تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أريد شيئا شافيا]

ـ[المعتصم]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 06:30 ص]ـ

أعرب النحاة قوله تعالى "قال يا بن أم ... " إعرابات كثيرة

ما هي وما هو أقواها نحويا مع التعليل المقنع؟

لا عدمناكم أخوة ناصحين

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 04:41 م]ـ

قال أحمد بن يوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمين الحلبي (المتوفى: 756هـ)؛ في كتابه: الدر المصون في علم الكتاب المكنون:

{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف / 7: 150].

قوله:

{قَالَ ?بْنَ أُمَّ} قرأ الأخَوان وأبو بكر وابن عامر هنا وفي طه بكسر الميم والباقون بفتحها. فأمَّا قراءة الفتح ففيها مذهبان: مذهبُ البصريين أنهما بُنيا على الفتح لتركُّبهما تركيب خمسة عشر، فعلى هذا فليس "ابن" مضافاً لـ "أم" بل مركَّب معها فحركتُهما حركةُ بناء.

والثاني: مذهب الكوفيين وهو أن "ابن" مضاف لـ "أُمّ" و "أم" مضافة لياء المتكلم، وياء المتكلم قد قلبت ألفاً كما تقلب في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم نحو: يا غلاماً، ثم حُذِفَتْ الألفُ واجْتُزِئ عنها بالفتحة كما يُجْتَزَأُ عن الياء بالكسرة، فحينئذ حركة "ابن" حركةُ إعراب وهو مضاف لـ "أُمَّ" فهي في محلِّ خفضٍ بالإِضافة.

وأما قراءةُ الكسر فعلى رأي البصريين هو كسرُ بناءٍ لأجل ياء المتكلم، بمعنى أنَّا أَضَفْنا هذا الاسمَ المركب كلَّه لياء المتكلم فكُسِر آخرُه، ثم اجتُزِئ عن الياء بالكسرة فهو نظير: يا أحَدَ عشري ثم: يا أحد عَشرِ بالحذف، ولا جائز أن يكونا باقيين على الإِضافة إذ لم يَجُزْ حَذْفُ الياء لأن الاسمَ ليس منادى، ولكنه مضافٌ إليه المُنادى فلم يَجُزْ حَذْفُ الياء منه. وعلى رأي الكوفيين يكون الكسرُ كسرَ إعراب وحُذِفت الياءُ مجتَزَأً عنها بالكسرة كما اجتزِئَ عن ألفها بالفتحة. وهذان الوجهان يَجْريان في "ابن أم" و "ابن عم" و "ابنة أم" و "ابنة عم".

فاعلم أنه يجوزُ في هذه الأمثلةِ الأربعةِ خاصةً خمسُ لغات، فُصْحاهُنَّ: حَذْفُ الياء مجتزأ عنها بالكسرة، ثم قَلْبُ الياءِ ألفاً فَيَلْزَمُ قَلْبُ الكسرةِ فتحةً، ثم حَذْفُ الألف مجتزَأً عنها بالفتحة، ثم إثبات الياء ساكنة أو مفتوحة، وأمَّا غيرُ هذه الأمثلة الأربعة ممَّا أُضيف إلى مضاف إلى ياء المتكلم في النداء فإنه لا يجوزُ فيه إلا ما يجوزُ في غير باب النداء لأنه ليس منادى نحو: يا غلامَ أبي ويا غلام أمي، وإنما جَرَتْ هذه الأمثلةُ خاصةً هذا المجرى تنزيلاً للكلمتين منزلةَ كلمةٍ واحدة ولكثرة الاستعمال.

وقُرئ "يابن أمي" بإثباتِ الياء ساكنةً، ومثلُه قوله:

يابنَ أُمِّي ويا شُقَيِّق نفسي = أنت خَلَّفْتَني لدهرٍ شديدِ

وقول الآخر:

يا بنَ أمي فَدَتْكَ نفسي ومالي = ...............

وقُرئ أيضاً: "ابن إمِّ" بكسر الهمزة والميم وهو إتباعٌ.

ومِنْ قَلْبِ الياءِ ألفاً قولُه:

يا بنة عَمَّا لا تَلُومي واهْجَعي = .................

وقوله:

كُنْ لي لا عَليَّ يا بن عَمَّا = نَدُمْ عَزِيزَيْنِ ونُكْفَ الذَّمَّا

ـ[المعتصم]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 04:59 م]ـ

أشكرك أخي الدكتور مروان على سرعة استجابتك ولا عدمناك شمسا مشرقة في سماء الفصيح

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 05:05 م]ـ

وتلخيص المسألة على الشكل الآتي:

ابن أمّ: اسمان مبنيان على الفتح؛ لتركبهما تركيب الأعداد، مثل:

خمسة عشر، أو الظروف، مثل: صباح مساء، فعلى هذا ليس ابن مضاف لأم، بل هو مركب معها، فحركتهما حركة بناء.

*********************

أما الأحبة من أهل الكوفة (الكوفيون)، فلهم مذهب آخر، عليك أن تبصره بنفسك؛ لتتفهم المسألة، وقالوا:

أن ابن مضاف إلى أمّ، وأمّ مضاف إلى ياء المتكلم، وقد قلبت ألفا، كما تقلب في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم، ثم حذفت الألف، واجتزئ عنها بالفتحة كما يجتزأ بالياء عن الكسرة، وحينئذ، فحركة ابن حركة إعراب، وهو مضاف لأمّ؛ فهي في محل جر بالإضافة.

وعلى كل الأحوال فحرف النداء محذوف؛ أي: يابن أمّ ..

وإنما اقتصر في خطابه على الأم، مع أنه شقيقه؛

لأن ذكر الأمّ أعطف لقلبه!!!

والله ـ تعالى ـ أعلم

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 06:09 م]ـ

نفع الله بك أخي الدكتور مروان.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير