تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإن كنت أحسب أني أخطأت في هذا التأول، فعلوم اللغة العربية قد تعد من العلوم الدنيوية ولكنها مما يُتوصل بع إلى رضا الله سبحانه وتعالى للارتباط الوثيق بينها وبين علوم الدين والقرآن.

وكذلك لعموم ألفاظ بعض الأحاديث وخلوها من قيد الإطراء أو المبالغة في المدح.

وقد ساءني أن الأستاذ حازم أو أيا من الأساتذة المشرفين النابغين، لم يعلق على هذا الموضوع، خصوصا أنني سألت سؤالا لم أتلق إجابته حتى الآن، عن جواز تقديم اسم كان عليها، ولم أجده في ألفية ابن مالك وإنما تكلم عن تقديم الخبر فقط، فقال:

وَفِي جَمِيْعهَا تَوَسُّطَ الْخَبَرْ ... أَجِزْ وَكُلٌّ سَبْقَهُ دَامَ حَظَرْ

كَذَاكَ سَبْقُ خَبَرٍ مَا الْنَّافِيَهْ ... فَجِيء بِهَا مَتْلُوَّةً لاَ تَالِيَهْ

وَمَنْعُ سَبْقِ خَبَرٍ لَيْسَ اصْطُفِي ... وَذُو تَمَامٍ مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي

فإذا كان تقديم اسم كان عليها غير جائز، فيكون تقدير الكلام

(ألذنبُ خيراً كان هو أم شعري؟)

فيكون اسم كان ضمير مستتر تقديره هو

ويكون (الذنب) مبتدأ

وجملة (خيرا كان أم شعري) خبرا

أما عن محاولتي الشعرية الفاشلة، فيبدو أن الإخوة قد أحجموا عن التعليق عليها أدبا منهم، وسوف أنقد نفسي نيابة عنهم:

الوزن مضبوط في الغالب وهو من بحر السريع: (بحر سريع ماله ساحل * مستفعلن مستفعلن فاعل)، وربما يخلو من أي زحاف أو علل، ولكنه يفتقد السلاسة والعذوبة وهو أشبه بالولادة المتعسرة، والمعاني فيه ناقصة وليس فيه انطلاق ويغلب عليه التكلف، وقلة عدد أبياته تدل على العجز، وينطبق عليه المثل القائل: "ربَّ خفٍ خيرٌ منه الحفاء"،

فدعك من الشعر يا مهندس فلست بشاعر.

قلت لنفسي وأنا أقرأ الكلمات البديعة العطرة التي يخطها عمالقة المنتدى: لقد أتعبوا من بعدهم، من ذا يقدر على مجاراتهم؟

اقرأ:

(ما زالت هذه الصفحة، تشرق بحرفك النقيّ، وعلمك السخيّ

وقد سعدتُ كثيرًا بلَمَحاتك الوضَّاءة، التي تُثري العلم، وتزيد الاطِّلاع، وتمرِّن الذهن)

(قد أخجلني – والله – ثناؤكم العطر ... ولا زلت أستغرب من عذب كلماتكم التي لا أُلفي نفسي بين حروفها)

(لعلَّكما تأذنان لي، بالتجوُّل في روضتكما الغنَّاء، وقد تألّقت فيها المعاني المتطابقة، والحروف المتناسقة، والغصون المتعانقة، وجلَّ حُسنُها بروعةٍ فائقة.

لا أراني سأضيف شيئًا جديدًا، إنما أهتدي بحرفيكما، وأدور في فلكيكما، زادكما الله رفعة وفضلا

لكنه جميل خلقكم، وحسن سجاياكم، وتشجيعكم المتواصل لطلبة العلم)

(بل جوابكم هو الباهر، وتعقيبكم هو الناضر، ومعانيكم واضحة متألقة، وحروفكم مشرقة متناسقة.

ولم أعهدكم يومًا تبتعدون عن لب الموضوع، وتشتغلون بما هو معلوم ومسموع.

بل أنتم للإجابة أهل، ولكم علينا - بعد الله - فضل. منكم نلتقط اللآلئ والدرر، ونجني أطايب الثمر.

فجزاكم الله خيرا، وزادكم علما ونورا)

فأين أنا مما أقرأ، حسبي أن أكون قارئا، أو طالبا علم أو مسترشدا.

ـ[حازم]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 03:28 م]ـ

يا أعْدَلَ النَّاسِ إلاَّ في مُعامَلَتي * فِيكَ الخِصامُ وأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ

الأستاذ الفاضل / " المهندس "

ما زلت متفضِّلا كريما

ولا أرَى أنك بحاجة إلى الاعتذار، فقد نسيتُ هذا الموضوع، ولم يعد له في نفسي تصوُّر أو تفكير أو قرار.

ولم أقصد إساءتَك - أيها الحليم اللبيب -، إلاَّ أنَّ مشاركتك كانت تظهر بين السحاب وتغيب، فخفِيَ عليَّ أمرُها، ولكن سرَى إليَّ سِحرُها.

ويبدو أنَّ مَن تصدَّى لإجابتها، قد أحكَمَها بسياج مُحكم، كإحكام السِّوار على المِعصم، فأنَّى لمثلي أن يلتقي حرفَك، أو يبلغ وَصفَك، زادك الله رفعة وتألُّقا، ولا زال فضلُه عليك مُغدَقا.

أما إذا تقدَّم اسم " كان " عليها، فلا يكون معمولا لها، وإنما يُعرَب حسب موقعه من الجملة.

وبإمكانك أن تدرك هذا الحكم من واقع الجملة الفعلية.

فإذا قلتَ: " يكتبُ الطالبُ درسَه "

قلنا: " الطالبُ " فاعل " يكتبُ "

فإذا قدَّمتَه على الفعل، وقلتَ: " الطالبُ يكتبُ درسَه ".

قلنا: " الطالبُ " مبتدأ

وفاعل " يكتبُ ": ضمير مستتر فيه، يعود على " الطالبُ "

فلا يمكن أن يتقدَّم الفاعل على فعله، وكذلك لا يمكن أن يتقدَّم اسم " كان " عليها.

والله أعلم.

بقي النظر في وزن الأبيات.

محاولة جريئة، احتوت بعض المعاني، التي لم تكن قادرة على الظهور بوضوح، فقد خنقتها قلَّة حروفها، وعدم انطلاق بيانها، قيَّدها التزام دقَّة الوزن، وعدم اللجوء إلى الزِّحاف المرن.

أما من جهة " بحر " الأبيات، فلستُ ماهرًا في الغوص، وما زلتُ أخشَى الاقتراب منه.

إذ أنَّ إسكان عين " فَعْلن " في عَروضه، توحي أنه جاء مخالفًا لقواعدهم، سواءً أكان من بحر السريع، أم من الكامل ذي العَروض الحذَّاء.

ما أعلمُه أنَّ إسكان العين في ضربه فقط.

بالإضافة إلى زيادة حرف في الشطر الثاني من البيت الأول، على أنها " قبولِ " بدون تنوين.

والله أعلم

ختامًا، أرجو لك مزيدًا من التوفيق، وأرَى أنَّ خطواتك الأولَى في كتابة الشِّعر، كانت موفَّقة، وليست خطوات مبتدئ، " ما شاء الله "

مع عاطر تحاياي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير