تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهان على أسماء أن شطت النوى يحن إليها واِلهُ ويتوق

أي سهل عليها، وقال الربيع بن خثيم في قوله تعالى: "وهو أهون عليه" قال: ما شيء على الله بعزيز.)

هذا والله أعلم

لكم تحياتي

ـ[حازم]ــــــــ[16 - 03 - 2005, 10:16 ص]ـ

الأستاذة الفاضلة / " الإلهام "

موضوع قيِّم، يتناول بحثًا مهمًّا ودقيقًا، عن استعمال " اسم التفضيل ".

وتستحقِّين الثناء والتقدير، على هذا الطرح المتألِّق، بارك الله في علمك، وزادك توفيقًا.

قال الله تعالى: {وهُوَ الَّذي يَبدَؤُا الخَلقَ ثمَّ يُعيدُهُ وهُو أهْوَنُ عَليهِ} الروم 27.

اختلف العلماء في توجيه لفظ " أهون " وشبهها على أربعة أقوال، كما ذكرها ابن الجوزي، في " زاد المسير ".

أحدها: أنَّ الإعادة أهون عليه من البداية، وكل هين عليه، قاله مجاهد، وأبو العالية.

الثاني: أنَّ " أهون " بمعنى: هَيِّن، فالمعنى: وهو هَيِّن عليه، وقد يوضع " أفعل " في موضع " فاعل ".

الثالث: أنه خاطب العباد بما يعقلون، فأعلمهم أنه يجب أن يكون عندهم البعث أسهل من الابتداء في تقديرهم وحكمهم، فمن قدر على الإنشاء كان البعث أهون عليه.

هذا اختيار الفراء والمبرد والزجاج، وهو قول مقاتل. وعلى هذه الأقوال الثلاثة تكون الهاء في {عليه} عائدة إلى الله تعالى.

الرابع: أنَّ الهاء تعود على المخلوق، لأنه خلقه نطفة ثم علقة ثم مضغة ويوم القيامة يقول له: كن فيكون، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وهو اختيار قطرب.

وبنحو ما ذُكر، وجَّه أبو حيَّان، في " بحره "، صيغة " أفعل "، وكذا الشوكاني، في " فتح القدير ".

قال في " البحر ":

(قوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}: أي والعود أهون عليه، وليست أهون أفعل تفضيل، لأنه تفاوت عند الله في النشأتين: الإبداء والإعادة، فلذلك تأولَّه ابن عباس والربيع بن خيثم على أنه بمعنى: هَيِّن، وكذا هو في مصحف عبد الله، والضمير في عليه عائد على الله.

وقيل: أهون للتفضيل، وذلك بحسب معتقد البشر، وما يعطيهم النظر في المشاهد من أنَّ الإعادة في كثير من الأشياء أهون من البداءة، للاستغناء عن الروية التي كانت في البداءة؛ وهذا، وإن كان الاثنان عنده تعالى من اليسر في حيز واحد. وقيل: الضمير في عليه عائد على الخلق، أي: والعود أهون على الخلق، بمعنى أسرع، لأنَّ البداءة فيها تدرج من طور إلى طور إلى أن يصير إنسانًا، والإعادة لا تحتاج إلى هذه التدريجات في الأطوار، إنما يدعوه الله فيخرج، فكأنه قال: وهو أيسر عليه، أي أقصر مدة وأقل انتقالاً.

وقيل: المعنى وهو أهون على المخلوق، أي يعيد شيئًا بعد إنشائه، فهذا عرف المخلوقين، فكيف تنكرون أنتم الإعادة في جانب الخالق؟ قال ابن عطية: " والأظهر عندي عود الضمير على الله تعالى، ويؤيده قوله تعالى: {ولَهُ الْمَثَلُ الأعْلَى}، كما جاء بلفظ فيه استعاذة واستشهاد بالمخلوق على الخالق، وتشبيه بما يعهده الناس من أنفسهم، خلص جانب العظمة، بأن جعل له المثل الأعلى الذي لا يتصل به، فكيف ولا تمثال مع شيء؟ " اهـ) انتهى

وقال السمين الحلبيُّ، في " الدرِّ المصون ":

(قوله تعالى: {وهُوَ أهْونُ عَليهِ}، في {أهْونُ} قولان:

أحدهما: أنها للتفضيل، على بابها، وعلى هذا يقال: كيف يُتصَوَّر التفضيل والإعادة والبداءة بالنسبة إلى الله تعالى على حدٍّ سواء، وفي ذلك أجوبة:

أحدها: أنَّ ذلك بالنسبة إلى اعتقاد البشر باعتبار المشاهدة مِن أنَّ إعادة الشيء أهون من اختراعه، لاحتياج الابتداء إلى إعمال فكر غالبا، وإن كان هذا مُنتفيًا عن البارئ تعالى، فخوطِبوا بحسب ما ألِفوه.

الثاني: أنَّ الضمير في {عليه} ليس عائدًا على الله تعالى، إنما يعود على الخلق، أي: والعَود أهون على الخلق، أي: أسرع، لأنَّ البداءة فيها تدريج من طَور إلى طَور، إلى أن صار إنسانًا، والإعادة لا تحتاج إلى هذه التدريجات، وكأنه قيل: وهو أقصر عليه وأيسر وأقل إثقالا.

الثالث: أنَّ الضمير في قوله {عليه} يعود على المخلوقين، بمعنى: والإعادة أهون على المخلوق، أي: إعادته شيئًا بعدما أنشأه، هذا في عرف المخلوقين، فكيف ينكرون ذلك في جانب الله تعالى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير