبة ..

"" وروي عن الخليل روايتان في (لن) احداهما مثل القول الذي ذكرناه، (يقصد الشبيهة بأنْ الناصبة) والثانية أنها كانت (لا أنْ) فحذفت وخففت لكثرته، كما قالوا أيش وويلمّه والأصل أي شيء وويل لأمه.

ج 1 ص 81 شرح السيرافي تح رمضات عبد التواب واخرون ط2 2008 دار الكتب والوثائق القاهرة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير