تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عمَّ أفصحت الفاء الفصيحة؟

ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 03:47 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أساتذتي الكرام ..

ما أعرفه أن الفاء الفصيحة تفصح عن شرط محذوف، أو عن معطوف عليه محذوف، نحو قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً) أي: فضرب فانبجست.

ونحو قول النابغة:

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ** إلى حمامتنا أو نصفه فقد.

أي: فإن يكن لنا نصفه فهو كاف.

وسؤالي:

ذكر الأستاذ محيي الدين الدرويش في كتابه إعراب القرآن الكريم وبيانه عند إعراب قوله تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ* فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} التوبة81/ 82

قال في إعراب (فليضحكوا): " الفاء الفصيحة "

ولم أعرف ما الذي أفصحت عنه. فلعل أساتذتي يوضحون لي ذلك أحسن الله إليهم.

ولي سؤال ثان أحسن الله إليكم.

عند إعرابه لقوله تعالى: {فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ} التوبة83

قال: "الفاء [في (فإن رجعك الله)] تفريعية للأمر " ولم تتضح المسألة لي.

بارك الله في علمكم ونفع بكم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 02:55 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

وبارك فيك، وفي علمك وعملك، ونفعك ونفع بك.

هذه محاولة:

أشار أبو السعود، رحمه الله، إلى أن الفاء في: "فليضحكوا": تفيد السببية، لأن الضحك القليل في الدنيا والبكاء الطويل في الآخرة مسبب عن فرحهم بالتخلف وقعودهم عن الجهاد بالمال والنفس.

وإلى نفس المعنى تقريبا أشار أبو حيان، رحمه الله، ولكنه جعل السياق: أمرا أريد به الخبر، فتقدير الكلام: فسيضحكون قليلا في الدنيا وسيبكون كثيرا في الآخرة لتخلفهم.

فلعل مقصود الشيخ المُْعْرِبْ، حفظه الله وسدده، أن الفاء أفصحت عن جزاء ما اقترفوه، أو يقال على سبيل المثال: فرحوا بتخلفهم، فإذ كان الأمر كذلك ولم يحدثوا توبة، ولم يندموا على ما بدر منهم فليضحكوا قليلا ................

والفاء عموما لا تخلو من سببية سواء أكانت: نصا في السببية وهي التي ينصب المضارع بعدها، أم عاطفة، أم فصيحة ........... إلخ.

وأما التفريع في الفقرة الثانية من المداخلة فقد أشار إليه أبو السعود، رحمه الله، بقوله: "الفاء لتفريع الأمرِ الآتي على ما بيِّن من أمرهم"، فالأمر بمنعهم من الخروج فرع على ما سبق من أمرهم، فمعنى السببية هنا، أيضا، حاصل، لأن منعهم مسبب عن تخلفهم السابق، كما يقال: ذاكر فتنجحَ، فالنجاح فرع على المذاكرة لأنها سببه.

وتفسيرا أبي حيان وأبي السعود رحمهما الله: عمدة في مثل هذه الدقائق واللطائف النحوية، لا سيما الأول، مع الحذر من بعض المواضع التي وافقا فيها المتكلمين في بعض مسائل الاعتقاد، لاسيما أبو السعود، رحمه الله، فظاهر كلامه أنه على مذهب المتكلمين في الأصول.

والله أعلى وأعلم.

ـ[المهندس]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 10:13 ص]ـ

إجابة من فصيح على سؤال من فصيحة عن الفاء الفصيحة

ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 10:42 ص]ـ

أستاذي الكريم مهاجر، فتح الله عليكم وبارك في علمكم.

اتضحت المسألتان بإذن الله وله الحمد.

أستاذي الكريم، هل وردت الفاء التي هي تفريعية للأمر في القرآن في غير هذا الموضع؟ وهل تأتي دائما متصلة بـ (إن) الشرطية؟

وجزاكم الله خيرا.

إجابة من فصيح على سؤال من فصيحة عن الفاء الفصيحة

أخي المهندس المبدع، دمتَ للفصيح فصيحا.

ـ[المهندس]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 04:33 م]ـ

أختي الفاضلة ابنة الإسلام

أشارك في الإجابة بجهد المقل، عن الفاء الفصيحة.

في قوله تعالى {لو أنَّ عِندَنا ذِكراً من الأَوَّلين لَكُنَّا عبادَ اللّه المُخلَصين فَكَفَرُوا به} (168_169 الصافات) التقدير: فجاءَهُم محمد صلى الله عليه و سلم بالذكر فكفروا به.

في قوله تعالى {فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} البقرة 54 التقدير: فامتثلتم فتاب عليكم.

ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 07:05 م]ـ

أحسن الله إليكم أخي الكريم المهندس.

وكنت أسأل عن الفاء التي هي تفريعية للأمر: أتوجد في القرآن في غير الآية المذكورة؟ وهل يشترط اتصالها بإن الشرطية؟

ولكم جزيل شكري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير