(فـ "ما" نافية حجازية "من توالي" اسم موصول اسمها "موالياً" خبرها منصوب "كل حين" ظرف زمان منصوب بـ "موالياً").
والأصْلُ: فَمَا مَنْ تُوَالي مُوالياً كُلَّ حين.
-3 زِيادَةُ الباءِ في خبرها:
تُزَاد الباءُ في خبر "ما" بكثرة وذلك نحو قوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (الآية "99" من سورة آل عمران "3").
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 05:18 م]ـ
لا الحِجَازِيّة: وهي التي تَعمَلَ عَمَلَ لَيسَ قَلِيلاً عِندَ الحِجَازِيّين، ولا تَعملُ عِندَ التَّميمِّيين، وتحتمِلُ أَنْ يُرَا دَ بهَا نفي الوَحدة أو نَفيُ الجِنس.
ويُشتَرط في إعمالها الشروطَ في "ما"الحِجَازِية ("ما" الحجازية).
ما عَدَا زِيادَةَ "إن" فإنَّها لا تُزَاد بعدَ "لا" أَصلاً. والغَالِبُ في خَبَرِ"لا" أن يَكُون مَحذُوفاً نحو قولِ سعدِ بنِ مالك جَدِّ طَرَفَةَ بنِ العَبد:
مَنَ صَدَّ عَن نِيرَا نِها * فأنا ابنُ قَيسٍ لابَراحُ ("من صد"من شرطية والضمير في "نيرانها" يرجع إ لى الحرب).
فـ "براحُ" اسم لا، وخبرها محذوف، والتقدير: لا براحُ لي.
وقد يُذكَرُ الخَبر صَرِيحاً نحو قولِ الشاعر:
تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأَرض باقِيا * ولا وَزَرٌ مما قَضَى اللَّهُ واقِيا
ومن شُرُطِها - عِندَ الأَكثَرِين - أن يَكُونَ المَعوُلان نَكِرَتَين كهذا ومن شُرُوطِها - عِندَ الأََكثرِين - أن يَكُونَ المَعمُولان نَكِرَتَين كهذا البَيت: تَغَزِّ.
وخالَفَ في هذا ابن جني ودليلُه قولُ النابغة:
وحَلَّتْ سَوادَ القَلبِ لا أَنَا بَاغِياً * سِواها، ولا عَنْ حُبِّها مُتراخِيّاً
وعَليه قولُ المتنبي:
إذا الجُودُ لم يُرزَق خَلاصاً من الأَذى * فلا الحَمدُ مَكسوباً ولا المالُ بَاقيا
وقد لَحَّنَ المتنبي من زعم أن لا الحجازية لا تعمل إلاّ في نكرة، وقَد تُزَادُ بِقِلّةٍ الباءُ في خبر "لا" كقول سَوَا دَةَ بنِ قَارِب:
وكُنْ لي شَفيعاً يومَ لا ذُو شَفَاعةٍ * بمُغنٍ فَتِيلاً عَن سَوَادِ بنِ قَا رِب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 05:20 م]ـ
كادَ: كَلِمةٌ تَدُلُّ على قُرْبِ الخَبَر، وهي مُجرُّدة تنبِىء عَنْ نفي الفِعلِ، وَمقرونَةً بالجَحدِ تُنبِىءُ عَن وقُوعِ الفعل وهي من النَّواسِخِ تَعمَلُ عَمَلَ "كانَ" إلاَّ أنَّ خَبَرَها يَجِبُ أنْ يكُونَ جُملَةً فِعليَّةً مُشتَمِلَةً على فِعل مُضارِع فَاعِلُه يعودُ على الاسمِ ويَغلِبُ في كادَ أنْ تُجَرَّدَ من "أنْ" نحو قوله تعالى: {وَمَا كادُوا يَفعَلون} (الآية "71" من سورة البقرة "2" وجملة يفعلون خبر "كادوا" وهي جملة فعلية فيها مضارع فاعله واو الجماعة وهو ضمير الاسم الذي هو الواو من كاد) فأمَّا قوله تعالى: {إذا أخرجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يراها} (الآية "40" من سورة النور "24") فمعناه - واللّه أعلم - لم يَرَهَا، ولم يَكَدْ، أي لَمْ يَدْنُ مِن رُؤيتها. وشَذَّ مجيءُ الخبرِ مُفرَداً بعدَها وذلك كقَوْلِ تأبَّطَ شرّاً:
فَأبتُ إلى فَهم ومَا كِدْتُ آئِباً * وكمْ مِثلِها فَارَقتُها وهي تَصفِرُ
(خبر كاد"آئياً" وهي اسم فاعل من آب إذا رجع "فهم" اسم قبيلة الشاعر "تصفر" من صفر الطائر، وأراد تتلهف على أخباري).
وقال سيبويه: لم يستعملوا الاسمَ والمصدرَ في موضع يفعلُ، أي لا يَقولُون: كاد فاعِلاً، أو كاد فِعلاً ويَعملُ فيها المَاضي والمُضارِعُ واسمُ الفَاعِل، وعليه قَولُ كُثيِّرُ عَزَّة:
أموتُ أسىً يَوْمَ الرَّجَامِ وإنَّني * يَقِيناً لَرَهنٌ بالذي أنا كَائدُ
(كائد اسم فاعل من كاد و "الرجام" اسم موضع وقيل: الصواب: كابِدُ الموحدة ولا شاهد فيه) واستُعمِلَ مَصدَرُها أيضاً، وقَالوا في مَصَادِرِها "كادَ كوَداً ومَكَاداً ومَكَادَةً وَكَيداً: هَمَّ وقَارَبَ ولَمْ يَفعلْ"
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 05:24 م]ـ
أفْعَالُ المُقَاربة:
مَعْنى قَولِهِم أفْعَالُ المُقَارَبَة إفَادَةُ مُقَاربةِ الفِعْل الكائِيِ في أخْبَارِها.
-1 أقسامها:
أفعالُ هذا الباب ثلاثةُ أنواع:
(أَحَدُها) وُضِعَ للدَّلالَةِ على قُرْبِ الخَبَر وهي ثلاثةٌ "كادَ، كَرَب، أَوْشَك".
(الثاني) ما وُضِعَ للدَّلالة على رَجَاء الخَبَر في الاستقبال وهي ثَلاثةٌ أَيْضاً "عَسَى، حَرَى، اخْلَوْلَق".
¥