ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 08 - 2010, 08:31 ص]ـ
فلو كانَ للشكرِ شخصٌ يبينُ ... إِذا ما تأملهً الناظرُ
- لبينتهُ لكَ حتى تراهُ ... فتعلمَ أني امرؤٌ شاكرُ
- ولكنه ساكنٌ في الضميرِ ... يحركهُ الكلمُ السائرُ
بارك الله لك في علمك وعملك ومالك وأهلك، وأحلكم الفردوس الأعلى من الجنة.
أثابك المولى يادكتور، ولكن من باب نسبة الفضل لأهله، ما كيفية نسبة هذا الرأي إليكم في بحث علمي؟؟
شكرا لك أستاذة سديم، وبارك الله فيك ووفقك ..
يمكنك أن تعلقي في الحاشية على الشرح الذي أخذته مني المثبت في النص بأن تقولي:
هذا الشرح أفادني به بهاء الدين عبد الرحمن أستاذ النحو والصرف المشارك في جامعة الطائف عن طريق مكاتبته في نافذته المثبتة في موقع الفصيح على الشبكة العالمية للمعلومات بعنوان: تفسير المشكل من كلام سيبويه.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 08 - 2010, 08:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مقدمًا .. أعتذر يا سعادة الدكتور الفاضل عن إثقالي عليكم بكثرة الأسئلة .. ولكني أجد في إجاباتكم بلسمًا شافيًا ..
يقول سيبويه في ناصب المفعول معه الذي لم يتقدمه فعل:
أ- مع الضمير:
كتاب سيبويه - (1/ 307)
(هذا بابٌ منه يُضمِرون فيه الفِعْلَ لقبح الكلام إذا حُمل آخِرُه على أوّله)
وذلك قولك مالك وزيدا وما شأُنُك وعمراً
فإِنَّما حدُّ الكلام ههنا ما شأنُك وشأنُ عمرٍ و
فإنْ حملتَ الكلام على الكاف المضمَرِ فهو قبيح وإن حملتَه على الشأنِ لم يجزْ لأنّ الشأنَ ليس يَلتبس بعبدِ الله إنّما يَلتبس به الرجُل المضمَرُ فى الشأْنِ
فلّا كان ذلك قبيحاً حملوه على الفعل فقالوا ما شأْنُك وزيدا أى ما شأْنُك وتناولُك زيدا."
كتاب سيبويه - (1/ 309)
وسمعنا أيضاً من العرب الموثوق بهم مَنْ يقول ما شأَنُ قيس والبُرَّ تَسْرِقُه -مع ملاحظة أنها في طبعة بولاق وردت (والبرِّ) -
لمّا أظهروا الاسمَ حسُن عندهم أن يَحملوا عليه الكلامَ الآخِرَ. فإِذا أضمرتَ فكأَنّك قلتَ ما شأنُك وملابسةٌ زيداً أو وملابستُك زيدا فكان أن يكون زيدٌ على فِعْلٍ وتكونَ الملابسةُ على الشأن لأن الشأن معه ملابسةٌ له أحسنَ من أن يُجْرُوا المظهَرَ على المضمَرِ"
ب- مع الاسم الظاهر:
كتاب سيبويه - (1/ 309)
ومَنْ قال ما أنت وزيداً قال ما شأنُ عبدِ الله وزيدا
كأَنه قال ما كان شأنُ عبدِ الله وزيدا وحمله على كانَ لأنّ كان تقع ههنا
كتاب سيبويه - (1/ 310)
نصب فى ما أنت وزيداً أيضاً قال ما لزيدٍ وأخاه كأَنه قال ما لزيدٍ وأخاه كأنّه قال ما كانَ شأنُ زيدٍ وأخاه لأنه يَقع فى هذا المعنى ههنا فكأَنّه قد كان تكلَّم به
س/ تورد المصادر عن سيبويه أنه يقدر الناصب في هذه التراكيب إما بالمصدر، أو بالفعل (كان).ورفض بعضهم (كالرضي) تقديره بالمصدر وعده تفسير معنى لا تقدير إعراب؛ وعلل ذلك بأن المصدر العامل مع معموله كالموصول وصلته، ولو حذفناه فكأنا حذفنا الموصول مع بعض صلته وأبقينا بعضها وهذا لا يجوز. ولكن كلام سيبويه في النص: "فإِذا أضمرتَ فكأَنّك قلتَ ما شأنُك وملابسةٌ زيداً أو وملابستُك زيدا فكان أن يكون زيدٌ على فِعْلٍ وتكونَ الملابسةُ على الشأن لأن الشأن معه ملابسةٌ له أحسنَ من أن يُجْرُوا المظهَرَ على المضمَرِ" يوحي بأن تقدير الملابسة ضروري ليصح العطف، ثم إنه في تقديره المصدر قدره بعد الواو، وهذا يخرج التركيب من تراكيب المفعول معه؛ لأن الناصب عنده للمفعول معه هو الفعل المتقدم بواسطة إلا. وهو ما نقده أبو حيان على تقدير السيرافي للناصب بـ (لابست) بعد الواو.
فما سر تفريق سيبويه للمقدر مع الضمير والاسم الظاهر؟؟ هل التفرقة مقصودة؟
وهل يقال: إن الناصب مع الظاهر والمضمر هو (كان) إن قدرت الواو للمعية، أما تقدير الملابسة فهو تفسير لمعنى العطف؟؟
هذا ما كتبته في مشاركة سابقة لتفسير هذا الموضع من كتاب سيبويه:
السلام عليكم ورحمة الله
أشكر جميع المشاركين والقارئين وأعتذر عن التأخر في حل هذا الإشكال، وأدعو الله أن يعينني ويوفقني للسداد والصواب
ذكر سيبويه رحمه الله للمفعول معه ثلاث صور:
الأولى: أن يكون العامل فيه فعل مذكور مع واو المعية التي هي بمثابة باء التعدية، نحو: ما صنعت وأباك، وجاء البرد والطيالسة، واستوى الماء والخشبة.
¥