تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سديم الديم]ــــــــ[23 - 07 - 2010, 03:39 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

أستاذنا المفضال .. د/ بهاء ..

أجزل الله لكم المثوبة ..

ها هنا بعض النصوص التي استوقفتني في مفهوم الاتساع عند سيبويه -وقد استضأت في هذا الشأن ببحثكم في هذا الموضوع-، حيث حار فهمي القاصر في إدراك مدلولها؛ لما تبدى في ظاهرها من تعارض:

-" وتقول: مُطِرَ قومُك اللَّيلَ والنهارَ، على الظَّرف وعلى الوجه الآخَر. وإن شئت رفعته على سَعَةِ الكلام، كما قال: صِيدَ عليه اللَّيلُ والنهارُ، وهو نهارُه صائمٌ وليلُه قائمٌ، ... فكأنَّه في كلَّ هذا جَعل الليلَ بعضَ الاسمِ.

- هل يفهم من قوله: "فكأنَّه في كلَّ هذا جَعل الليلَ بعضَ الاسمِ. " تفسير المعنى أم تقدير الإعراب؟

وقال آخر:

أَمَّا النَّهارُ ففي قَيدٍ وسِلْسِلَةٍ

والليلُ في قَعرِ مَنْحوتٍ من السَّاج

فكأَنه جَعل النَّهارَ في قيدٍ، والليلَ في بطن منحوتٍ، أو جعلَه الاسمَ، أو بعضَه." ([1] ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?21111- تَفْسِيرُ-المُشْكِلِ-مِنْ-كَلامِ-سِيبَوَيْه/ page17#_ftn2)).

الأمر الأول:

كأن قوله يوحي بثلاث تفسيرات لم أتبين ماذا يقصد بها:

1 - (فكأَنه جَعل النَّهارَ في قيدٍ، والليلَ في بطن منحوتٍ) هل هذا من المجاز المرسل ذي العلاقة الزمانية؟

2 - (أو جعلَه الاسمَ) هل المراد التشخيص .. وهل يختلف عن المجاز عندئذ؟

3 - (أو بعضَه) أظن المراد هنا تقدير المضاف؛ أي صاحب النهار، وصاحب الليل.

والموجود في كتب النحو الإشارة إلى المجاز أو المبالغة كوجه، وتقدير المضاف كوجه آخر، ويضاف وجه آخر إن أمكن تأويل الجامد بالمشتق، وهو ما لا أظن عدم وروده هنا.

فهل يرد القول الأول (فكأَنه جَعل النَّهارَ في قيدٍ، والليلَ في بطن منحوتٍ) إلى الثاني (جعلَه الاسمَ) فيكون من قبيل المجاز أو التشبيه أو التشخيص، أم أنه يختلف عنها؟

ثم لو سلمنا بأن الأول يرجع إلى الثاني،، فكأنه يفهم من قوله: "جعلَه الاسمَ، أو بعضَه " -بذكر (أو) -أنهما وجهان متغايران يدل الأول على المجاز والمبالغة، والثاني لا يدل عليها – كما صرح بذلك عدد من النحويين-، وكما أشار إليه الرماني من جعل مقصوده ب (جعله الاسم): التشبيه والمجاز، (وبعض الاسم): تقدير مضاف محذوف، وهو تقدير إعراب، مع أنه في تقديره المحذوف في قوله::" كما تقول في الدهر: سيرَ عليه الدَّهرُ، وإنما تعني بعضَ الدهر، ولكنَّه يكثَّر. كما يقول الرجلُ: جاءني أهلُ الدنيا، وعسى أن لا يكونَ جاءه إلا خمسة، فاستَكثرهم." ([2] ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?21111- تَفْسِيرُ-المُشْكِلِ-مِنْ-كَلامِ-سِيبَوَيْه/ page17#_ftn3)). صرح بمعنى المبالغة، مع تقديره للمحذوف، فهنا كأن تقدير المحذوف لتفسير المعنى!

وفي قوله: وإِنْ شئتَ رفعت هذا كلَّه فجعلتَ الآخِرَ هو الأوّلَ، فجاز على سعة الكلام. من ذلك قولُ الخَنَساء:

تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ حتَّى إذا ادَّكرتْ

فإِنَّما هي إقبالٌ وإدبارُ

فجعلها الإِقبالَ والإِدبارَ، فجاز على سعة الكلام، كقولك نهارُك صائمٌ وليلك قائمٌ. ومثل ذلك قول الشاعر وهو متمَّم بن نُويرْة:

لَعَمْري وما دَهْرِي بتَأْبينِ هالِكٍ

ولا جَزَعٍ مما أصابَ فأَوْجَعَا

جَعَلَ دهرَه الجَزَعَ. والنصبُ جائزٌ على قوله فلا عيًّا بهنّ ولا اجتلابَا. وإنّما أراد: وما دهري دهرُ جزَعٍ، ولكنَّه جاز على سعة الكلام، واستَخفّوا واختَصروا كما فُعل ذلك فيما مضى." ([3] ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?21111- تَفْسِيرُ-المُشْكِلِ-مِنْ-كَلامِ-سِيبَوَيْه/ page17#_ftn6)).

في هذا النص إشكالان:

الأول: كلامه عن بيت الخنساء يوحي بأنه أخبر عن اسم الذات بالمعنى مجازا من دون تقدير مضاف محذوف، لكنه نظر له بقولهم: نهارُك صائمٌ وليلك قائمٌ، وهو ما عبر عنه بقوله: جَعل الليلَ بعضَ الاسمِ.، وهو ما يظهر أنه من تقدير الإعراب. فهل المضاف مقدر في بيت الخنساء أيضا، وهل يراد بتقديره تفسير المعنى أم تقدير الإعراب؟؟؟؟

الثاني: جعل السعة في بيت متمم مثلها في قول الخنساء، وقد فسر السعة في بيت متمم على تقدير المضاف دون أن يفرق بينهما فكأنهما وجه واحد، ممايشعر بأن تقدير المضاف فيه لتفسير المعنى في حين يشعر تقديره في بيت: أما النهار ... ، بأنه تقدير إعراب. فكيف يجمع بين هذه النصوص؟

هل يقال: إن تقدير المضاف موجود مع المجاز ويراد به تفسير المعنى، وموجود مع عدم المجاز وهو تقدير إعراب؟

[/ URL] (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?21111- تَفْسِيرُ-المُشْكِلِ-مِنْ-كَلامِ-سِيبَوَيْه/ page17#_ftnref1)([1]) الكتاب 1/ 160 - 161.

([2]) الكتاب 1/ 218. ويوافق السيرافي سيبويه في التحليل السابق، بل إنه حدد العلاقة التي تربط المعنى المجازي بالحقيقي بعبارة قريبة من عبارات البلاغيين، إذ يقول:" فيُجري اللفظ على الكل وهو يريد البعض". ينظر: شرح السيرافي 4/ 19

( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?21111- تَفْسِيرُ-المُشْكِلِ-مِنْ-كَلامِ-سِيبَوَيْه/ page17#_ftnref3)

[URL="http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?21111- تَفْسِيرُ-المُشْكِلِ-مِنْ-كَلامِ-سِيبَوَيْه/ page17#_ftnref6"]([3]) الكتاب 1/ 336 - 337.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير