يشترط في الجملة التي تقع حالا أربعة شروط، وقد ذكر الشارح تبعا للناظم من هذه الشروط واحدا، وهو: أن تكون الجملة مشتملة على رابط يربطها بالحال – إما الضمير، وإما هما معا – والشرط الثاني أن تكون الجملة خبرية، فلا يجوز أن تكون الحال جملة إنشائية، والشرط الثالث: ألا تكون جملة الحال تعجبية، والشرط الرابع: ألا تكون مصدرة بعلم استقبال، وذلك نحو "سوف" و"لن" وأدوات الشرط، فلا يصح أن تقول جاء محمد إن يسأل يعط، فإن أردت تصحيح ذلك فقل: جاء زيد وهو إن يسأل يعط، فتكون الحال جملة اسمية خبرية.
وأقول: مع تقديري العميق للأستاذ محيي الدين وجهوده في خدمة النحو، لكنه رجل يجمع من الحواشي المتأخرة كثيرا ولا يحقق ما ينقل أعني لا يعرض الأدلة العقلية والنقلية.
كلام الشيخ يوحي بأن الجملة الشرطية ليست خبرية عندما قال: فتكون الحال جملة اسمية خبرية، والحق أن الجملة الشرطية جملة خبرية وليست إنشائية لأنها تحتمل الصدق والكذب وهو الحد الفارق بين الإنشاء والخبر.
أخي الفاضل:
إن من ذهب إلى منع وقوع الجملة الشرطية حالا أسسوا مذهبهم على أن الشرط يفيد الاستقبال والاستقبال ينافي الحال لأن الحال يبين هيئة صاحبها أثناء وقوع الفعل ولا يمكن أن نبين هذه الهيئة بفعل مستقبل لم يقع بعد، لذلك منعوا دخول علامة الاستقبال على المضارع الواقع حالا.
لكن الحق أن الجملة الشرطية قد يراد بها الاستقبال وقد يراد بها الزمن المطلق فمما يراد به الاستقبال مثلا أن تقول: إن تسافر غدا أسافر معك، فمثل هذا لا يمكن أن يقع حالا.
ومما يراد به الزمن المطلق قول شاعرنا:
أولئك قومي إن يلذ ببيوتهم ***** أخو حدث يوما فلن يتهضما
فليس المراد به الاستقبال ولكن الشاعر يقول إن قومه يمنعون جارهم دائما فهم كانوا كذلك في الماضي وهو في الحاضر كذلك وهم في المستقبل سيكونون كذلك، فمثل هذا يمكن أن يقع حالا.
وقد يراد بالجملة الشرطية المضي وتقع حالا لأنها تقيد حالة معينة مثل أن تقول:
رأيت الأمير ومن سأله أعطاه. فهذا حديث عن شيء قد مضى، وحكاية عن حال ماضية، ووجه الحالية في الجملة واضح بين بإذن الله.
هذا والله أعلم.
وأرجو أن يهيئ الله لي الوقت ويعينني على بحث هذه المسألة ووضع ضوابط لها إنه أكرم مرجو وخير مسؤول.
أخوكم الأغر
ـ[محمود جاد 2010]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 11:42 م]ـ
أيها الفصحاء من نفس القصيدة للمعري أود أن أطرح تساؤلاً
ما نوع كان في البيت التالي أهي زائدة أم ماذا
وأغدو ولو كان الزمان صوارم
= وأسري ولو كان الظلام جحافل وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 02:48 ص]ـ
أشكرك إذ رفعت هذا الموضوع الذي شاركت فيه في بداية انضمامي للفصيح.
ـــــــ
اسم كان ضمير الشأن والجملة الاسمية بعدها خبرها.
مع التحية الطيبة.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 03:46 ص]ـ
كنت بحثت هذه المسألة في كتاب (الجملة الشرطية عند النحاة العرب) وسميت الواو واو الرغم أو الرغمية لأن معناها عندي على الرغم من هذا الشرط. وهذا هو النص للاطلاع:
ونأتي بعد هذا إلى تركيب آخر ذكره الرضى ثم الزركشي من مجيء الجملة الشرطية بعد الواو الحالية عند الزمخشري والعاطفة عند الجِنْزِي والاعتراضية عنده، ويزعم أن الجملة الشرطية لا جواب لها، ولا يصح أن يؤتي بالجواب، ونحن نتفق معهم في أنه لا يصح أنْ يؤتى بالجواب، ولكنا نخالف في أمرين: الأول هو اعتبار ما بعد الواو جملة شرطية، والثاني اعتبار الواو حالية أو عاطفية أو اعتراضية. فالعبارة هنا عبارة شرطية قيدية، أما الواو فجاءت للربط بين العبارة الشرطية والكلام السابق لها لأنه لا انسجام مباشر بين الدلالات، ومن أجل إيضاح هذا التركيب نضرب مثالين أحدهما خال من الواو، والآخر فيه الواو:
-أعْطِ الفَقِيرَ دِرْهمًا إن سَأَلَك.
-أعْطِ الفَقِيرَ دِرْهمًا وإن شَتَمَك.
ما الفرق بين التعبيرين؟ الفرق هو أن الإعطاء الأول مقيد بالسؤال أي أن الإعطاء يجري بوجود الشرط، أما الثاني فإنه يجري رغم وجود الشرط. والشرط الأول إيجابي أي دافع على الفعل أما الشرط الثاني فهو سلبي دافع عن الفعل، ومن هنا جاءَت (الواو) لتدفع على الفعل رغم وجود هذا القيد أو الشرط، ونسطيع أن نعبر عن معنى التركيب الآتي: أعْطِ الفَقِيرَ دِرْهمًا رَغْمَ شَتَيمتهِ لَك، أما اعتبارهم الواو حالية وجعل المعنى: أعْطِ الفَقِيرَ دِرْهمًا شاتِمًا لك فهو اعتبار وفهم بعيد عن روح التركيب. ونسطيع أن نطلق على هذه الواو (واو الرغم) (أو) الواو الرغمية. أما وصفها بالاعتراضية فلا يبين معناها.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 04:37 ص]ـ
الجملة (وإن كنت الأخير زمانه) وقعت بين عامل ومعموله (اسم إن وهو ياء المتكلم وخبرها وهو آت)
فلم لا تكون اعتراضية؟ المعنى
: وإني - على تأخر زماني - لآت .......
وكلمة الأخير فيم نصبها لمن رأى أن كان تامة؟
وفيم رفع زمانه؟
وأين خبر كان لمن رأى أنها ناقصة؟
¥