تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[معاني التنوين]

ـ[راكان العنزي]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 02:20 ص]ـ

[معاني التنوين]

د. عبد الوهاب حسن حمد

إن المدرك الذهني من تصور الكلمة المنونة يختلف عن غيرها، داخل التراكيب، كما أنها تكون مصحوبة بغنة مميزة لفظاً، لان التنوين نون ساكنة تلحق الاسماء المتمكنة الدالة على مسماها، لاستقلال مفهومها الذاتي، لان من تمام الاسماء دخول التنوين عليها بدليل بعدها عن الاضافة معه، والتنوين فرع الاعراب، فهو لا يلحق إلا المعربات، اذ المعرب يؤدي وظائفه التركيبية، بعلامات الاعراب رفعاً، كالابتداء والفاعلية ونصباً كالمفعولية وجراً كالمضاف اليه بحرف ظاهر أو مقدر ويتبعه التنوين بتضعيف العلامة رفعاً ونصباً وجراً ليؤدي معاني الاسمية التي ينهض بها الاسم دون غيره، لان الفعل لا يدخله تنوين التمكين، وهو بخلاف الترنم والغالي الذي يلحق القوافي المطلقة بحرف علة والمقيدة، وهو لا يختص إذ يدخل الاسم المعرف والفعل والحرف، لاجل الايقاع النغمي او لاظهار الوقف، لانه يضاد الحركة وذلك موقوف على الشعر وموسيقاه لتقييده بالوزن والقافية، اما تنوين التنكير والمقابلة والعوض، فله اغراض اخرى ودلالات ينبغي الكشف عنها حتى نصل الى المعاني الدقيقة التي يقوم بها التنوين عامة، وذلك بتتبع الاسماء المتمكنة وغير المتمكنة، والمفردة والمجموعة والمبنية والصفات واسماء الافعال وعلاقته بالتعريف والتنكير والحذف والاعراب والبناء وغير ذلك، ومخرج النون الساكنة المعبر عنها بالغنة ومعنى المنصرف، لانه مأخوذ من الصريف، بمعنى الصوت او من الصرف بمعنى الخالص، او من الانصراف بمعنى الرجوع. وكأنه بالنسبة الى غير المنصرف، انصرف عن شبه الفعل، أي رجع (1)، فالصرف أن يدخل الاسم الجر والتنوين أو ما عاقبه من الالف واللام أو الاضافة، والتصرف هو استعمال الاسم بوجوه الاعراب من الرفع والنصب والجر.

اما المعاني التي تلمح في الكلمات المنونة فهي ما يأتي:

1 - علم الخفة:-

التمكن يعني غلبة معنى الاسمية على مدلول الكلمة، بحيث تدل على مسماها دلالة لا تشوبها الوصفية أو العدل أو التأنيث أو العجمة أو التركيب أو الجمع أو الزيادة، ولفظاً ليست على وزن الفعل، اذ تقتصر على المدلول الذي هو باق على اصالته وتذكيره وافراده بدون زيادات ولا نقل ولا علمية بحيث تثقله بدلالات زائدة على المدلول، لان الاسم المتمكن ما تضمن الدلالة الذاتية المستقلة في مفهومها والقادر على تحمل الوظائف التركيبية بعلامات دالة على ذلك بدليل تبعية التنوين للاعراب ويعد التوين في الاسماء المتمكنة، دليل الخفة، وذلك لان التنوين فيها مكمل لمدلولها، لان (الاعراب من كمال الاسم) (1)، وكماله في التركيب بدلالته على معنى وظيفي، لان الاعراب (ابانة المعنى والكشف عنها) (2)، فكل معرب اسم وليس كل اسم معرباً، والمعرب ما كانت الاسمية فيه واضحة الدلالة على مسماها الكامل بالاعراب، وهو المستقل بذاته، لدلالته على مدلول معين، ودال أيضاً على معنى زائد على مدلوله بعلامة الاعراب، فالاعراب دليل معان زائدة على معقولية المدلول (3)، وهو مرا د المتكلم بعلامات دالة على معان مقصودة، فالموجد لمعاني الفاعلية والمفعولية والاضافة (هو المتكلم والآلة العامل ومحلها الاسم وكذا الموجد لعلامات هذه المعاني هو المتكلم، لكن النحاة جعلوا الآلة كانها هي الموجدة للمعاني ولعلاماتهافلهذا سميت الآلات عوامل) (4)، وهذه المعاني التي يتحملها الاسم عند تركيبه، اذا ضم الى غيره في تركيب تام، فالتركيب شرط حصول موجب الاعراب، وهو سبب الجهة النحوية التي تحدث بالنسبة الى الاسم، لان النسبة احد اجزاء الكلام المفيد، فالاعراب علامة التصرف في المعاني تركيباً، والبناء ضده، لان لاسماء المبنية قد خرجت عن ذلك، فلم تتصرف في المعاني بعلامات الاعراب لتحويلها الى مبهمات مفتقرة الى ما يبينها لفظاً ومعنى، لغلبة الحرفية عليها، وقد تظهر عليها الفعلية بتصرفها في المعاني تصرفاً شبيهاً بتصرف الافعال، لان تصرف الاسم بالمعاني لا يكون بتغيير بنيته، لان تغيير البنية من خصائص الفعل، فإذا ثقل الاسم بكثرة المعاني الذاتية التي يدل عليها، كما ثقل الفعل بذلك منع التنوين والكسرة، لانهما يدلان على الخفة بغلبة الاسمية، لانهما لا يلحقان الا الاسماء الباقية على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير