أنموذج من حلقة بحث في النحو والصرف هديّة للقاسم أبي يزن!!!
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 05:32 م]ـ
هديَّة إلى الأخ الحبيب الأديب اللبيب القاسم أبي يزن الوفي لأستاذه، ويندر في هذا الزمان أن تجد الوفيّ لأهله، فكيف الوفاء للأستاذ!!
وهذا أنموذج لحلقة بحث ـ في النحو والصرف ـ كنا نتلقاها سوية على مقاعد الدرس في الجامعة، وكان أستاذنا شيخ نحويي العصر بلا منازع الأستاذ الدكتور العلامة فخر الدين قباوة ـ مدّ الله في عمره، وأنسأ في أجله ـ انظر ترجمته هنا:
((شيخ النحاة واللغويين والنحويين المعاصرين ...
أستاذنا العلامة الدكتور فخر الدين قباوة:
في منتدى أهل التحقيق و التصنيف:
http://www.ahlaltahkek.com/forums/index.php?showtopic=465
وكان أستاذنا وشيخنا الأستاذ الدكتور قباوة يمليها علينا سوية، وعلى جميع طلاب السنة الأولى في كلية الآداب / قسم اللغة العربية وعلومها.
وللعلم فأنا الآن أنقلها من خط أخي الحبيب الأستاذ الدكتور حسن هنداوي، وكان سريعا في الكتابة، بالإضافة إلى أنه كان كثيرا ما يلخص الكتب والمراجع في الجامعة، وكنا ناخذها منه وننسخها ونعيدها إليه ..
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 05:34 م]ـ
قال كثيّر عزَّة (واقصيدة في ثلاثة وأربعين بيتا):
خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا = قلوصَيكُما ثُمَّ اِبكِيا حَيثُ حَلَّتِ
خليليّ: منادى بأداة نداء محذوفة منصوب؛ لأنه مضاف إلى ياء المتكلم، وعلامته الياء؛ لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، وياء المتكلم: ضمير متصل مبني على الفتح في محل جرّ بالإضافة.
هذا: ها: للتنبيه، ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ربع: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف.
عزّة: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة عوضا من الكسرة؛ لأنه اسم ممنوع من الصرف.
فاعقلا: الفاء: استئنافية، اعقلا: فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، والألف: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
قلوصيكما: قلوصي: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، والكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة، والميم: حرف عماد، والألف: حرف دال على التثنية.
ثم: حرف عطف.
ابكيا: فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، والألف: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
حيث: اسم مبني على الضم في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بـ (ابكيا)، وهو مضاف.
حلّت: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، والفاعل ضمير مستتر جوازا، تقديره (هي)، يعود على (عزّة)، والتاء: تاء التأنيث لا محل لها من الإعراب، وقد حركت بالكسر ضرورة لحركة الرويّ.
والأبيات كلها في محل نصب مقول القول.
جملة خليليّ: ابتدائية، لامحل لها من الاعراب، وهي جملة فعلية.
جملة هذا ربع عزّة: استئنافية، لامحل لها من الاعراب، وهي جملة اسمية.
جملة اعقلا: استئنافية، لامحل لها من الاعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ابكيا: معطوفة على جملة (اعقلا)، فهي مثلها لا محل لها من الاعراب، وهي جملة فعلية.
جملة حلّت: في محل جر بالاضافة، وهي جملة فعلية.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 05:40 م]ـ
الصَّرف:
عَزَّة ُ: فَعْلَة ُ، اسم ثلاثي مجرد، وهو اسم علم منقول، وأصله من العَزَّة: بنت الظبية.
اعقِلا: افعِلا. ماضيه: عَقَلَ، فهو فعل ثلاثي مجرد.
قَلُوصٌ: فَعُولٌ: اسم ثلاثي مزيد فيه حرف واحد بين العين واللام. وهو مشتق على صيغة فعول بمعنى اسم الفاعل للمبالغة، اشتق من مصدر (قَلَصَ يَقْلِصُ)، ويجمع على قلائِص، وأصل قلائِص: قلاوُصُ، التقى فيه ساكنان، فأبدلت الواو همزة؛ لأنها وقعت بعد ألف منتهى الجموع، وهي في المفرد حرف مدّ زائد، ثم حركت الهمزة بالكسر لالتقاء الساكنين.
حَلَّتْ: فَعَلَتْ، والأصل: حَلَلَتْ، ثم أدغمت اللام في اللام بعد أن سكنت الأولى، وهو فعل ثلاثي مجرد.
وأكتفي ببيت واحد للاستدلال على طريقة البحث التي كنا نتلقاها على شيخنا
العلامة الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة، والقصيدة طويلة وكلها معربة على هذا الشكل، وهناك تطبيق على أكثر من عشرين قصيدة.
ويكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق!!
وفي السنة الثانية هناك قصائد أخر؛ لكنها بطريقة مغايرة، وأعلى مستوى، وأكثر دقة ومنهجية ..
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 01:16 ص]ـ
السلام عليك استاذي الفاضل
ما أجملها من هدية, لقد ذكرتني بتلك الدرر التي كان يهديها إلينا شيخنا حيث كان يختار لنا أبياتا جميلة ويستحثنا لنفككها ونستخرج كوامنها.
إن هذه الطريقة لشبيهة بما كنا نصنعه في الجامعة فقد كان أستاذنا يُتعب نفسه من أجلنا ولا يضن علينا ولقد كانت محاضرته ممتعة جدا ولم أكن لأفوتها أبدا فكنت أتجشم عناء الحضور رغم المرض لحضور درس النحو أو الصرف وأُرخص كل شيء مقابله.
وشيخ شيخنا هو شيخنا أيضا فحين أقرأ اسمه على كتاب يكون هذا سببا كافيا لشرائه ولكم استمتعت بقراءة كتبه.
حين تقرأ هذا الموضوع تتذكر المورد النحوي الكبير للشيخ الأستاذ الدكتور العلامة فخر الدين قباوة و ما أجمله من كتاب أوصي بشرائه والقراءة فيه وهو بغنى عن وصيتي بذلك.
أستاذي الفاضل
أنت تملك مخطوطة ثمينة جدا:)
جزاك الله خيرا على كل ثانية كنت تفكر فيها بي وأكرمك الله وجمعنا وإياك والمسلمين أجمعين برسول الله:= يوم لا ينفع مال ولا بنون.
¥