ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 02:56 م]ـ
مرحبا
"ومما يضمر لأنه يفسره ما بعده ولا يكون في موضعه مظهر قول العرب إنه كرام قومك وإنه ذاهبة أمتك
فالهاء إضمار الحديث الذي ذكرت بعد الهاء كأنه في التقدير وإن كان لا يتكلم به قال إن الأمر ذاهبة أمتك وفاعلة فلانة فصار هذا الكلام كله خبرا للأمر فكذلك ما بعد هذا في موضع خبره "الكتاب2/ 176 (
هل التقدير هنا بمعنى الأصل المفترض غير الظاهر؟)
التقدير هنا تقدير معنى وتقدير إعراب في الوقت نفسه، فالضمير هنا يعود لمضمون الجملة التي بعد (إنه) وهذا المضمون متغير بتغير كلمات الجملة، فأتي سيبويه بكلمة مبهمة تدل على هذا المضمون المتغير، وهي كلمة (الأمر) فالضمير عائد للأمر الذي تدل عليه الجملة المفسرة للضمير,, وهذا الأمر اسم (إن).
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 03:23 م]ـ
"وتقول إن هذا الرجل منطلق فيجوز في المنطلق هنا ما جاز فيه حين قلت هذا الرجل منطلق إلا أن الرجل [هنا] يكون خبرا للمنصوب وصفة له وهو في تلك الحال يكون صفة لمبتدأ أو خبرا له
وكذلك إذا قلت ليت هذا زيد قائما ولعل هذا زيد ذاهبا وكأن هذا بشر منطلقا
إلا أن معنى إن ولكن لأنهما واجبتان كمعنى هذا عبد الله منطلقا وأنت في ليت تمناه في الحال وفي كأن تشبهه إنسانا في حال ذهابه كما تمنيته إنسانا في حال قيام
وإذا قلت لعل فأنت ترجوه أو تخافه في حال ذهاب
فلعل وأخواتها قد عملن فيما بعدهن عملين الرفع والنصب كما أنك حين قلت ليس هذا عمرا وكان هذا بشرا عملنا عملين رفعنا ونصبنا كما قلت ضرب هذا زيدا فزيدا ينتصب بضرب وهذا ارتفع بضرب ثم قلت أليس هذا زيدا منطلقا فانتصب المنطلق لأنه حال وقع فيه الأمر فانتصب كما انتصب في إن وصار بمنزلة المفعول الذي تعدى إليه فعل الفاعل بعدما تعدى إلى مفعول قبله وصار كقولك ضرب عبد الله زيدا قائما فهو مثله في التقدير وليس مثله في المعنى" 2/
148 (هل التقدير هنا بمعنى العمل؟ أو الحكم الإعرابي؟)
التقدير هنا بمعنى القياس أي: بين الحالين مساواة في الحكم:
هذا الرجل منطلق، يجوز أن تجعل الرجل خبرا وتنصب منطلقا على الحال: هذا الرجل منطلقا، وهذا يشبه: جاء زيد راكبا. (جاء) يقابل (هذا) و (زيد) يقابل الرجل، و (راكب) يقابل (منطلقا)
إن هذا الرجل منطلق، يجوز أن تجعل الرجل خبرا لإن وتنصب منطلقا على الحال: إن هذا الرجل منطلقا، وهذا يشبه: ضرب عبد الله زيدا قائما. (ضرب) يقابل (إن) و (عبد الله) يقابل (هذا) و (زيد) يقابل (الرجل) و (قائم) يقابل (منطلقا)
فالجملة الاسمية هنا مثل الفعلية في عدد عناصرها فهي مثلها في التقدير الإعرابي لا التقدير المعنوي، أي متساويتان في مجيء الحال بعد تمام عناصرهما المتساوية في العدد.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 03:43 م]ـ
النصوص المتعلقة بالبنية يجمعها في ظني شيء واحد، فكأن المراد بها الوزن، لكن التدقيق في كلامه يجعل المتأمل لا يسلم بهذا القول، ومما يلاحظ على هذه النصوص أو جلها أنه لم يستعمل فيها التقدير إلا لما فيه همزة- غالبا-،ثم إنه في التقدير يبقي على حروف الكلمة ولا يذكر من أحرف الميزان إلا العين حتى لو كان موضع الهمزة لاما، والغريب أن وزن الكلمة غالبا يخالف التقدير الذي ذكره بنص كلامه أحيانا، أوبنصوص نحاة آخرين كما يتبين فيما يلي:
-"وسألت الخليل عن فعللٍ من جئت فقال جيأىً وتقديرها جيعاً كما ترى " كتاب سيبويه ج 3 ص 552
هذا أمر متعلق برسم الهمزة ونطقها، فالهمزة لم تكن لها صورة أو رسم كالذي هو معروف الآن، كانت تكتب ألفا أو واوا أو ياء، لذلك لا نجد لها رسما مستقلا بين حروف الهجاء: ألف، باء، تاء .. لا يوجد حرف اسمه همزة، فالهمز كان أمرا صوتيا يعتور الألف أو الواو أو الياء، لذلك كانوا يذكرون هذه الأمثلة ويضعون مكان الهمزة العين لقربها لها في المخرج، ثم استغنوا عن ذلك بأن رسموا الهمزة على صورة عين صغيرة، فلم يعودوا بحاجة بعد ذلك أن يقولوا: جيأى على تقدير جيعى، لوجود العين الصغيرة على الألف. إلا من أراد التأكيد على همز الألف بعد الياء.
فهذا الذي يذكره سيبويه ليس ميزانا صرفيا، وإنما هو تمثيل لكي يؤكد حصول الهمز في حرف العلة المهموز.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 03:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل الأغر الدكتور بهاء الدين - سلمه الله وزاده علماً وعملاً، وبقية الإخوة والأخوات الكرام في منتدى الفصيح.
ها أنا ذا عدت بعد غياب طويل لأنشغل معكم بأبي بشر وأنال معكم من كنوزه مستنبطاً معكم الجواهر واللآلي والدرر المدفونة تحت ثرى كتابه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
مرحبا وأهلا وسهلا بأبي بشر .. حياكم الله .. نورتم هذه النافذة بحضوركم .. وزينتموها بهذه اللالئ الثمينة التي علقتموها على أعمدة الكتاب المرمرية الشامخة ..
سأعود لمشاركتك إن شاء الله
¥