ما جاء في التنزيل من كاف الخطاب؛
المتصلة ولا موضع لها من الإعراب:
فمن ذلك الكاف المتصلة بقوله تعالى "إياك نعبد، وإياك نستعين" فالكاف هنا للخطاب ومن ادعى فيه أنه جر بالإضافة فقد أحال، لأن إيا اسم مضمر والمضمر أعرف المعارف، فلا يجوز إضافته بتة فإن قال إن إيا اسم ظاهر قلنا لم نر اسماً ظاهراً ألزم إعراباً واحداً إلا في الظروف، نحو الآن، وإذ في أغلب الأحوال وأين، وإيا ليس بظرف فإن قال فقد قالت العرب إذا بلغ الرجل الستين فإياه والشواب، فهذا نادر لا اعتبار به، ولا يجوز بناء القواعد عليه وإذا كان كذلك كان إياكما وإياكم وإياك وإياى من قوله "فإياي فارهبون"، وإياه الياء والهاء أيضاً حرفان، وقد جردتا عن الاسمية وصارتا حرفين ومن ذلك الكاف في ذلك من قوله "ذلك الكتاب" وذانك من قوله "فذانك برهانان" وماأشبهه الكاف للخطاب لثبات النون في ذانك ولو كان جراً بالإضافة حذفت النون كما تحذف من قولهم هذان غلاماك، لأن ذا اسم مبهم، وهو أعرف من المضاف، فلا يجوز إضافة بتة ولأنك تقول عندي ذلك الرجل نفسه ولا يجوز أن تقول ذاك نفسك، بالجر، ولو كان الكاف جراً لجاز، فثبت ذلك نفسه، وذاك نفسه، يفسد كون الكاف مجروراً ومن ذلك الكاف في قوله تعالى "أرأيتك هذا الذى كرمت على" فالكاف هنا للخطاب، ولا محل له من الإعراب؛ لأن العرب تقول أرأيتك زيداً ما صنع? ولو كان الكاف المفعول الأول لكان زيدا المفعول الثاني، وزيدا غير الكاف، لأن زيدا غائب وهو غير المخاطب، ولأنه لا فرق بينه وبين قول القائل أرايتك زيدا ما صنع? ألا ترى قوله "قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله" وقوله تعالى "قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم" فالكاف والميم ثبوتهما لا يزيد معنى يختل بسقوطهما، فعلى هذا فقس جميع الكاف المتصل ب إياك، وذلك، وذاك، وذانك، وأرأيتك، وأرأيتكم وهذا قوله "فذلكن الذي لمتنني فيه" وقوله "وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة" وقوله "ونودوا أن تلكما الجنة" الكاف في هذه المواضع للخطاب ولا محل لها من الإعراب وهكذا الكاف في أولئك، وأولئكم، في جميع التنزيل للخطاب، وليس لها محل من الإعراب، لاستحالة معنى الإضافة فيه
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 06:11 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا دكتور مروان، أقسم بالله أن ما نقلت يعدُّ من الأوابد العلمية.
ولا أدري ما أقول؟! غير أنني معجب بك.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 07:09 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا دكتور مروان، أقسم بالله أن ما نقلت يعدُّ من الأوابد العلمية.
ولا أدري ما أقول؟! غير أنني معجب بك.
شكرا لك يا أخي الكريم الغالي صريخ الحيارى
وكيف تشكرون لي تأدية واجب في ذمتي
إلا أن يعد هذا منكم تفضلا، ورقة شعور
وكمال إحساس ..
بارك الله فيكم وفي همتكم
وجوزيتم خيرا
ـ[أحمد الحسن]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 12:27 م]ـ
الشكر موصول للدكتور مروان على ما تفضل به، فجزاه الله عنا خير الجزاء،
وهناك رسالة في إعراب قوله تعالى: "أرأيتكم" للشهاب الخفاجي بتحقيق د. عبد الفتاح سليم، وهي منشورة في عام 2003م في مكتبة الآداب / القاهرة ضمن كتاب (أربع رسائل في النحو)
ـ[الصياد2]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 07:05 م]ـ
أشكرك دكتور ولكن حبذا لو كانت الإجابات مختصرة وتعطينا الزبدة من خلال صياغتك الكريمة مرجحا أقواها تاركا التفاصيل تبعا للنقاش والحوار وجزاك الله خيرا
ـ[الصياد2]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 07:10 م]ـ
نفسه، يفسد كون الكاف مجروراً ومن ذلك الكاف في قوله تعالى "أرأيتك هذا الذى كرمت على" فالكاف هنا للخطاب، ولا محل له من الإعراب؛ لأن العرب تقول أرأيتك زيداً ما صنع? ولو كان الكاف المفعول الأول لكان زيدا المفعول الثاني، وزيدا غير الكاف، لأن زيدا غائب وهو غير المخاطب، ولأنه لا فرق بينه وبين قول القائل أرايتك زيدا ما صنع? ألا ترى قوله "قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله" وقوله تعالى "قل
والله أرى أن الكاف يجوز إعرابها مفعولا به أولا وزيدا مفعولا به ثانياوجملة ماحاله مفعول به ثالث
كقوله تعالى يريهم أعمالهم حسرات عليهم
ونبأتك زيدا قائما
لماذا التعنت بجعلها للخطاب لااعرف