تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبالرغم من اشتعال المنافسة بين الرجلين واشتداد التنافر بينهما، وعنف "ثعلب" في الهجوم على "المبرد" وكثرة تعريضه به، وتعرضه له، فإن "المبرد" كان بعيدًا عن العنف به، ويأبى مواجهته بالسوء؛ فلم يُعرف عنه أنه أغرى به أحدًا من تلاميذه، أو أوعز إلى أحد أن يعنته بسؤال. بل إنه حينما سئل عن "ثعلب" قال: "ثعلب أعلم الكوفيين بالنحو"!

"المبرد" شاعرًا

كان "المبرد" مع روايته للشعر وحفاوته به قليل الشعر، ولم يصل إلينا من نظمه إلا النزر اليسير، وهو على ندرته يتسم بالجودة والرقة والعذوبة. ومن جيد شعره قوله في الغزل:

فإن تكُ ليلى قد جفتني وطاوعت

على صرْم حبلي من وَشى وتكذَّبا

لقد باعت نفسًا عليها شفيقة

وقلبًا عصى فيها الحبيب المقرَّبا

فلست وإن ليلى تولت بودِّها

وأصبح باقي الوصل منها تقضُّبا

بمُثنٍ سوى عرف عليها ومشمتٍ

وشاة بها حولي شهودًا وغيَّبا

ولكنني لا بد أني قائل

وذو الودّ قوَّال إذا ما تعقَّبا

وله في المدح:

جهرت بحلفة لا أتقيها

بشكِّ في اليمين أو ارتياب

بأنك أحسن الخلفاء

وأسْمحُ راحتين ولا أحابي

وأن مطيعك الأعلى مقامًا

ومن عصاك يهوى في تباب

وله في الرثاء:

لعمري لئِن غال ريبُ الزمان

فساء لقد غال نفسًا حبيبة

ولكن علمي بما في الثوا

ب عند المصيبة يُنسي المصيبة

وله في الحكمة:

ما القرب إلا لمن صحت مودتُه

ولم يخُنك، وليس القرب في النسب

كم من قريب دوى الصدر مضطغن

ومن بعيد سليم غير مغترب

آثار "المبرد" ومؤلفاته

بالرغم من مكانة المبرد الأدبية والعلمية، وغزارة علمه واتساع معارفه، فإنه لم يصلنا من آثاره ومؤلفاته إلا عدد قليل منها:

1 - الكامل: وهو من الكتب الرائدة في فن الأدب، وقد طُبع مرات عديدة، وشرحه "سيد بن علي المرصفي" في ثمانية أجزاء كبيرة بعنوان "رغبة الأمل في شرح الكامل".

2 - الفاضل: وهو كتاب مختصر يقوم على أسلوب الاختيارات، ويعتمد على الطرائف وحسن الاختيار.

3 - المقتضب: ويقع في ثلاثة أجزاء ضخمة، ويتناول كل موضوعات النحو والصرف بأسلوب واضح مدعَّم بالشواهد والأمثلة.

4 - شرح لامية العرب.

5 - ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد.

6 - المذكر والمؤنث.

7 - معاني القرآن الكريم.

8 - إعراب القرآن.

9 - نسب عدنان وقحطان.

10 - الرد على سيبويه.

11 - طبقات النحاة البصريين؛ وغير ذلك.

كما يُنسب إليه عدد آخر من المؤلفات التي لا تزال مخطوطة، مثل:

1 - التعازي والمرائي.

2 - الروضة.

بالإضافة إلى بعض الكتب الأخرى التي وردت إشارات عنها في عدد من المراجع والمصادر العربية القديمة، ولكنها لم تصل إلينا، مثل:

1 - الاختيار: وقد ذكره "المبرد" في "الكامل".

2 - الاشتقاق: وذكره "ابن خلكان" في "وفيات الأعيان".

3 - الشافي: وقد ورد ذكره في "شرح الكافية".

4 - الفتن والمحن: ذكره "الصولي" في "أخبار أبي تمام".

5 - الاعتناب": ذكره "البغدادي" في "خزانة الأدب".

6 - شرح ما أغفله سيبويه: ذكره "ابن ولاد" في "الانتصار".

ـ[ابن جامع]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 10:48 م]ـ

زاك الله خيرا أستاذي الفاضل ...

لدي سؤال: ذكر أحد الأخوة أن ضبط اسم المبرد هو المُبْرِد (بضم الأول وإسكان الثاني وكسر ما قبل الآخر) و أنا ما أعرف إلا ما أسمعه من مشايخنا المُبَرِّد فهل لديكم علم فيما ذكر؟

دمتم.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 11:29 م]ـ

زاك الله خيرا أستاذي الفاضل ...

لدي سؤال: ذكر أحد الأخوة أن ضبط اسم المبرد هو المُبْرِد (بضم الأول وإسكان الثاني وكسر ما قبل الآخر) و أنا ما أعرف إلا ما أسمعه من مشايخنا المُبَرِّد فهل لديكم علم فيما ذكر؟

دمتم.

هو بضم الميم، وفتح الباء، وراء مشددة؛

واختلفوا فيها، فمنهم من كسرها:

(اسم فاعل من بَرَّد)،

ومنهم من فتحها:

(اسم المفعول من برَّد).

{المُبَرِّد؛ أو المبرَّد}

وكذلك اختلفوا في سبب تلقيبه بهذا اللقب!!!

ـ[نزار جابر]ــــــــ[23 - 03 - 2008, 12:12 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم

ـ[دعدُ]ــــــــ[23 - 03 - 2008, 12:26 ص]ـ

إن سمحتم لي أن أضيف إخوتي ....

روي عنه أنه قال:"برّد الله من برّدني"وهذه إشارة إلى أنه المبرِّد.

والله أعلم.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[23 - 03 - 2008, 06:25 ص]ـ

إن سمحتم لي أن أضيف إخوتي ....

روي عنه أنه قال:"برّد الله من برّدني"وهذه إشارة إلى أنه المبرِّد.

والله أعلم.

أحسنت

وجزاك الله خيرا

وأحسن إليك

في: تاج العروس؛ للمرتضى الزبيديّ:

(الإمام أبو العباس محمد بن يزيد ابن عبد الأكبر الثُّماليّ الأزديّ البصريّ الإمام في النحو واللغة وفنون الأدب.

ولقبه المبرّد بفتح الراء المشدّدة عند الأكثر، وبعضهم يكسر، وروى عنه أنه كانَ يقول بَرّد الله من برّدني!!

أخذ عن أَبِي عثمان المازنيّ وأبي حاتمٍ السجستاني وطبقتهما، وعنه نفطَوَيْه وأصحابه، وكان هو وثعلب خاتمة تاريخ الأدباء،

ولد سنة 210 وتوفي سنة 286 ببغداد.

في كتابه المشهور الجامع وهو الكامل وقد جعله ابن رشيق في العمدة من أركان الأدب التي لا يَسْتَغني عنها من يُعاني الأدب، وله غيره من التصانيف الفائقة، كالمقتَضَب والرَّوْضة وغيرهما ... ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير