ـ[المهندس]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 06:20 م]ـ
أما من جهة " بحر " الأبيات، فلستُ ماهرًا في الغوص، وما زلتُ أخشَى الاقتراب منه.
إذ أنَّ إسكان عين " فَعْلن " في عَروضه، توحي أنه جاء مخالفًا لقواعدهم، سواءً أكان من بحر السريع، أم من الكامل ذي العَروض الحذَّاء.
ما أعلمُه أنَّ إسكان العين في ضربه فقط.
أستاذي العزيز / حازم
أكل هذا ولستَ ماهرا في الغوص؟ فكيف بك إذا كنت ماهرا؟
حاولت أن أقرأ في العروض كي أفهم، فتهتُ بين المكسوف والمخبول والأصلم.
ـ[المهندس]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 10:26 م]ـ
قلت لنفسي:
إِذا كنتَ لا تدري ولم تكُ بالذي * يسائلُ من يدري فكيف إِذن تَدْري
ثم استبشرت خيرا بصحبة النجوم المتلألئة؛ أساتذة المنتدى فقلت:
فكم من جاهلٍ أمسى أديباً * بصحبةِ عاقلٍ وغدا إِماما
كماءِ البحرِ مرٌ ثم تحلو * مذاقتُهُ إِذا صَحِبَ الغماما
أستاذي الفاضل / حازم
قد فهمت أخيرا مقالتك فيما يخص الوزن واستوعبتها وعرفت ما كنت أجهله
ولكن عبارتك كانت مغلفة بثوب من الأدب، ستر عني مفهومها الواضح.
فجزاك الله خيرا
وهذا ما قرأته مؤخرا وكنت أجهله:
السريع - في نظر العروضيين التقليديين -مبنى على ستة أجزاء:
مستفعلن - مستفعلن - مفعولاتُ ... في كل شطر
(وكنت أظن التفعيلة الأخيرة فاعلن وتطوى إلى فاعل أو فعْلن)
لكنهم يقولون: إن الكسف التزم في العروض، وقد يجتمع مع الكسف الطي أو الخبن.
وله أربع أعاريض وستة أضرب:
أ- العروض الأولى: مطوية مكسوفة "مَفْعَلا" وتحول إلى "فاعلن"،
ولها ثلاثة أضرب:
1. الضرب الأول: مطوي موقوف "مفعولاتْ" وتحول إلى "فاعلان"
ومثاله: أزمان سلمى لا يرى مثلها الر اءون في شام ولا في عراق
2. الضرب الثاني: مطوي مكسوف مثل العروض،
ومثاله: هاج الهوى رسم بذات الغضا مخلولق مستعجم مُحْولُ
3. الضرب الثالث: أصلم "مفعو" وتحول إلى "فعْلُن"
ومثاله: قالت ولم تقصد لقيل الخنا مهلاً فقد أبلغت أسماعي
ب- العروض الثانية: مخبولة مكسوفة "فَعِلُن" ولها ضرب واحد مثلها،
ومثاله: النشر مسك والوجوه دنا نير وأطراف الأكف عنم
ج- العروض الثالثة: موقوفة مشطورة "مفعولانْ" والعروض هى الضرب،
ومثاله: ينضحن فى حافاته بالأبوالْ
د- العروض الرابعة: مكسوفة مشطورة "مفعولن" والعروض هى الضرب
ومثاله: يا صاحبي رحلى أقلا عذلى
وعليه فالعروض لا تقبل الصلم، وإنما يجوز في الضرب
ولم أفطن كذلك إلى أنك فكرت في بحر الكامل إذ يجوز أن يكون الضرب أحذ مضمرا
ولكن مع عروض صحيحة (متفاعلن) أو عروض حذاء بدون إضمار (فَعِلُن)
أستاذي الفاضل
لقد قلتَ الكلام المختصر المفيد، الذي لم أكن مهيأً لفهمه، وكنت أقل من أن أفهمه.
ـ[حازم]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 11:23 م]ـ
كُلَّ الحُروفِ رَوائِعٌ إنْ طُرِّزَتْ * وحُروفُكَ الفُصْحَى أجَلُّ وأرْوَعُ
أستاذي الكريم / " المهندس "
" ما شاء الله "
ما أجمل ما سطَّره يراعُك، وما أروع ما حَوتْه رِقاعُك، وما أحرَى أن يَسمو بك إبداعك.
