[هل يجوز تثنية وجمع وتأنيث (وحده)؟]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 02:16 ص]ـ
هل يجوز تثنية وجمع وتأنيث (وحده)؟ لا يجوز في اللغة المشهورة، إلا أن أبا زيد حكى عن الكلابييَّن أنهم يقولون: وحدينا ووحديهما، (*) وهذا يدل على أنهم يجعلونه في موضع الحال ويضارعون به اسم الفاعل، ويؤكد هذا أنهم قد أضافوا إليه في قولهم: نسيجُ وحدِه وجحيش وحدِه وعيير وحدِه، (**) كما قالوا: خادم نفسه، وهذا تقوية لقول الخليل.
* في اللسان (وحد): وأما ابن الأعرابي فجعل وحده اسماً ومكنه فقال: جلس وحده وعلى وحده، وجلسا على وحديهما وعلى وحدهما، وجلسوا على وحدهم "
** ورد وحده في اللغة منصوبا أبداً إلا في هذه الثلاثة كما جاء في: الجمل للزجاجي 189، والمقتضب 3/ 242
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:22 ص]ـ
أخي الكريم محمد
جزاك الله خيرا
قال بعض شعراء بلعنبر، والبيت من أول حماسية
من ديوان الحماسة؛ لأبي تمام:
قومٌ إذا الشر أبدى ناجذيه لهم = طاروا إليه زرافاتٍ و وحدانا
وفي شرح ديوان الحماسة؛ للمرزوقي:
((ووحدانا هو جمع واحد، و واحد صفة، كصاحب وصحبان، وراع ورعيان))
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:34 ص]ـ
وإليك ماجاء في نصوص التراث حول هذه الكلمة:
جاء في كتاب: إعراب القرآن؛ للزجاج:
((وجاءت طائفة أخرى فصلوا وحدانا ركعة وسجدتين بغير قراءة وتشهد، ومضوا إلى وجه العدو، وجاءت طائفة أخرى فصلوا ركعة وسجدتين بقراءة وتشهد وسلموا .. )).
وجاء في كتاب الأم؛ للإمام الشافعي، والشافعي حجة على اللغة، وليست اللغة حجة على الشافعي:
((كره ذلك إلا على أن يترك رغبة عنه فإن قيل فما دل على ذلك قيل صلاتهم مع من أتم أربعا وإذا صلوا وحدانا صلوا ركعتين وأن ابن مسعود ذكر إتمام الصلاة بمنى في منزله وعابه ثم قام فصلى أربعا فقيل له في ذلك فقال الخلاف شر ولو كان فرض الصلاة في السفر ركعتين لم يتمها إن شاء الله تعالى منهم أحد)).
((فرعف الأمام قبل الركوع أو بعده وقبل السجود فانصرف ولم يقدموا أحدا فصلوا وحدانا فمن أدرك منهم مع الإمام ركعة بسجدتين أضاف إليها أخرى وكانت له جمعة ومن لم يدرك ركعة بسجدتين كاملتين صلى الظهر أربعا)).
((قال الشافعي والآية تدل على أنه إنما أبيح قتالهم في حال وليس في ذلك إباحة أموالهم ولا شيء منها وأما قطاع الطريق ومن قتل على غير تأويل فسواء جماعة كانوا أو وحدانا يقتلون حدا وبالقصاص بحكم الله عز وجل في القتلة وفي المحاربين)).
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:44 ص]ـ
وجاء في كتاب:
النهاية في غريب الحديث والأثر؛ لابن الأثيرالجزري المحدث:
((وفي حديث حذيفة أقيمت الصلاة فتدَافَعُوها وأبَوْا إلا تَقْدِيمَه، فلما سلَّم قال: لتُبتِّلُنّ لها إماَماً أو لَتُصَلُّنَ وُحْدانا معناه لَتَنْصِبُنّ لكم إماما وتَقْطَعُنّ الأمر بإماَمَتِه، من البَتْل: القطع)).
وفي: تاريخ ابن خلدون:
((فأما بنو قرة منهم فبطن متسع إلا أنهم مفترقون في القبائل والمدن وحدانا)).
وفي كتاب: القلب والإبدال؛ لابن السكيت؛
في باب الواو والهمزة:
((ويقال قد وشرته بالميشار بغير همز وهي المواشير وأشرته بالمشار وهي المآشير، وحكى الفراء عن الكسائي في الوجنة وجنة وإجنة، ووصلوا وحدانا وأحدانا، ويقال هو الوكاف الوكاف والاكاف والاكاف)).
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 11:00 ص]ـ
ماشاء الله د. مروان!
المنتدى يفخر بحضورك أمثالك الأثرياء بالعلم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 12:37 م]ـ
أشكر د. مروان على ما أضفته فقد أبنت ووضحت
ـ[الكراو]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 12:46 م]ـ
الف شكر يا دكتور مروان ونتمنى لك التوفيق وفعلا درس لا ينسى وتسلم اناملك على مجهودك الاكثر من رائع
وتقبل تحياتي استاذي العزيز ...
ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 01:17 ص]ـ
أود أن أضيف إلى الفوائد القيمة التي أمتعنا بها الأخوان الفاضلان: محمد سعد، والدكتور / مروان أن الواحد: أول العدد قد يثنى، أنشد ابن الأعرابي:
فلما التقينا واحِدَينِ علوته **** بذي الكف إني للكماة ضروب
وقد يجمع بالواو والنون جاء في الصحاح: قال الفرّاء: يقال أنتم حيٌ واحد وحيٌ واحدون، كما يقال: " شرذمةٌ قليلون ". وأنشد للكميت:
فضم قواصيَ الأحياءِ منهم ***** فقد رجعوا كحيٍّ واحدينا
يُنظر الصحاح، واللسان / مادة (وَحَدَ).
مع تحياتي للجميع.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 06:43 ص]ـ
ومن الفوائد قول العلامة العبقري ابن جني في الخصائص:
ومن ذلك استغناؤهم بواحد عن اثنٍ، وباثنين عن واحدين، وبستة عن ثلاثتين، وبعشرة عن خمستين، وبعشرين عن عشرتين ونحو ذلك.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 06:46 ص]ـ
وقول العلامة الموسوعي جلال الدين السيوطي في المزهر:
ذكر ما لا يثنى ولا يجمع:
في ديوان الأدب للفارابي:
العَنَم: شجر دقاق الأغصان، يُشَبَّه به البنان واحده وجمعه سواء، وفي شرح المقامات لسلامة الأنبارى: اليم لا يثنى ولا يجمع،
وفي كتاب ليس لابن خالويه:
واحد لا يثنى ولا يجمع، إلاّ أنَّ الكميت قال:
لحى واحدينا فجمع.
وقال آخر في التثنية:
فلما التقينا واحدين علوته = بذي الكف إني لِلْكُماة ضرُوب
وفي أمالي ثعلب:
القَبُول والدهَبُور من الرياح لا يثنى ولا يجمع. وفي الصّحاح: أنا براء منه؛ لا يثنى ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر. وفي المجمل، العَرق: عَرق الإنسان وغيره ولم يسمع له جمع.
¥