ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 07 - 2010, 01:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال يختص بكتاب سيبويه:
في باب: إرادة اللفظ بالحرف الواحد 3/ 325
ذكر ابن طاهر الخدب تعليقا على قول سيبويه:" ولكنها جميعا بمنزلة: هل وقد و سوف"
ولم يتبين لي، أتمنى مساعدتي في فهم مراده
قال الأستاذ أبو بكر: "إن شاء لم يجعلها مثلها لمكان تكرير العامل وترك المَدّة وجعلها زائدة كزيادتها في (ذلك) وهو الوجه"
ما المراد من هذا القول؟
فرج الله همومكم، وأزال غمومكم، وشرح صدوركم، وسهل أموركم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صواب قول سيبويه: (ولكنّهما جميعا بمنزلة (هل) و (قد) و (سوف))
والحديث عن (ال) التي تدخل على الأسماء فتعرفها، يعني أن الألف واللام يشكلان كلمة مستقلة، مثلما أن (قد) كلمة مستقلة فتدخل (ال) للتعريف وتخرج كما أن (قد) تدخل على الفعل وتخرج ..
أما قول الأستاذ أبي بكر:
إن شاء لم يجعلها مثلها لمكان تكرير العامل وترك المَدّة وجعلها زائدة كزيادتها في (ذلك)
فأظنه تعليق على البيت الذي استشهد به الخليل:
دع ذا وعجل ذا وألحقنا بذلْ ... بالشحم إنا قد مللناه بجل
فقد وجّه الخليل البيت بأن الشاعر وقف على (ال) عندما أراد أن يقول: بذا الشحم، فقال: بذل، ثم استأنف كلامه مبينا المحذوف من كلامه، فقال: بالشحم، وهذا دليل عنده على أن (ال) حرف مستقل ليس من بنية الاسم الذي تدخل عليه.
فأجاب أبو بكر بأن الشاعر أراد: بذلك، فحذف حرف المد من (ذلك)، وحذف الكاف، وسكن اللام، ثم أتى بالبدل: بالشحم، فكرر الباء العاملة، لأن حرف الجر قد يكرر مع البدل إن كان المبدل منه اسما مجرورا بالحرف.
وقوله: وترك المد: يعني لو كانت اللام في البيت من (ال) لقال: (بذلي) كما يقف من يريد أن يقول مثلا: القمر: ألي ... يقف هنا بالمد، ليتذكر الاسم الذي يريد أن يدخل عليه الألف واللام فيقول: ألي ..... قمر.
وبهذا فالبيت في نظر أبي بكر لا يقوم دليلا.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 07 - 2010, 01:50 م]ـ
تصحيح أخطاء طبعية
بين الخنساء=بيت الخنساء
ما دهر بدهر=ما دهري بدهر
وكأنه مخلوقة=وكأنها مخلوقة
ـ[ابنة العربية]ــــــــ[27 - 07 - 2010, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأسكنكم الجنة بغير حساب
ـ[سديم الديم]ــــــــ[30 - 07 - 2010, 03:36 ص]ـ
فلو كانَ للشكرِ شخصٌ يبينُ ... إِذا ما تأملهً الناظرُ
- لبينتهُ لكَ حتى تراهُ ... فتعلمَ أني امرؤٌ شاكرُ
- ولكنه ساكنٌ في الضميرِ ... يحركهُ الكلمُ السائرُ
بارك الله لك في علمك وعملك ومالك وأهلك، وأحلكم الفردوس الأعلى من الجنة.
أثابك المولى يادكتور، ولكن من باب نسبة الفضل لأهله، ما كيفية نسبة هذا الرأي إليكم في بحث علمي؟؟
ـ[سديم الديم]ــــــــ[31 - 07 - 2010, 06:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مقدمًا .. أعتذر يا سعادة الدكتور الفاضل عن إثقالي عليكم بكثرة الأسئلة .. ولكني أجد في إجاباتكم بلسمًا شافيًا ..