قد طُرِّزت أثواب المعاني، في حواشي كلماتك، واختال الربيع بين ثنايا عباراتك.
وتألَّق الذوق الرفيع، في جنبات نثرك، وانسكب الأدب البديع، من عذب نهرك
ثمَّ تزعم بعد ذلك، وتقول: إنك لا تستطيع مجاراة أساتذتي الكرام.
والله، لا أراك إلاَّ أستاذا، تسير معهم في الرَّكب، جنبًا إلى جَنب، إنْ شَرَّقوا شَرَّقت، وغَرَّبتَ إن مالوا إلى الغرب.
زادك الله من نَعمائه، وفَتح عليك بَركاتٍ من أرضِه وسمائه.
أستاذي الفاضل: معلوم أنَّ:
" مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُ " هو: البحر السريع الذي ليس له ساحِلُ.
وأصل " فاعلن " في البحر، هو " مفعولات ".
وتأتي مخبولة مكسوفة، فتصبح: " معلا " بتحريك العين، وتُنقَل إلى ":فَعِلُنْ "
هذا بالنسبة للعَروض والضرب، وهو ما سار عليه جمهور العَروضيين.
ولكن ابن عبد ربه، زاد ضربًا آخر، وهو الأصلم السالم.
والأصلم: هو ما ذهب وتده المفروق، فتصير التفعيلة: " مفْعو "، وتُنقل إلى " فَعْلُنْ ".
وشاهده:
يا أيُّها الزَّاري علَى عُمَرٍ * قد قُلْتَ فيهِ غَيرَ ما تَعْلَمْ
فقد تحرَّكت عين " فعلن " في العَروض، وسكنت في الضرب.
بينما سكنت في أبياتك كلِّها، عَروضِها وضربِها، أليس كذلك، أستاذي؟
أما بالنسبة للكامل، ذي العروض الحذَّاء، وهو حذف الوتد المجموع في عَروضه، فتصبح: " متفا "، وتُنقل إلى " فَعِلُنْ ".
فهل يجوز لنا إضماره، كما يرد في الضرب؟
لستُ بذي علم، فأتوقَّف عن الإجابة، ما أعلمه أنَّ الإضمار يكون في الضرب فقط، ويُسمَّى: الأحذَّ المضمر، وشاهده:
لوْ قيسَ وَجدُ العاشِقينَ إلَى * وجدي لَزادَ عَليهِ ما عِندي
والإضمار: هو تسكين الثاني المتحرِّك من الجزء، كتسكين التاء من " متَفاعلن "، وتَنقل إلى " مسْتَفْعلن ".
والله أعلم.
أما بالنسبة إلى زيادة حرف في الشطر الثاني من البيت الأول، على أنها " قبولِ " بدون تنوين.
فأقول: - أيها الأديب اللبيب -، ما رأيك أن نقوم بوزن الحروف، لنتأكَّد.
إلا بِعَفْوٍ أو قَبولٍ عُذْري
" إلاَّ بِعَفْـ ": مسْتَفعلُنْ
" ـوٍ أوْ قَبُو ": مسْتَفعلُنْ
مع التنوين، " لٍ عُذْري ": زيادة سبب خفيف على " فَعْلُنْ "
وبدونه، " لِ عُذْري ": فعولن، زيادة حرف متحرِّك قبل " فَعْلُنْ "
والله أعلم.
كنتُ قد أعددت هذا الردِّ، قبل اطِّلاعي على صفحتك المشرقة، " ما شاء الله "، وقد أجدتَ كلَّ الإجادة، زادك الله علمًا غزيرًا.
ثمَّ رأيتُ أن أضيفها لاكتساب إضاءة جوارك، واستخراج كنوز حوارك
أستاذي العزيز:
لا أقصد الإعراض عن مشاركاتك، ولكن قد لا يبلغها علمي اليسير، ولا يدركها طَرفي الحسير، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله.
ولذلك أرجو منك المعذرة ابتداء، والعفو انتهاء
دمتَ في النعيم والرعاية
مع أعذب وأرقّ التحايا
¥