ـ[ابنة العربية]ــــــــ[24 - 07 - 2010, 04:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال يختص بكتاب سيبويه:
في باب: إرادة اللفظ بالحرف الواحد 3/ 325
ذكر ابن طاهر الخدب تعليقا على قول سيبويه:" ولكنها جميعا بمنزلة: هل وقد و سوف"
ولم يتبين لي، أتمنى مساعدتي في فهم مراده
قال الأستاذ أبو بكر: "إن شاء لم يجعلها مثلها لمكان تكرير العامل وترك المَدّة وجعلها زائدة كزيادتها في (ذلك) وهو الوجه"
ما المراد من هذا القول؟
فرج الله همومكم، وأزال غمومكم، وشرح صدوركم، وسهل أموركم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 07 - 2010, 04:45 م]ـ
مرحبا أستاذة سديم ..
-" وتقول: مُطِرَ قومُك اللَّيلَ والنهارَ، على الظَّرف وعلى الوجه الآخَر. وإن شئت رفعته على سَعَةِ الكلام، كما قال: صِيدَ عليه اللَّيلُ والنهارُ، وهو نهارُه صائمٌ وليلُه قائمٌ، ... فكأنَّه في كلَّ هذا جَعل الليلَ بعضَ الاسمِ.
- هل يفهم من قوله: "فكأنَّه في كلَّ هذا جَعل الليلَ بعضَ الاسمِ. " تفسير المعنى أم تقدير الإعراب؟
(على الظرف) معروف، والوجه الآخر أن يكون النصب بتعدية الفعل بعد إسقاط في، لأن الأصل: مطر قومُك في الليل والنهار.
أما قوله: (فكأنَّه في كلَّ هذا جَعل الليلَ بعضَ الاسمِ.) فيعني كأنه جعل الليل بعض القوم مجازا في قولنا: مطر قومُك الليلُ والنهارُ، فكأنه قيل: مطر قومك ليلُهم ونهارُهم، بجعل الليل بدل بعض من القوم.
وكذلك: صيد عليه الليلُ والنهارُ، الأصل صيد عليه الوحشُ الليلُ والنهار، فكأنه جعل الليل بعض الوحش، أي: صيد عليه الوحش ليلُه ونهاره، بجعل الليل بدل بعض من الوحش، ولكن حذف الاسم وأقيم ما هو كبعضه بدلا منه لأنه لا يشكل.
وكذلك: هو نهارُه صائم، كأن النهار بدل بعض من (هو)،
فهذا معنى قوله كأنه جعل الليل بعض الاسم، والاسم هنا هو قومك في المثال الأول والوحش في المثال الثاني، و (هو) في المثال الثالث.
ويجوز أن تجعل البدل بدل كل من كل، فيجوز هنا أيضا أن نقول: كأنه جعل الليل الاسم.
أَمَّا النَّهارُ ففي قَيدٍ وسِلْسِلَةٍ
والليلُ في قَعرِ مَنْحوتٍ من السَّاج
فكأَنه جَعل النَّهارَ في قيدٍ، والليلَ في بطن منحوتٍ، أو جعلَه الاسمَ، أو بعضَه
هذا يعني: أنه جعل النهار في قيد مجازا، وكأن نهار السجين هو المسجون وليس السجين، أو أن الأصل: أما السجينُ النهارُ ففي قيد، بجعل النهار بدل كل من السجين، أو أن الأصل: أما السجين نهاره ففي قيد، بجعل النهار بدل بعض من السجين أيضا مجازا، فحذف السجين، فصار: أما نهاره ففي قيد، ثم حذف الضمير وناب عنه (ال) فصار: أما النهار ففي قيد، فـ (ال) هذه دالة على ضمير السجين المحذوف.
ففي حال إرادة قصد المبدل منه بالحكم، نكون قد جعلناه محكوما عليه مجازا، ففي قولنا: مطر قومك الليلُ والنهار، إن جعلنا البدل في حكم الاستئناف يكون التقدير: مطر قومك، مطر الليلُ والنهار، فجعلنا الليل ممطورا مجازا.
وإن جعلته بدل كل من كل بغير استئناف، فقد جعلنا الليل هو الاسم أي (القوم)، وإن جعلنا الليل بدل بعض من كل ليس على سبيل الاستئناف (مطر قومك ليلهم) فقد جعلنا الليل بعض الاسم، وعلى هذا تقاس بقية الأمثلة. وكل ذلك من المجاز.
أما بيت الخنساء فوجه الشبه بينه وبين هذا الأمثلة هو الاشتراك في المجاز على المعنى الأول في الأمثلة التي ذكرت، فكما جعلت الليل ممطورا، وجعلت الليل مصيدا، والنهار في قيد، جعلت الناقة هنا إقبالا وإدبارا، وكذلك بيت متمم جعل الدهر تأبينا وجزعا ..
ولكن هذين البيتين يختلفان عن تلك الأمثلة في تقدير المحذوف في جعل الاسم بدلا كل من كل او بعض من كل ففي تلك الأمثلة كان المحذوف مبدلا منه، وهنا المحذوف مضاف، ففي بين الخنساء المعنى: فإذا هي ذات إقبال، وفي بيت متمم: مادهر بدهر تأبين ولا دهر جزع ..
يعني في هذين البيتن لدينا احتمالان فقط: جعل الناقة إقبالا وإدبارا وكأنه مخلوقة من الإقبال والإدبار، وجعل الدهر جزعا، مجازا، أو تقدير مضاف محذف ناب عنه المضاف إليه، كما في (واسأل القرية) ..
أما في الأمثلة فكان لدينا ثلاثة احتمالات، فمثلا في: صيد عليه الليل، لدينا ثلاث معان:
جعل الليل مصيدا.
جعل الليل بدلا من الوحش بدل كل من كل.
جعل الليل بدل بعض من الوحش.
هذا ما تفضل الله به علي، مع التحية الطيبة.
¥