يقول سيبويه في ناصب المفعول معه الذي لم يتقدمه فعل:
أ- مع الضمير:
كتاب سيبويه - (1/ 307)
(هذا بابٌ منه يُضمِرون فيه الفِعْلَ لقبح الكلام إذا حُمل آخِرُه على أوّله)
وذلك قولك مالك وزيدا وما شأُنُك وعمراً
فإِنَّما حدُّ الكلام ههنا ما شأنُك وشأنُ عمرٍ و
فإنْ حملتَ الكلام على الكاف المضمَرِ فهو قبيح وإن حملتَه على الشأنِ لم يجزْ لأنّ الشأنَ ليس يَلتبس بعبدِ الله إنّما يَلتبس به الرجُل المضمَرُ فى الشأْنِ
فلّا كان ذلك قبيحاً حملوه على الفعل فقالوا ما شأْنُك وزيدا أى ما شأْنُك وتناولُك زيدا."
كتاب سيبويه - (1/ 309)
وسمعنا أيضاً من العرب الموثوق بهم مَنْ يقول ما شأَنُ قيس والبُرَّ تَسْرِقُه -مع ملاحظة أنها في طبعة بولاق وردت (والبرِّ) -
لمّا أظهروا الاسمَ حسُن عندهم أن يَحملوا عليه الكلامَ الآخِرَ. فإِذا أضمرتَ فكأَنّك قلتَ ما شأنُك وملابسةٌ زيداً أو وملابستُك زيدا فكان أن يكون زيدٌ على فِعْلٍ وتكونَ الملابسةُ على الشأن لأن الشأن معه ملابسةٌ له أحسنَ من أن يُجْرُوا المظهَرَ على المضمَرِ"
ب- مع الاسم الظاهر:
كتاب سيبويه - (1/ 309)
ومَنْ قال ما أنت وزيداً قال ما شأنُ عبدِ الله وزيدا
كأَنه قال ما كان شأنُ عبدِ الله وزيدا وحمله على كانَ لأنّ كان تقع ههنا
كتاب سيبويه - (1/ 310)
نصب فى ما أنت وزيداً أيضاً قال ما لزيدٍ وأخاه كأَنه قال ما لزيدٍ وأخاه كأنّه قال ما كانَ شأنُ زيدٍ وأخاه لأنه يَقع فى هذا المعنى ههنا فكأَنّه قد كان تكلَّم به
س/ تورد المصادر عن سيبويه أنه يقدر الناصب في هذه التراكيب إما بالمصدر، أو بالفعل (كان).ورفض بعضهم (كالرضي) تقديره بالمصدر وعده تفسير معنى لا تقدير إعراب؛ وعلل ذلك بأن المصدر العامل مع معموله كالموصول وصلته، ولو حذفناه فكأنا حذفنا الموصول مع بعض صلته وأبقينا بعضها وهذا لا يجوز. ولكن كلام سيبويه في النص: "فإِذا أضمرتَ فكأَنّك قلتَ ما شأنُك وملابسةٌ زيداً أو وملابستُك زيدا فكان أن يكون زيدٌ على فِعْلٍ وتكونَ الملابسةُ على الشأن لأن الشأن معه ملابسةٌ له أحسنَ من أن يُجْرُوا المظهَرَ على المضمَرِ" يوحي بأن تقدير الملابسة ضروري ليصح العطف، ثم إنه في تقديره المصدر قدره بعد الواو، وهذا يخرج التركيب من تراكيب المفعول معه؛ لأن الناصب عنده للمفعول معه هو الفعل المتقدم بواسطة إلا. وهو ما نقده أبو حيان على تقدير السيرافي للناصب بـ (لابست) بعد الواو.
فما سر تفريق سيبويه للمقدر مع الضمير والاسم الظاهر؟؟ هل التفرقة مقصودة؟
وهل يقال: إن الناصب مع الظاهر والمضمر هو (كان) إن قدرت الواو للمعية، أما تقدير الملابسة فهو تفسير لمعنى العطف؟؟
¥