ـ[أبوأيمن]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 01:23 م]ـ
الأستاذ الكريم ذو العلم الغزير / الأغر
تحية مباركة طيبة من أخ محب، وبعد
قلتم
الجملة الشرطية تقع حالا لأنها تقع خبرا وما جاز أن يقع خبرا جاز أن يقع حالا في الغالب
قال العلامة محيي الدين
يشترط في الجملة التي تقع حالا أربعة شروط، وقد ذكر الشارح تبعا للناظم من هذه الشروط واحدا، وهو: أن تكون الجملة مشتملة على رابط يربطها بالحال – إما الضمير، وإما هما معا – والشرط الثاني أن تكون الجملة خبرية، فلا يجوز أن تكون الحال جملة إنشائية، والشرط الثالث: ألا تكون جملة الحال تعجبية، والشرط الرابع: ألا تكون مصدرة بعلم استقبال، وذلك نحو "سوف" و"لن" وأدوات الشرط، فلا يصح أن تقول جاء محمد إن يسأل يعط، فإن أردت تصحيح ذلك فقل: جاء زيد وهو إن يسأل يعط، فتكون الحال جملة اسمية خبرية
قلتم
قال عامر الخصفي المحاربي
أولئك قومي إن يلذ ببيوتهم ***** أخو حدث يوما فلن يتهضما
فالجملة الشرطية هنا حال والعامل فيها معنى الإشارة على رأي أو تمام الكلام على رأي. كقوله تعالى: وهذا بعلي شيخا.
ولم لا تكون الجملة الشرطية " إن يلذ ببيوتهم أخو حدث يوما فلن يتهضما " خبرا؟
قلتم
ومن وقوع الجملة الشرطية حالا قول سويد بن أبي كاهل اليشكري
ورأى مني مقاما صادقا ***** ثابت الموطن كتّام الوجع
ولسانا صيرفيا صارما ***** كحسام السيف ما مسّ قطع
فجملة (ما مس قطع) شرطية حال من حسام السيف
على القول بأن "ما" في البيت شرطية – وقد تحتمل غير ذلك - فإن الجملة "ما مس قطع" يمكن أن تكون صفة كما هو واضح إن شاء الله
قلتم
فالجملة الشرطية تقع حالا وتقع صفة وتقع خبرا ولكن هل يجوز أن تتصدر بواو الحال؟
قال ابن مالك رحمه الله
وَمَوْضِعُ الحَالِ تَجِيءُ جُمْلَه ... ك"ـجَاءَ زَيدٌ وَهْوَ نَاوٍ رِحْله"
قال ابن عقيل رحمه الله وعلامتها صحة وقوع إذ موقعها نحو جاء زيد وعمرو قائم التقدير إذ عمرو قائم
فهل يصح أن نقول: إني إذ إن كنت الأخير زمانه
أنتظر توضيحكم وتصويبكم
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 04:30 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ القدير أبا أيمن وفقه الله
قال عامر الخصفي المحاربي
أولئك قومي إن يلذ ببيوتهم ***** أخو حدث يوما فلن يتهضما
سألتم أخي الكريم:
ولم لا تكون الجملة الشرطية " إن يلذ ببيوتهم أخو حدث يوما فلن يتهضما " خبرا؟
أقول لأن قومي هو خبر اسم الاشارة والمقام مقام الفخر وهذا أسلوب عربي معروف فهم ينصبون الوصف المراد الافتخار به بعد الإتيان بخبر لاسم الإشارة أو الضمير في نحو: هذا أميرنا كريما، وهو القائد شجاعا، وقد وقعت الجملة الشرطية محل الوصف المفتخر به في قول شاعرنا فالجملة حالية لكي يصبح الكلام وحدة متصلة الحلقات.
ولو قال: أولئك القوم بالألف واللام لجاز أن تكون الجملة خبرا والقوم صفة لاسم الإشارة، ولا أقول لا يصح أن تكون الجملة خبرا فإن جعلناها خبرا فهي خبر للمبتدأ الثاني قومي ثم المبتدأ الثاني وخبره خبر لاسم الإشارة، أو أن الجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم، كأنه بعد أن قال: أولئك قومي، قيل: ما شأنهم؟ قال: هم إن يلذ ببيوتهم أخو حدث فلن يتهضما، ولكن النصب عربي فصيح كثير، وقرئ قوله تعالى: وهذا بعلي شيخا بالنصب على قراءة العامة وبالرفع على قراءة عبد الله بن مسعود.
ولكن مقام الفخر يقوي حمل الجملة على الحالية:
قال سيبويه: وقد تقول: هو عبد الله وأنا عبد الله، فاخرا أو موعدا، أي: اعرفني بما كنت تعرف وبما كان بلغك عني، ثم يفسر الحال التي كان يعلمه عليها أو تبلغه، فيقول: أنا عبد الله كريما، وهو عبد الله شجاعا بطلا.
وهذا نص أنه إذا أريد الفخر أو الوعيد مثلا نصب الاسم بعد الخبر على الحال.
ثم قلتم عن قول الشاعر سويد:
ولسانا صيرفيا صارما ***** كحسام السيف ما مسّ قطع
فجملة (ما مس قطع) شرطية حال من حسام السيف
على القول بأن "ما" في البيت شرطية – وقد تحتمل غير ذلك - فإن الجملة "ما مس قطع" يمكن أن تكون صفة كما هو واضح إن شاء الله.
أقول: (ما) شرطية لكن أتفق معك في أن الجملة تحتمل الوصفية لكون الألف واللام في السيف جنسية، إلا إذا أريد سيف معروف فتتحتم الحالية، ومهما يكن من أمر فوقوعها صفة يقوي جواز مجيئها حالا.
وقبل ذلك قلتم:
قال العلامة محيي الدين
¥