(ليس في الحروف حرف يَعسُر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به:
فمنهم مَن يجعله ظاءً مطلقًا، لأنه يشارك الظاء في صفاتها كلها، ويزيد عليها بالاستطالة، فلولا الاستطالة، واختلاف المخرجين لكانت ظاءً.
ومنهم مَن لا يوصلها إلى مخرجها، بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة، لا يقدرون على غير ذلك.
ومنهم مَن يخرجها لامًا مفخَّمة) انتهى
وقال مكي، في " الرعاية ":
(والضاد أصعب الحروف تكلُّفًا في المخرج، وأشدُّها صعوبة على اللافظ، فمتَى لم يتكلَّف القارئُ حقَّها، أتى بغير لَفظها، وأخلَّ بقراءته، ومن تكلَّف ذلك، وتمادَى عليه، صار له التجويدُ بلفظِها عادةً وطبْعًا وسَجيَّة) انتهى
ولهذا اهتمَّ العلماء بحصر الظاءات المشالة، والمواضع التي وردت في القرآن الكريم، وأفردوها بالتآليف، نثرًا ونَظمًا.
وقد ضبط الناظم الظاء، لكونها أقلَّ من الضاد، فذلك أقرب إلى ضبط المراد.
أما من جهة ضبط الكلمات:
" الظعن ": إشارة إلى قوله تعالى: {تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ} سورة النحل 80.
وضبطها في النظم: بالجرِّ، لكونها مجرورة بـ في ".
" ظِلّ ": إشارة إلى باب الظلِّ كيفما تصرَّف منه، نحو: " ظِلّ، ظَلَّلنا، ظِلال، ظَليل، ظُلل، ظُلَّة ".
ويجوز فيها وجهان: الرفع على الاستئناف، والجرُّ على العطف.
وأميل إلى ضبطها بالرفع.
أما وجه النصب، فلا أميل إليه، ويمكن تخريجه على نزع الخافض، والله أعلم.
وليست كلمة " الظعن " مضافة إلى " ظلّ ".
قوله: " ظَلَّ النَّحْلِ زُخْرُفٍ سَوَا "
المقصود كلمة " ظَلَّ " الواقعة في السورتين، النحل والزخرف، وهو قوله تعالى: {ظَلَّ وَجهُهُ مُسْودًّا}
وأرَى أنَّ الأولَى ضبط " النحل " بالجرِّ، تنبيهًا إلى أنَّ لفظ " ظَلَّ " مضاف إليها، أي الواقع في هذه السورة، والله أعلم.
قوله: " وجَمِيع النَّظَرِ "
يجوز في " جَميع " أنواع الإعراب الثلاثة.
الرفع على الاستئناف
النصب على نزع الخافض
الجرُّ على العطف
وأميل إلى النصب، ثمَّ الجرّ.
قوله:
إِلاَّ بـ"ِوَيْلٌ "" هَلْ " وأولَى ناضِرَهْ * والْغَيْظُ لا الرَّعْدُ وهُودٌ قاصِرَهْ
هذا استثناء من قوله: " وجميعَ النَّظَرِ "
حيث استثنَى موضع سورة المطففين، وهو قوله تعالى: تَعرِفُ في وُجُوهِهِم نَضْرةَ النَّعيم}، نسأل الله أن يجعلنا منهم، إنه هو البرُّ الرحيم.
وأشار إلى السورة بالكلمة الأولى فيها: {وَيلٌ}
وأحبُّ ضبطها بالرفع، على الحكاية، تنبيهًا إلى السورة، ويجوز أن تكون بالجر على الموضع، لأنها مجرورة بالباء، والله أعلم.
قوله: " والغيظ "، إشارة إلى مادَّة الغيظ، نحو قوله تعالى: {قل مُوتوا بِغَيظِكُم}، وقوله: {تكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيظِ}
ثمَّ استثنى موضعي الرعد وهود، وهو قوله تعالى في الرعد: {وما تَغِيضُ الأرْحامُ وما تَزْدادُ} سورة الرعد 8، وقوله: {وغِيضَ الْماءُ} سورة هود 44.
فهذان الموضعان بالضاد.
ويجوز الرفع في " الغيظ، الرعد، هود "، ويجوز الجر فيهم.
الرفع على الاستئناف في الأولى، والعطف على الرفع في التاليتين.
والجر بالعطف على ما سبق، وجر التاليتين عطفا، والله أعلم.
لكني أميل إلى رفع الثلاثة.
وكذا يقال في كلمتي " الحظّ لا الحضّ "
وأميل إلى الرفع فيهما
والله أعلم
مع عاطر التحايا
ـ[حازم]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 10:27 م]ـ
ترفع، لعدم ظهورها في الصفحة الأولى
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أسئل الله رب العرش العظيم الكريم أن يتكرم عليك كما تكرمت علينا بالاجابة
وأن يأتيك خير الدنيا والاخرة
وأن يرحم والديك في الدنيا والاخرة وأهلك وجميع أقاربك ومعلميك
الله آته في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقه عذاب النار
أشكرك شكر جزيلا
تمليذكم ومحبكم في الله
أبو حمزة
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 11:38 م]ـ
عندي سؤال يا استاذ علي اجوبتك
ما هو نزع الخافض؟
سؤال الثاني قلت في "في الظعن الظل"
يجوز فيه وجهان احدها الجر علي العطف"
سؤال علي ذلك الوجه أين هو حرف العطف هل هو محذوف وهل هذا حذف يكون خاصا بالشعر أوا قد يحصل في النثر
جزاك الله خيرا
تلميذكم
ـ[حازم]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 10:30 م]ـ
يا مَنْ يَرومُ تِلاوَةَ القُرآنِ * ويَرُودُ شَأْوَ أئِمَّةِ الإتْقانِ
¥